لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة سيدتي
نشر بتاريخ: ١٢ حزيران ٢٠٢٥
في حوارٍ، تُنسَجُ فيه الذكرياتُ بخيوطِ المجوهرات، تأخذنا فاليري صامويل Valérie Samuel، حفيدةُ المؤسِّس فرِد صامويل Fred Samuel ونائب الرئيس والمديرةُ الفنيَّةُ في دارِ فرِد FRED، في رحلةٍ نابضةٍ بالشغفِ والإبداع، تتحدَّثُ فيه عن مسيرتها منذ طفولتها بين واجهاتِ العرضِ إلى قيادتها الفنيَّةِ للدارِ اليوم. تحكي فاليري عن إرثٍ عائلي، تحوَّلَ إلى فلسفةِ تصميمٍ متجدِّدةٍ، وعن علاقتها بالشرقِ الأوسط، وهي علاقةٌ تاريخيَّةٌ عميقةٌ، بدأت من جنوبِ فرنسا، وامتدَّت إلى قلبِ الخليج العربي. في كلِّ قطعةٍ من الدارِ هناك لمسةٌ من النورِ، وقِصَّةٌ من الأرشيفِ، ونبضٌ من الحياةِ، تُسلِّطُ الضوءَ عليه المديرةُ الفنيَّةُ بـ فرِد FRED في لقاءٍ ملهمٍ.
حوار: لمى الشثري
فاليري صامويل
يبدو أن هناك علاقةً عميقةً بين الدار ومنطقةِ الشرقِ الأوسط، هل يمكنكِ إخبارُنا أكثر عن ذلك؟
بالتأكيد. العلاقةُ تعودُ إلى زمنٍ بعيدٍ. جدي كان يُنظِّم فعاليَّاتٍ خاصَّةً بالمجوهراتِ الراقيةِ في جنوب فرنسا، وهناك التقى عدداً من العملاءِ المميَّزين من هذه المنطقةِ الذين طلبوا منه قطعاً مصمَّمةً بشكلٍ خاصٍّ لهم سواء من المجوهراتِ، أو القطعِ الفنيَّة. جدي كتبَ عنهم في مذكَّراته، وكان يُقدِّر ثقتَهم به، ثقةٌ مكَّنته من تقديمِ أروعِ إبداعاته. اليوم، أصبح لنا حضورٌ راسخٌ في هذه المنطقة، بدأ عامَ 2021 مع أوَّلِ بوتيكٍ افتتحناه في «دبي مول»، لنتوسَّعَ تالياً إلى الكويت في 2023، ونصل أخيراً إلى الرياض، العاصمة السعوديَّة. نحن نرى أن المنطقةَ نابضةٌ بالحياة، لذا نسعى جاهدين للاستمرارِ في التوسُّع بها.
أنا شخصياً لدي علاقةٌ عاطفيَّةٌ مع فرِد FRED. حين التقيتُ فينسنت Vincent في دبي قبل فترةٍ قصيرةٍ، كنت أرتدي ساعةً قديمةً من الدارِ، تعودُ لوالدتي، وبما أنها لم تعد تصنعُ الساعاتِ، كان من الرائعِ أن يُساعدني في تصليحها بعد عددٍ من المحاولاتِ الفاشلة؟
يا لها من قِصَّةٍ جميلةٍ. من الرائعِ دائماً أن نسمعَ كيف تحتفظُ قطعُ فريد بقيمتها العاطفيَّةِ عبر الأجيال.
بصفتكِ حفيدةَ فرِد صامويل، ما القيمُ التي ورثتها عنه في حياتكِ المهنيَّةِ والقياديَّة؟
أعدُّ نفسي محظوظةً جداً بقربي منه. لقد كان شخصاً فريداً، وصاحبَ رؤيةٍ متميِّزةٍ، وصائغاً استثنائياً، بهذه العباراتِ، أستطيعُ وصفه. مسيرتي المهنيَّةُ، بدأت إلى جانبه، ما أتاحَ لي الفرصةَ لأن أتعلَّمَ منه مباشرةً. تعلَّمتُ شغفَه بالمجوهرات، والقيمَ التي أسَّس بها الدار.
