اخبار المغرب
موقع كل يوم -الأيام ٢٤
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
ط.غ
بدأ مشروع النفق الذي من المقرر أن يربط بين المغرب وإسبانيا عبر مضيق جبل طارق يتبلور ويتجسد واقعا، في خطوة استراتيجية من شأنها أن تُسهّل مستقبلا حركة الأشخاص والبضائع بين قارتي إفريقيا وأوروبا.
وقد أعادت إسبانيا والمغرب إحياء هذا المشروع في أبريل 2023، بعد سنوات من الجمود، وبينما كانت الخطة الأصلية تقضي ببناء نفقين—أحدهما مخصص لحركة القطارات والآخر للسيارات-تم في نهاية المطاف اعتماد خيار نفق سككي فقط، مخصص لنقل الركاب والبضائع، نظراً لاعتبارات تقنية واقتصادية.
وبعد إجراء سلسلة من الدراسات التقنية، تم اختيار مسار النفق، تماشيا مع تعقيداته الجيولوجية. ومن المرتقب أن يبلغ طول النفق البحري حوالي 60 كيلومتراً، ما سيجعله من بين أطول الأنفاق في العالم، متجاوزاً نفق المانش (Eurotunnel) الرابط بين فرنسا والمملكة المتحدة، والذي يبلغ طوله 50.5 كيلومتر.
خلال سنة 2024، أطلق الحكومة الإسبانية عبر شركة SECEGSA المشرفة على الدراسات، مرحلتين جديدتين من الدراسات:
الأولى دراسة جيوتقنية لحفر 'عتبة كامارينال'، تم تكليف شركة Herrenknecht Ibérica بها، ومن المنتظر تقديم تقريرها في نهاية يوليو 2025.
الثانية تتعلق بـدراسة النشاط الزلزالي في المنطقة، والتي يُتوقع الانتهاء منها بحلول سبتمبر 2025.
وتُقدر تكلفة المشروع بأكثر من 15 مليار يورو، بحسب صحيفة La Razon، على أن يتم تمويلها بشكل مشترك من طرف المغرب وإسبانيا والاتحاد الأوروبي.
ورغم التقدم المحرز، تشير التقديرات إلى أن النفق لن يكون جاهزًا للتشغيل قبل عام 2040، نظرًا لتعقيد الإنجاز والتكلفة العالية والبنية التحتية المصاحبة.
في مرحلته الأولى، سيتم إنشاء ممر واحد يمرّ فيه القطار في الاتجاهين، على أن تتم في مرحلة لاحقة إضافة ممر ثانٍ لتفصل حركة القطارات في كلا الاتجاهين. ويُنتظر من هذا المشروع أن يُحدث تحولاً كبيراً في نقل البضائع بين إفريقيا وأوروبا، إلى جانب تعزيز السياحة والتعاون الدولي، باعتباره أحد أهم مشاريع الربط القاري في القرن الحادي والعشرين.