فرحة حذرة.. اتفاقية تبادل السجناء مع العراق تنعش آمال عائلات المعتقلين المغاربة

في خطوة طال انتظارها، رحبت عائلات المغاربة المعتقلين في السجون العراقية بتوقيع اتفاقية تعاون بين المغرب والعراق تهدف إلى نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية. وقد تم توقيع الاتفاقية، الخميس الماضي، خلال زيارة رسمية لوزير العدل العراقي، خالد شواني، إلى الرباط، لينهي بذلك مسارا تفاوضيا طويلا.

وخلف توقيع هذه الاتفاقية فرحة كبيرة لدى عائلات المعتقلين، الذين يواجهون أحكاما قاسية تصل في بعض الأحيان إلى الإعدام والمؤبد. وتسمح الاتفاقية بنقل مئات المغاربة، المتهمين بقضايا تتعلق بالتطرف والالتحاق بمجموعات مسلحة، إلى السجون المغربية لإتمام مدة محكوميتهم بالقرب من ذويهم.

إقرأ أيضا: المغرب والعراق يتفقان على ترحيل السجناء والتعاون في العقوبات البديلة

في هذا الإطار، أكد عبد العزيز البقالي، رئيس تنسيقية عائلات المغاربة العالقين والمجتجزين بسوريا والعراق، أن الأسر كانت تنتظر هذه الخطوة منذ سنوات، إلى جانب إعادة فتح السفارة المغربية في بغداد، وهو ما تم بالفعل. وأضاف: 'كنا نتابع عن كثب المشاورات والاتفاقيات بين البلدين، وتلقينا خبر التوقيع بكثير من الارتياح، واعتبرناه من بين أفضل الأخبار التي وصلت العائلات منذ مدة طويلة'.

ورغم الترحيب الكبير، عبّر البقالي في حديث لجريدة 'العمق'، عن قلق التنسيقية من احتمال تعثر أو تأخر تنفيذ الاتفاق، قائلا: 'لم يعد هناك متسع من الوقت لمزيد من المعاناة داخل السجون العراقية، خصوصا أن بعض المعتقلين تجاوزت فترة اعتقالهم 21 سنة في ظروف صعبة وغير إنسانية، وهم اليوم في أمسّ الحاجة إلى الرعاية الصحية والنفسية'.

وأكد البقالي على ضرورة إيلاء الاهتمام الكافي بهذه الفئة، خاصة وأن الكثير من المعتقلين أمضى فترات طويلة داخل السجون، مما يتطلب برامج تأهيلية لضمان إدماجهم الاجتماعي فور عودتهم إلى المغرب، مشددا على أن هذه الاتفاقية خطوة حاسمة لإنهاء معاناة عائلاتهم، وتوفير فرصة لهؤلاء السجناء لإكمال أحكامهم في ظروف إنسانية أفضل بالمغرب.

وكان تقرير للتنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة بسوريا والعراق كشف عن وجود 20 معتقلا مغربيا في السجون العراقية، متابعين في قضايا تتعلق بالإرهاب، ويقضون أحكاماً متفاوتة تتراوح بين الإعدام، والسجن المؤبد، و20 سنة سجنا.

وتعود هذه القضية إلى ما بعد الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003، حيث كان بعض المعتقلين مقيمين هناك قبل الغزو، بينما دخل آخرون لاحقا بطرق مختلفة. وأفاد التقرير أن معظمهم اعتُقلوا من طرف القوات الأمريكية أو العراقية، وحوكموا في ظروف غير عادلة، دون محامين، وتحت التعذيب، بحسب ما وثقته منظمات دولية.

ومن أبرز الأسماء الواردة في التقرير: عبد السلام البقالي ويوسف الشافعي من طنجة، ومحمد أعلوشن وعبد اللطيف تبيلي وأحمد بوكادي، إضافة إلى امرأتين، ليلى القسمي وابتسام الحوزي، المعتقلتين منذ 2017 والمحكومتين بالمؤبد، إحداهن أنجبت داخل السجن سنة 2018.

يشار إلى أن السلطات المغربية تسلمت شهر يناير الماضي، المعتقل المغربي السابق عدنان سهمان بعدما قضى 20 سنة في سجون العراق بتهمة الإرهاب. ووفقا لمعطيات خاصة حصلت عليها “العمق”، فإن سهمان الذي يتحدر من مدينة الدار البيضاء، قد اعتقل في 13 ماي 2004، وصدر في حقه حكم بالسجن 20 سنة، وانتهت مدة محكوميته بتاريخ الاثنين 13 ماي 2024.

في سياق متصل، قال وزير العدل عبد اللطيف وهبي، إنه أشعر السلطات العراقية بعدم تنفيذ عقوبة الإعدام في حق بعض المغاربة المدانين في قضايا الإرهاب، مضيفا خلال أشغال لجنة برلمانية في نونبر 2023 أنه خلال زيارته الأولى للعراق تم الاتفاق على العمل المشترك بين البلدين، وتمخض عن هذه الزيارة تحويل عقوبة الإعدام إلى المؤبد بالنسبة لمعتقلتين مغربيتين.