يمكنك أيضًا الاطلاع على هذا اللقاء مع المصممة ماريه قليجخاني
كيف يُؤثِّر أرشيفُ دارِ فرِد الغني في التصاميمِ الجديدةِ؟
نحن نقتربُ من الاحتفالِ بالذكرى التسعين لتأسيسِ الدار، وأرشيفنا اليوم ثري جداً. جدي كان يتمتَّعُ برؤيةٍ سبَّاقةٍ لعصره فقد صمَّم مجوهراتٍ للنساءِ والرجالِ على حدٍّ سواء، ليتمَّ ارتداؤها يومياً. هذا الأرشيفُ، يُمثِّل مصدرَ إلهامٍ عظيماً بالنسبةِ لي، وأحرصُ دائماً على أن تكون كلُّ تصاميمي وفيَّةً لهويَّةِ الدار، وفي الوقتِ نفسه أن تكون متجدِّدةً أيضاً.
هل هناك نيَّةٌ لإعادةِ إنتاجِ الساعاتِ في المستقبل؟
ليس في الوقتِ القريب، لكنْ ربما في المستقبل. الأمرُ واردٌ.
أنتِ تشغلين منصبَين كبيرَين، هما المديرةُ الفنيَّةُ ونائبةُ الرئيس، كيف توازنين بين هذين الدورَين؟
أشعرُ بأنني محظوظةٌ جداً لأنني أُبدِع في تصميمِ المجوهرات. عمليَّةُ الإبداع، ليست خطيَّةً، وإنما تبدأ من أي مصدرِ إلهامٍ. قد يكون حجراً كريماً، يُلامسك عاطفياً، أو قِصَّةً، تريدين التعبيرَ عنها. هي رحلةٌ مستمرِّةٌ وزاخرةٌ بالمشاعر، وليست لحظةً واحدةً، تجلسين فيها لتُقرِّري التصميم.
هل تحتفظين بذكرى خاصَّةٍ معه، تعني لك الكثير؟
لدي عديدٌ من الذكرياتِ الجميلةِ معه، من أعزِّها على قلبي مشاركتي في أوَّلِ فعاليَّةٍ للدارِ حينها، كان عمري أقلّ من عامَين، ولدي صورةٌ من تلك المناسبةِ، أحبُّها كثيراً. لم يكن هناك فرقٌ بين حياتي الشخصيَّةِ والدارِ، كنا نعيشها يوماً بيومٍ مع جدي، وشغفُه بالمجوهراتِ كان حافزنا الدائم.
ومن عالم المجوهرات أيضأً اخترنا لك اللقاء مع هيلين بولي دوكين الرئيسة التنفيذيّة لدار بوشرون
'كل قطعةٍ من دار فرِد تحمل لمسةً من الضوء وقصةً من الأرشيف ونبضاً من الحياة'
ما أكثر مرحلةٍ في هذه الرحلةِ تستمتعين بها؟
هناك لحظتان مميَّزتان جداً، الأولى عند رؤيةِ القطعةِ للمرَّةِ الأولى بعد أن ينتهي الحِرفيُّون من صنعها، فهي لحظةٌ سحريَّةٌ، ترين فيها الحلمَ يتحوَّلُ إلى واقعٍ، والثانية عندما يقومُ أحدُ العملاء بتجربتها للمرَّةِ الأولى، وأرى الفرحَ، والضوءَ، والانبهارَ في عينه. تلك لحظةٌ مؤثِّرةٌ.
