حمى اللحوم تجتاح البيضاء قبيل العيد.. المجازر تختنق و"الجشع" يثير مخاوف مواطنين

تشهد المجازر الحضرية بمدينة الدار البيضاء اكتظاظا غير مسبوق، في الأيام القليلة الماضية، نتيجة الارتفاع الملحوظ في الطلب على اللحوم، حيث يأتي هذا التزاحم تزامنا مع المناسبة الدينية التي ستحل في ظروف استثنائية مقارنة مع السنوات الفارطة، والتي تعرف استهلاكا كبيرا للحوم الحمراء من طرف الأسر المغربية.

وبحسب معطيات استقتها جريدة 'العمق المغربي' من مصادر محلية، فإن الإقبال المتزايد على المجازر الحضرية يعود إلى عدة عوامل، من بينها رغبة المواطنين في اقتناء لحوم مذبوحة في ظروف صحية وتحت إشراف بيطري، إضافة إلى تخوفات البعض من ارتفاع أسعار الأضاحي أو صعوبة اقتنائها في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

وفي هذا السياق، عبر عدد من المهنيين عن استيائهم من ما وصفوه بـ'جشع بعض الجزارين'، الذين قاموا، بدورهم، بشراء الأغنام وذبحها في المجازر، إذ اعتبر بعض المهنيين أن هذه الممارسات ساهمت في تفاقم الوضع وزادت من الضغط على المجازر، ما أثر على وتيرة العمل وجودة الخدمات المقدمة.

وفي هذا السياق، أوضح هشام الجوابري، الكاتب العام لتجار اللحوم الحمراء بالجملة بجهة الدار البيضاء – سطات، أن هذا الاكتظاظ مرده إلى الارتفاع الكبير في الطلب على اللحوم الحمراء، خاصة من طرف سكان المدينة.

وقال الجوابري، في تصريح لجريدة 'العمق المغربي'، إن الإقبال الكثيف من المواطنين خلال هذه الفترة ناتج عن تخوفات من احتمال إغلاق محلات الجزارة خلال أيام العيد، وهو ما دفع العديد منهم إلى التهافت على اقتناء كميات من اللحوم قبل حلول المناسبة.

وأشار إلى أن هذا السلوك ساهم بشكل كبير في ممارسة ضغط استثنائي على المجازر الحضرية، مؤكداً في الوقت ذاته أن الأمور ستبقى تحت السيطرة ولن تشهد اضطرابات حقيقية في عملية التزويد، داعيا المواطنين إلى التريث وعدم الانسياق وراء القلق غير المبرر.

وأفاد المتحدث أن المجازر الكبرى، باعتبارها فضاءات عمومية ذات طاقة استيعابية محدودة، لم تكن مهيأة لاستقبال هذا الكم الهائل من الطلب في ظرف زمني وجيز، وهو ما خلق نوعاً من الارتباك لدى القائمين على تدبير هذه المرافق.

وأضاف المهني أن هذه المجازر قادرة على ذبح حوالي 1500 رأس من الغنم يوميا، وهو الرقم الذي تم تحديده والاتفاق عليه بشكل رسمي بين مختلف الأطراف المعنية، حرصاً على ضمان جودة وسلامة المنتوج الموجه للاستهلاك.

من جهة أخرى، أشار الجوابري إلى أن جزءا كبيرا من هذا الضغط ناجم عن توجه عدد كبير من الجزارين، خاصة أولئك الذين يمارسون البيع بالتقسيط، إلى المجازر قصد ذبح الأضاحي، مما زاد من حدة الاكتظاظ.

وأوضح المتحدث ذاته أن هؤلاء المهنيين، الذين اعتادوا على الاعتماد على مصادر بديلة في ظروف عادية، اضطروا هذه السنة إلى اللجوء إلى المجازر الرسمية بفعل المستجدات التي فرضتها الظرفية الحالية، سواء من حيث المراقبة أو متطلبات السلامة الصحية.

وختم المسؤول المهني تصريحه بالتأكيد على أن الوضع مرشح للتحسن خلال الأيام القليلة المقبلة، مع تراجع حدة الإقبال بعد تلبية معظم الطلبات، داعيا المواطنين والمهنيين إلى احترام الإجراءات التنظيمية والتنسيق مع الجهات المختصة لضمان مرور هذه المناسبة الدينية في أحسن الظروف.