وزارة التعليم: أكثر من 4000 قسم بالمناطق النائية بدون ماء ومرافق صحية

حذر وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي، محمد سعد برادة، من خطورة استمرار عدد من المؤسسات التعليمية، خاصة في المناطق الجبلية والنائية، في العمل دون مرافق صحية أو وصول للماء الصالح للشرب، معتبرًا أن هذا الوضع يمس بشكل مباشر كرامة التلاميذ ويعيق تمدرس الفتيات.

وقال برادة خلال عرض قدمه أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال، بمجلس النواب، اليوم الثلاثاء: 'المدرسة اللي ما واصلهاش الماء وما فيهاش مرافق صحية مخصصة للبنات، هي مدرسة محكوم عليها بالفشل. البنات يوصلن لواحد السن، والآباء ديالهوم ما يلقاوش كيفاش يستمروا في إرسالهم للمدرسة. هذا مشكل بسيط في الظاهر، لكن تأثيره كبير، وخصنا نحلّوه في أقرب وقت'.

وأوضح برادة أن هناك آلاف الأقسام المنتشرة في مناطق جبلية لا تصلها أدنى مقومات الحياة المدرسية الكريمة، مضيفًا: 'اليوم عندنا أربعة آلاف قسم في الجبل ما واصلهم لا ماء لا مرحاض. حنا خدينا الالتزام باش نحلو المشكل، وبدينا نشتغلو بحلول مبتكرة، منها الاعتماد على صور الأقمار الصناعية لرصد المؤسسات اللي ما فيهاش هاد التجهيزات'.

وأكد أن الوزارة شرعت بالتنسيق مع المديريات الإقليمية والجماعات المحلية في إعداد خرائط دقيقة لحصر هذه المؤسسات ومعالجة الخصاص، خاصة عبر توفير مراحيض منفصلة للبنات والبنين، معتبرًا أن توفيرها 'مسألة كرامة وأولوية وطنية'.

ويرى المسؤول الحكومي، أن هذا الإشكال البنيوي يُسهم بصمت في تنامي ظاهرة الهدر المدرسي وسط الفتيات، حيث تتضاعف نسب الانقطاع عن الدراسة في صفوفهن في المستوى الإعدادي، بسبب انعدام المرافق المناسبة والخصوصية الضرورية داخل المؤسسات.

وأضاف: 'بعض الناس كيظنو أن الهدر المدرسي سببه فقط صعوبات التعليم أو الفقر، ولكن الحقيقة أن غياب مرحاض نظيف وكافٍ هو سبب مباشر في مغادرة آلاف البنات للمدرسة، وهادشي خاصنا نعالجوه'.

وأشار الوزير إلى أن الوزارة بصدد إعداد خطة دقيقة لتأهيل المؤسسات المتضررة، وأن الأمر يتطلب تعبئة جماعية تشمل الجماعات الترابية، المجتمع المدني، ووزارات أخرى، قائلًا: 'راه ماشي معقول في 2025 مازال تكون عنا مدارس بلا مراحيض. كاين مشكل، وكنقولوها بكل شفافية، ولكن راحنا خدامين عليه'.