أوربان يستعد لأزمة اقتصادية والمستثمرون يتساءلون عن السبب

مباشر- تأتي استعدادات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لانهيار الأسواق المالية لتحير المستثمرين الذين لا يرون أي دلائل على انهيار وشيك في واحدة من أفضل الأسواق الناشئة أداءً في العالم.

تحدث أوربان مرارًا وتكرارًا عن الحاجة إلى 'درع مالي أمريكي' لحماية المجر - التي تحظى ديونها السيادية بتصنيفات ائتمانية استثمارية - في حال وقوع هجوم مضاربي. حتى أنه قارن الوضع بالأرجنتين ، التي حصلت على دعم مالي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب .

في حين لا تزال تفاصيل خطط المجر غامضة، أثارت هذه التعليقات حيرة المستثمرين بشأن ما يخبئه المستقبل للأسواق، مع تراجع شعبية رئيس الوزراء، الذي يشغل منصبه لخمس فترات، في استطلاعات الرأي قبل انتخابات أبريل. وصرحت مالين روزنغرين ، مديرة صندوق في آر بي سي بلوباي بلندن، بأنه لا حاجة لأي حزمة إنقاذ فورية للاقتصاد الذي تبلغ قيمته 220 مليار دولار.

السؤال المطروح بالنسبة لي هو: ما الذي يدور في ذهن أوربان والذي قد يدفعه للسعي وراء هذه الصفقة؟ لا يبدو أيٌّ من السيناريوهات المحتملة واعدًا، كما قال روزنغرين. وأضاف: 'المجر ليست الأرجنتين'.

يُثير الحديث عن خطة دعم أمريكية قلق المستثمرين الذين يجنون ثمار ارتفاع تاريخي في أصول البلاد، مدفوعًا جزئيًا بمراهنات على خسارة أوربان في الانتخابات. ويتوقع المستثمرون أن يُساعد فوز المعارضة المجر على استعادة فرص الحصول على المزيد من الأموال من الاتحاد الأوروبي .

ارتفع الفورنت بنسبة تقارب 20% مقابل الدولار و8% مقابل اليورو في عام 2025، وهو أعلى معدل ارتفاع بين نظرائه في الأسواق الناشئة بعد الروبل، ومن المتوقع أن يحقق أكبر مكاسب سنوية له منذ عامي 2002 و2012 على التوالي. وارتفع مؤشر أسهم بودابست (BUX) بأكثر من 60% مقابل الدولار هذا العام.

وفيما قد يكون مؤشرا على أوقات أكثر تقلبا في المستقبل لأصول الدولة الواقعة في شرق أوروبا، انخفض الفورنت بنحو 0.8% مقابل اليورو يوم الجمعة، وهو أكبر انخفاض في ستة أسابيع، بعد الاستقالة المفاجئة لنائب محافظ البنك المركزي المجري.

في حين يبدو هذا التحرك بمثابة رد فعل انفعالي، حيث استعاد الفورنت معظم خسائره بحلول منتصف الصباح، إلا أنه يُظهر مدى اعتماد القوة الحالية للعملة على استمرار تشديد السياسة النقدية. وقد أبقى البنك المركزي المجري على أعلى سعر فائدة رئيسي في الاتحاد الأوروبي، عند 6.5%، في مواجهة دعوات حكومية لخفض الفائدة.

قال أوربان إنه في حال حدوث تهافت على الفورنت أو 'هجوم مضاربي'، فستكون هناك عدة أنواع من المساعدة التي يمكن للحكومتين المجرية والأمريكية والبنوك المركزية ' تفعيلها '. لم يُفصّلها، قائلاً إن التفاصيل لا تزال بحاجة إلى العمل عليها، في حين لم تؤكد الإدارة الأمريكية أو تنفي أي اتفاق.

في مقابلة مع قناة ATV في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، صرّح أوربان بأن المجر ستحتاج ما بين 10 مليارات و20 مليار دولار لتحقيق استقرارها، مقارنةً بشبكة الأمان الأمريكية للأرجنتين البالغة 20 مليار دولار. تواصلت بلومبرج نيوز مع المكتب الصحفي لرئيس الوزراء والبيت الأبيض للتعليق.

أداة سياسية

يتخلف الحزب الحاكم في المجر بفارق كبير في بعض استطلاعات الرأي قبل التصويت، مع استغلال حركة معارضة جديدة بقيادة بيتر ماجيار للاقتصاد الراكد وأزمة تكاليف المعيشة.