اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٥ أيار ٢٠٢٥
تفاجأ عشرات الصحافيين خلال الأيام القليلة الماضية برفض القنصلية الأمريكية بالمغرب منحهم تأشيرات دخول لتغطية فعاليات كأس العالم للأندية التي ستجرى في الولايات المتحدة الأمريكية من 13 يونيو إلى 14 يوليوز المقبل.
وحسب ما استقته جريدة 'العمق'، فرغم تقديمهم لكافة الوثائق المطلوبة ودفعهم للرسوم اللازمة، فإن جميع الصحافيين الذين تم رفض طلباتهم لم يحصلوا على أي مبررات مقنعة لقرارات الرفض، علما أنهم أنفقوا مبالغ مالية كبيرة، تجاوزت في بعض الحالات 6000 درهم للشخص الواحد، دون أن يتمكنوا من استردادها.
وأجرى الصحافيون الحاصلون على اعتماد الاتحاد الدولي لكرة القدم لتغطية مونديال الأندية بالولايات المتحدة الأمريكية استجوابين مع موظفي القنصلية الأمريكية بالدار البيضاء، يتم التطرق فيها لجميع المعلومات المرتبطة بالتغطية من خلال ما يزيد عن 20 سؤالا، فضلا عن طلب البطاقة المهنية والاعتماد الصحفي والأوراق البنكية وغيرها، قبل التوجه نحو استجواب آخر مع ضابط التأشيرة يتم الحسم فيه بالموافقة عن الطلب من عدمه.
وما جاء في رسالة رفض الحصول على التأشيرة من قبل القنصلية لأحد الصحافيين: 'يؤسفنا أن نخبركم بعدم توفركم على الشروط المطلوبة لمنحكم التأشيرة لغير الهجرة على أساس المادة 214 (ب) من قانون الهجرة والجنسية، وفقا لهذا القانون، يفترض أن طالبي التأشيرة لغير الهجرة هم مهاجرون محتملون من أجل الحصول على التأشيرة، يجب على طالبها أن يقنع ضابط التأشيرة المستجوب أنه مؤهل لنوع التأشيرة المطلوبة وانه سيغادر الولايات المتحدة فور انتهاء زيارته المؤقتة.
وتابعت الرسالة: 'قبل أن يتم إصدار التأشيرة، يجب على طالبها أن يبرهن أن لديه روابط قوية في الخارج والتي تكفل عودته إلى بلده بعد زيارة مؤقتة للولايات المتحدة. وتشمل هذه الروابط ما هو مهني، عملي، تعليمي، أسري أو الصلات الاجتماعية ببلد غير الولايات المتحدة كما يتوجب على طالب التأشيرة أن يثبت أن العرض من السفر يتوافق مع نوع التأشيرة المطلوبة'.
كما تؤكد الرسالة أن 'القرار غير قابل للاستئناف، ولكن إذا كان لديك أدلة إضافية لإثبات مؤهلاتك للحصول على تأشيرة، يجب تقديم طلب جديد للمزيد من المعلومات حول إجراءات التأشيرة، وإذا اخترت إعادة الطلب، يجب أن تكون على استعداد لتقديم معلومات لم تعرض في الطلب الأول، أو لإثبات أن ظروفك تغيرت منذ ذلك الطلب مع العلم أنه ليس هناك أي ضمانة بأنك ستتلقى قرارا مختلفا'.
الصحافيون المعنيون أكدوا أنهم استوفوا جميع الشروط المطلوبة، بما في ذلك رسائل الدعوة الرسمية من الجهات المنظمة للبطولة ويتعلق الأمر باعتماد الاتحاد الدولي لكرة القدم والاعتماد الصحفي من المنبر الذي يمثلونه يوضح طبيعة مهامهم المهنية في تغطية الحدث، ومع ذلك، فقد رفضت القنصلية طلباتهم، مشيرةً في بعض الحالات إلى 'عدم وجود روابط مهنية قوية' أو 'عدم توفر ضمانات كافية للعودة'، وهي مبررات وصفها الصحافيون بأنها 'واهية ولا تستند إلى أي منطق، خاصةً أن معظمهم يعملون ضمن مؤسسات إعلامية مغربية معروفة'.
'قدمت كل ما طلبوه من أوراق رسمية تثبت هويتي المهنية ووثائق بنكية فضلا عن جواز سفر صالح لكن في النهاية رفضوا طلبي دون أي تفسير واضح وأنفقت أكثر من 3500 درهم للحصول على التأشيرة، ولم أسترد أي شيء'، هكذا عبر أحد الصحافيين المرفوضة طلباتهم عن امتعاضه من القرار.
كما ندد الصحافيون الذي رفضت طلباتهم بعدم استرجاع الرسوم المدفوعة للتأشيرة، التي تصل إلى حوالي 4000 درهم للشخص الواحد، حيث أثار هذا الأمر غضب الصحافيين الذين اعتبروا أن 'رفض طلباتهم دون مبررات مقنعة ودون تعويض مالي هو استهتار بمهامهم المهنية وتبديد غير مبرر لأموالهم'.
من جانب آخر، أشار صحافي آخر إلى 'أن رفض التأشيرة لم يكن فقط خسارة مادية، بل أيضا معاناة معنوية ومهنية. وقال: 'شعرت بالإهانة وكأننا لسنا مهنيين موثوقين. نحن نمثل الإعلام الوطني ونحاول تغطية حدث عالمي يشارك فيه فريق مغربي، لكنهم وضعوا عراقيل بلا سبب. هذا الرفض يضر بسمعتنا كمحترفين ويعيق عملنا الصحافي'.
وتثير معاناة الصحافيين تساؤلات حول العدالة في قرارات القنصلية الأمريكية، ففي الوقت الذي تم فيه رفض طلبات عدد كبير منهم، حصل آخرون على التأشيرة بسهولة، وهو ما جعل البعض يشكك في معايير القبول التي تعتمدها السفارة.