ماذا عن الطبيعةِ، كيف تُؤثِّر في تصاميمِ الدار؟
الطبيعةُ جزءٌ أساسٌ من هويَّةِ فرِد FRED. على سبيلِ المثال، القطعةُ التي رأيتها في دبي، كانت قلادةً بشكلِ شجرةِ نخيلٍ مرصَّعةٍ بالزمرُّدِ والألماس. نحن نُعرِّفُ أنفسنا بأننا «دارُ المجوهرات المشمسة»، وننيرُ اللحظاتِ الثمينةَ منذ عامِ 1936. نُضفي على كلِّ قطعةٍ شعوراً بالفرحِ والضوء، مع الحفاظِ على جذورنا بوصفنا دارَ مجوهراتٍ عصريَّةً.
لقد ابتعدتِ عن الدارِ على مدى عقودٍ، ثم عدتِ إليها، كيف أثَّرت هذه الرحلةُ فيكِ؟
كانت تجربةً غنيَّةً. بدأتُ مسيرتي مع جدي ووالدي، وتعلَّمتُ منهما الكثير، ثم أكملتُ دراستي، وعملتُ في دورٍ أخرى، وعدتُ إلى فرِد FRED عامَ 2017 بوصفي نائبةً للرئيس والمديرةَ الفنيَّة. من أبرز المحطَّاتِ بعد عودتي تنظيمُ أوَّلِ معرضٍ استرجاعي لتاريخِ الدارِ بقصر طوكيو في باريس عامَ 2022 حيث عرضنا أكثر من 400 قطعةِ مجوهراتٍ، و350 وثيقةً أرشيفيَّةً. وقد زاره أكثر من 25,000 شخصٍ في باريس، و50,000 في سول بعد عامٍ.
ما رأيك بالاطلاع على لقاء سابق مع ستيفانو كورتشي سيد الأحجار الكريمة لدى بوميلاتو
هل يمكن أن نرى معرضاً مماثلاً في الذكرى التسعين؟
نعم، هذا ضمن خططنا. نحن نروي قِصَّةَ الدارِ من خلال مجوهراتنا الراقيةِ مثل مجموعةِ Monsieur Fred Inner Light التي تُجسِّد شخصيَّةَ جدي، ومجموعةِ Ideal Light المستوحاةِ من طفولته في الأرجنتين. نسعى من خلال ذلك إلى دفعِ حدودِ الحِرفيَّةِ والإبداع.
شاركتِ صورةً جميلةً من طفولتكِ في إحدى فعاليَّاتِ الدار، هل يمكننا نشرها مع المقابلة؟
بالتأكيد. تلك الصورةُ، التُقِطَت خلال معرضٍ في منتجعٍ جبلي حيث كان جدي يُنظِّم فعاليَّاته في الصيف والشتاء حسبَ حضورِ عملائه. كنت هناك مع عائلتي، وخلفنا نافذةُ عرضٍ لمجوهراتِ فرِد.
كيف ترين المرأةَ العربيَّةَ من منظورِ الدارِ؟
المرأةُ العربيَّة، تمتازُ بذوقٍ رفيعٍ للغاية، ولديها ارتباطٌ طبيعي بالحِرفيَّةِ العالية، وتحبُّ كثيراً المجوهرات. هناك انسجامٌ جميلٌ بين المجوهراتِ الفرنسيَّة والذوقِ العربي، وما يُدهشني حقاً الأناقةُ والبساطةُ اللتان ترتدي بهما المرأةُ العربيَّةُ المجوهرات! هي تبدو متألِّقةً بشكلٍ طبيعي.
في منطقتنا، المجوهراتُ حاضرةٌ في كلِّ مناسبةٍ تقريباً، في الزواجِ، والتخرُّجِ، والولادة... كيف تُعلِّقين؟
هذا صحيحٌ تماماً. المجوهراتُ هنا، ليست للزينةِ فقط، هي أيضاً تعبيرٌ عن المشاعرِ، والفرحِ في المناسبات. المرأةُ العربيَّةُ بطبيعتها متألِّقةٌ، والمجوهراتُ، تُكمِلُ هذا البريق، وتُعبِّر عن شخصيَّتها بشكلٍ رائعٍ.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط