ناتاليا فوديانوفا محطّ كل الأنظار!

على خلفية باريس الخلابة، تظهر عارضة الأزياء والناشطة الخيرية ناتاليا فوديانوفا بآخر صيحات الموسم، إلى جانب علامة Guerlain في أحدث ابتكاراتها Terracotta Le Teint Glow. هنا، وفي مقابلة حصرية، تتحدّث عن الجمال، والهدف، وقوّة التجديد.

لقد كنتِ وجه Guerlain لفترة. ما الذي يجذبكِ في هذه العلامة التجارية؟

هويّة وبصمة Guerlain الباريسية تكلّمني، تُلامس وجداني. إنّها أناقة هادئة، وتميُّز، يُعبّر عن شخصيتي الحقيقية. أُقدّر نهج العلامة الخالد في الجمال. لا يتعلّق الأمر أبداً بالموضة، بل بالرقي والأصالة. تتوافق رؤيتهم للجمال الطبيعي تماماً مع نظرتي لنفسي وللآخرين: جمال يُبرز بدل أن يُخفي. هناك شيء من الرقي في الملمس، والروائح، والتغليف. كما أُقدّر بشدّة التزام Guerlain بالطبيعة، والاستدامة، والابتكار.

ما هو منتجكِ المُفضّل من أحدث مجموعات Guerlain؟

يُعدّ Terracotta Le Teint Glow مُستحضري الأساسي حالياً. يُضفي عليّ إشراقة الشمس بطريقة تُشعرني بالراحة والانتعاش. غالباً ما أضعه بأصابعي، فيذوب على البشرة وكأنّه طبقة ثانية. ولا يزال Rouge G يُفاجئني بملمسه وتشطيبته النهائية. فاللون وحده ليس الأهم، بل الراحة التي يشعرك بها. تركيبته مغذية للغاية، وكأنّها عناية بشفتيك، وليست مجرّد ماكياج.

ماذا يعني لكِ الإشراق، بعيداً عن مستحضرات التجميل فحسب؟

الإشراق طاقة. ينبع من الشعور بالسلام الداخلي. عندما أشعر بالهدوء والسكينة والإلهام، يظهر ذلك فوراً على وجهي. لقد تعلّمتُ أنّ الإشراق ينبع من التواجد في اللحظة والإحساس بكلّ تفاصيلها. يساعدني التاي تشي على استعادة تواصلي مع ذلك. بمجرّد أن أبدأ بالحركة والتنفّس بوعي، يعود إليّ الإشراق.

ما هو سرّ الجمال أو الطقوس التي تعلّمتِها على مرّ السنين وتؤمنين بها؟

كانت جدتي أنيقة للغاية وشديدة الاهتمام بصحتها. كانت تذهب للركض في الصباح الباكر وتسبح في البحيرات المتجمّدة، قبل أن يصبح العلاج بالتبريد رائجاً. علّمتني أنّ الجمال ينبع من الانضباط واحترام الذات. مثلها، أبقى فضولية ومنفتحة على ما يقدّمه العلم، خاصةً عندما يدعم الصحة على المدى الطويل. أحد أسرار جمالي الحقيقية هو النوم. إنه يُغيّر حياتي. لا شيء يُجدي نفعاً إلا إذا كنتُ مرتاحة، ولكن كأم، أنا بالطبع محرومة من النوم!

كيف تغيّر مفهوم الجمال في نظركِ منذ أن بدأتِ مسيرتكِ المهنية؟

عندما بدأتُ مسيرتي قبل أكثر من عشرين عاماً، كان غالباً ما يُنظر إلى الجمال على أنّه شيء خارجي. وكان ينبغي أن يتطابق مع صورة معيّنة. مع مرور الوقت، أدركتُ أنّ الجمال داخليٌّ أكثر بكثير. يتعلّق بكيفية تصرّفكِ، ومعاملتكِ للآخرين، ومدى ارتباطكِ بإيقاعكِ الخاص. أنجذبُ إلى الأصالة والرقّة أكثر من الكمال. أشعرُ الآن أنّ الجمال صار أكثر إنسانية.

لديكِ إطلالة خالدة. كيف تصفين أسلوبكِ الشخصي وكيف تغيّر على مرّ السنين؟

لا أعتقد أنّه تغيّر كثيراً. لطالما انجذبتُ للأشكال الكلاسيكية والأقمشة الطبيعية والقطع التي تُشعرني بالراحة. ما يُطلق عليه الناس الآن 'Granny Core' لطالما كان بمثابة بيتي. قلتُ ذات مرّة لغريس كودينغتون خلال جلسة تصوير: 'أتمنّى لو أستطيع ارتداء ملابس كهذه كلّ يوم'. نظرت إليّ وقالت: 'يمكنكِ ارتداء ما تشائين يا ناتاليا'. لا تزال هذه الذكريات عالقة في ذهني، فأنا أتنقّل بحرية بين مختلف الإطلالات، من الخياطة الصبيانية إلى فساتين الكوتور إلى بيجامات الكشمير.

ما هي اللحظة التي لا تُنسى من مسيرتكِ في عالم الموضة والجمال؟

من الصعب اختيار لحظة محدّدة. ما يبقى عالقاً في ذهني هو شرف العمل مع نخبة من ألمع الشخصيات في هذا المجال، من خبراء الشعر وخبراء الماكياج إلى مصمّمي الأزياء والمصوّرين والمنتجين ومصمّمي الديكور. إنّه لشرفٌ عظيم أن أترجم رؤاهم إلى واقع.

بصفتك أماً وامرأة عاملة، كيف تُوفّقين بين حياتكِ الشخصية والمهنية؟

أعتمد على من حولي. زوجي، وفريقي، وشركائي، يُحدثون فرقاً كبيراً. أنا محظوظة أيضاً لأن لديّ أطفالاً يفهمون سبب قيامي بما أقوم به. إنّهم مُراعون وداعمون. نتحدّث كثيراً عن الهدف في عائلتنا، وقد نشأوا وهم يعلمون أنّ عملي يشمل مساعدة الآخرين. آمل أن يروا يوماً ما رحلتي جزءاً من تراثهم.

أنتِ معروفة بعملكِ في مجال المناصرة. كيف تختارين القضايا الأقرب إلى قلبكِ؟

أنا لا أختارها، بل هي جزء منّي. نشأتُ مع تحدّيات شكّلت نظرتي للعالم. انبثقت مؤسّسة The Naked Heart من تلك التجربة ومن شعور بالمسؤولية تجاه القيام بعمل ذي معنى. أهتمّ بشدّة بالشمول والكرامة، وخاصةً للأطفال الذين يعانون من اضطرابات النمو العصبي وأسرهم. كان الانضمام إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان خطوة طبيعية. فهو يُشير إلى تمكين المرأة، وهذه الرسالة تتوافق مع قصتي الشخصية. وتُعدّ الألعاب الأولمبية الخاصة قضية أخرى قريبة إلى قلبي، وتظلّ واحدة من المجتمعات الأكثر تأثيراً التي كان لي شرف دعمها.

كيف يبدو يومكِ عندما لا تعملين؟ كيف تسترخين وتستعيدين نشاطكِ؟

سواءً مع أطفالي، أو مؤسّستي، أو عملي الإبداعي، أيامي مليئة! لكنّني وجدتُ أنّني أستعيد نشاطي من العمل بكوني أماً، وأستعيد نشاطي من الأمومة أيضاً بالعمل. أحبّ المشي في الطبيعة، والتواجد في الغابة، أو قضاء لحظات هادئة في الحديقة. من أماكني المفضّلة في باريس Kupala، وهي بانيا على الطراز الروسي من تصميم إيلينا ديميترينكو، التي كانت في فريقي سابقاً وتدير الآن وكالتها الخاصة. إنّه المكان الذي أذهب إليه لأستعيد نشاطي بعمق.

ما هي أفضل نصيحة تلقّيتها طوال مسيرتكِ المهنية، وكيف أثّرت عليكِ؟

تعلّمتُ قول 'لا' وهذا غيّر طريقة حياتي. كنت أقول 'نعم' كثيراً. أحياناً من باب الأدب، وأحياناً من باب الخوف. في النهاية، فهمتُ أنّ قول 'لا' ليس أمراً سلبياً. إنّها طريقة لاختيار أولوياتكِ، وتُفسح المجال لما هو أهمّ.

-----------------------------------

تصوير وإخراج إبداعي: Bryce Anderson

تنسيق: Hugo Toucas

ماكياج: Hindash

تصفيف الشعر: Deena Alawaid

مساعد مصوّر: Pete Hawk

مساعد مصوّر: Eryka Pruszynska

الإنتاج: Jorge Rosell لدى We Made It Agency

الموقع: Cheval Blanc Paris