"جبهة القوى الديمقراطية" يطلق مبادرة "الإنصات"

أطلقت الأمانة الإقليمية لحزب جبهة القوى الديمقراطية يوم السبت 17 ماي 2025 أولى لقاءات مبادرة 'الإنصات للمجتمع المدني'، في موضوع 'التربية ومحاربة الهدر المدرسي: مسؤولية جماعية لبناء المستقبل' وذلك في تجسيد لالتزامها العميق بقضايا الساكنة بعمالات أنفا – الدار البيضاء.

وقد افتتح اللقاء عثمان بنمنصور، الأمين الإقليمي المنتدب وعضو المجلس الوطني للحزب، مؤكداً أن 'هذه المبادرة لا تندرج ضمن حملة انتخابية ولا هي مناسبة لإلقاء الخطب، بل هي دعوة صادقة إلى إعادة بناء الثقة بين المواطن والعمل السياسي، من خلال إشراك كافة الفاعلين المدنيين، التربويين والسياسيين في بلورة رؤية جماعية، دون إقصاء أو احتكار للحلول'.

وشهد اللقاء حضوراً نوعياً وتفاعلاً ملموساً، حيث كان مناسبة لتشخيص واقع تعليمي مقلق، يتسم بارتفاع نسب الهدر المدرسي، واتساع دائرة الهشاشة في صفوف الشباب، إلى جانب ضعف التنسيق بين المتدخلين، وغياب مقاربات شمولية ومستدامة.

وفي هذا السياق، سلطت أسماء الخروفي، الأخصائية النفسية التربوية، وباحثة في الدكتوراه في علم النفس اللغوي العصبي، وعضوة المجلس الوطني للحزب، الضوء على العلاقة الوثيقة بين الصحة النفسية وظاهرة التسرب المدرسي، محذرة من تداعيات إغفال هذا الجانب في السياسات العمومية.

كما قدم محمد أيت يشو، رئيس الهيئة الوطنية لصناع وحرفيي الصناعة التقليدية، والمشرف على مركز الفرصة الثانية، والأمين المحلي لحزب الأصالة والمعاصرة بسيدي بليوط، مداخلة نبه فيها إلى غياب العدالة المجالية، مشدداً على أهمية فتح مسارات تكوينية بديلة خارج النمط التقليدي للتعليم.

من جهته، أبرز محمد الزكاني، المحامي بهيئة الدار البيضاء ومسؤول التكوين بالكشفية الحسنية المغربية بجهة الدار البيضاء-سطات، الدور الحيوي للتربية غير النظامية، مبرزاً إسهامات الحركة الكشفية في دعم التلاميذ المهددين بالانقطاع عن الدراسة.

وقدم الدكتور صلاح الدين النابغة، الخبير في علوم التسيير وفاعل تربوي، تشخيصاً دقيقاً للوضع المؤسساتي، داعياً إلى تجاوز منطق التدخلات الترقيعية نحو إرساء حكامة حقيقية للمنظومة التربوية.

ودُعي المشاركون في اللقاء إلى المساهمة في صياغة توصيات عملية سيتم ضمّها إلى مذكرة ترافعية تُوجَّه إلى قيادة الحزب وكافة الفاعلين السياسيين والمؤسساتيين، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن معركة التربية تهمّ الجميع ولا تختص بها جهة دون أخرى.

وبهذه المناسبة، أكد الأمين الإقليمي المنتدب أن هذا الموعد لا يمثل سوى بداية لمسار طويل من 'الإنصات والتفاعل'، سيمتد ليشمل مواضيع وقطاعات حيوية أخرى، بهدف تحويل الإنصات إلى قرارات، وتحويل القرارات إلى واقع ملموس يلمسه المواطن في حياته اليومية.

وتسعى مبادرة 'الإنصات' إلى تنظيم ورشات مفتوحة تعالج قضايا محورية مثل الهدر المدرسي، التهميش المجالي، البطالة، أوضاع المؤسسات التعليمية والصحية، فضلاً عن تموقع الشباب والنساء في السياسات العمومية. وستتوج هذه الورشات بتوصيات مكتوبة تُعتمد كأرضية ترافعية مستقبلية.

انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية