حوار مع يارا، عمار وسعود الحقباني

إنّها سريعة في الملعب، بل وأسرع في كسر الحواجز. من فرجينيا إلى الرياض، تُخطو يارا الحقباني خطوات جريئة في عالم التنس الاحترافي. الآن، ومع Tiffany بجانبها وإخوتها في محيطها، تُشاركنا دوافعها وراء شغفها في اللعب وجمال مسيرتها. عن قرب، مع عائلة احترفت رياضة التنس، حوار مع يارا، وعمار، وسعود الحقباني.

يارا، لقد صنعتِ التاريخ كأولّ لاعبة تنس محترفة في المملكة العربية السعودية. متى أدركتِ أنّ التنس أكثر من مجرّد رياضة بالنسبة لكِ؟

لم تكن لحظة حاسمة، بل أتت تدريجياً. لاحظتُ مع مرور الوقت أنّ لعبة التنس بدأت تُؤثّر على قراراتي. كنتُ أُخطّط ليومي بالكامل حول محور التدريب ـ ليس من باب الالتزام، بل لأنّني أردتُ ذلك حقاً. عندها أدركتُ أنّها أكثر من مجرّد رياضة ـ فقد بدأت تُحدّد نظرتي لنفسي.

تحدّثتِ عن مدى دعم عائلتكِ لكِ. ما هو دور والديك وإخوتكِ في رحلتكِ حتى الآن؟

عائلتي سبب رئيسي لوصولي إلى هذا الحدّ. لم يُجبرني والداي يوماً على الاستسلام، بل كانا يسألانني دائماً كيف يُمكنهما المساعدة. كان عمار وسعود قدوتي الأولى في هذه الرياضة، وقد اكتسبتُ الكثير من خلال مُشاهدتهما وهما يتدرّبان. لكن الأمر يتجاوزهما، فهدوء أخي عبد الرحمن هو ما أعتمد عليه حقاً عندما تشتدّ صعوبة الأمور. وماذا عن أختي هيا؟ لعلّها الأكثر حدْساً عاطفياً بيننا جميعاً، فهي تعرف متى تُطمئنني، حتى عندما لا أقول شيئاً. لذا، نعم، إنّه نظام دعم متكامل. كلٌّ يُقدّم شيئاً مُختلفاً.

ما هو روتينكم قبل المباراة ـ هل هناك شيء ما تحتاجونه دائماً لتشعروا بأنّكم مستعدّون؟

يارا: ألتزم بهيكلة ونظام معيّن ـ إحماء طويل، فطور جيد، نفس قائمة التشغيل، نفس حركات التمدّد. هذا لا يعني أنّني أؤمن بالخرافات، بل يجعلني واثقة من شعوري بالسيطرة. إذا فعلت كلّ ما بوسعي للتحضير، أدخل الملعب وأنا أشعر بالثبات.

سعود: أستمع دائماً إلى الموسيقى، وخاصةً قبل الخروج مباشرة. كما أتأكّد من أنّني ناقشت خطتي مع مدرّبي ـ نقاط القوّة والضعف والميول.

عمار: لا أغيّر أسلوبي بناءً على خصمي. أركّز على الحصول على قسط من النوم، وتناول الطعام الصحي، والحفاظ على رطوبة الجسم ـ الأساسيات التي يتمّ تنفيذها جيداً. أتحكّم بما أستطيع.

من كان له أكبر تأثير على الأداء؟

يارا: إخوتي ـ كانوا بمثابة مثالي الأعلى. بدأت أهتمّ باللعب لأنّني شاهدتهم يفعلون ذلك. لم يعلّموني بشكلٍ مباشر، لكنّني تعلّمت الكثير من مجرّد التواجد حولهم والأخذ عن عاداتهم.

سعود: نادال. ووالدنا. لطالما كان موقف نادال يتردّد في ذهني ـ تركيزه، روحه التنافسية، حماسه.

عمار: ديوكوفيتش. طريقة تعامله مع الضغوط الخارجية ـ النقد والتوقّعات ـ وما زال يُقدّم أداءً جيداً. أحترم ذلك كثيراً.

كيف تستعيدون توازنكم عندما لا تُنافسون؟

يارا: نقضي الوقت في المنزل ـ نشاهد الأفلام، وألعاب الطاولة، ولدينا أيام نكرّسها للسباحة مع العائلة. هذا ما يجعلني أشعر بأنّني طبيعية مجدّداً.

سعود: لستُ بحاجةٍ لفعل أي شيءٍ مهم. فمجرّد التواجد مع المقرّبين يُعيد إليّ طاقتي. فهم لا يكترثون لفوزي أو خسارتي ـ وهذا مُريح.

عمار: أعتمد على إخوتي. يُعيدونني إلى أرض الواقع عندما أكون عالقاً في أفكاري. إنّه نظام دعمٍ داخلي.

هل الموضة مهمّةٌ بالنسبة لكم؟ أم أنّها مجرّد 'سويتشيرت' وحذاءٍ رياضي؟

يارا: أعتقد أنّها مهمّةٌ جداً. هناك شيءٌ ما في المظهر المُرتّب يُعطيني دفعةً معنويةً ـ الأمر لا يتعلّق بالبهرجة، بل بالتوافق مع ما أشعر به.

سعود: أرتدي ملابس رياضيةً كلّ يومٍ تقريباً، لذا عندما أُغيّرها، أشعرُ براحةٍ نفسيةٍ مُختلفة. زيٌّ مختلف، وعقليةٌ مُختلفة.

عمار: الموضة قادرةٌ على التعبير عن مشاعري دون كلمات. تشعرُ بشخصية شخصٍ ما من خلال طريقة تصرّفه ـ وهذا يشمل الأناقة.

ماذا عن العناية بالبشرة والعناية بالنفس ـ هل هذا شيء تأخذونه على محمل الجدّ؟

يارا: جداً. أتعرّض للشمس باستمرار، لذا يكون واقي الشمس دائماً في المقام الأول. في الليل، أُعيد ضبط نفسي ـ الأمصال والفيتامينات وبعض الروتين. كلّ هذا جزء من تحضيري، في الواقع.

سعود: لا أبالغ، لكنّني أهتمّ. عندما أكون مُثابراً، ألاحظ ذلك من خلال شعوري في اليوم التالي.

عمار: إنّها صيانة. أعتبرها مستوى آخر وطبقة أخرى من التحضير. إذا اعتنيت بجسمك جيداً، سيظهر ذلك في طريقة لعبك.

أسلوب يوم المباراة مقابل أسلوب اللعب خارج أوقات التنافس ـ ما هو الفرق بينهما؟

يارا: يوم المباراة مُتكامل تماماً ـ من الرأس إلى أخمص القدمين. خارج الملعب، أسمح لنفسي بتنويع أسلوبي أكثر. لكن في الملعب، يكون الجو مُحكماً ـ بما في ذلك واقي الشمس. خارج الملعب؟ ملابس رياضية و'سويتشيرات' جيدة ضرورية.

عمار: في أيام المباريات، لا أفكّر في الأسلوب، بل بالعمل. لكن خارج الملعب، ما زلت أريد أن أشعر بالنظافة واللياقة.

سعود: الأمر أشبه بتغيير في طريقة تفكيري. تغيير الملابس يُساعدني على إنهاء يوم التنس ذهنياً.

ماذا تشعرون عندما تتنافسون في نفس الوقت؟ هل هذا أكثر فائدة لكم أم مُشتّتاً للانتباه والتركيز؟

يارا: إنّها ميزة كبيرة. نسافر معاً، ونُجري عمليات الإحماء معاً، بل ونُلقي كلمات تحفيزية لبعضنا البعض. لقد بنينا روتيناً مُنظّماً داخل هذا الروتين.

عمار: قد يكون التنس مُوحشاً. لكن عندما نكون جميعاً في نفس الحدث، نشعر وكأنّنا نتجاوزه معاً. وهذا إحساس لا يعرفه الكثير من اللاعبين.

سعود: هذا يُساعد. نمرّ بنفس التقلّبات. من الأسهل تقبّل الخسارة، ومن الأفضل الاحتفال بالفوز عندما يكون لديكِ عائلة بقربك.

لكن من الأكثر تنافسية من بينكم؟ كونوا صريحين!

يارا: سعود.

سعود: أنا، تماماً. لا أدع أي شيء يمرّ دون أن أهتم. حتى خارج الملعب ـ ألعاب الطاولة، من يُنهي طبقه أولًا، لا يهمّ.

عمار: كلّنا نكره الخسارة، لكن سعود يُصعّدها. يارا تُضفي عليها طابعاً شخصياً. أمّا أنا، فسأعود بهدوء في المرّة القادمة.

ما هو الشيء الذي تعلّمتموه من بعضكم البعض؟

عمار: من يارا ـ القوّة الذهنيّة. لا تتردّد في كلامها عندما تقرّر شيئاً. من سعود ـ الصراحة. يقول ما يدور في ذهنه ويلعب بهذه الطريقة أيضاً.

سعود: ساعدتني يارا على الصبر. عمار ساعدني على فهم كيفية التعامل مع الضغوط بشكلٍ أفضل. لا يتحدّثان عن ذلك كثيراً ـ لكنّهما يظهرانه.

يارا: توقيت عمار ـ لا يبالغ في ردّ فعله. وكثافة سعود. إنّه ملتزم تماماً بكلّ ما يفعله، وهذا دائماً ما يدفعني إلى الأمام.

وأخيراً، ما هو الشيء الصغير في روتينكم الذي يهمّكم حقاً؟

يارا: ترتيب سريري. قد يبدو غير مهم، ولكنّه أشبه بفوزي الأول في اليوم.

عمار: قائمة تشغيلي قبل المباراة. نفس الأغاني الثلاث، في كلّ مرة. إنّها بمثابة إشارة إلى عقلي بأنّ وقت الانطلاق قد حان.

سعود: التمدّد. آخذه على محمل الجدّ. إنّه أمرٌ جسدي، ولكنّه يعني أيضاً كيف أضع عقلي وتركيزي في المكان الصحيح.

----------------------------------

تصوير Sam Rawadi

تنسيق وإخراج إبداعي: Polina Shabelnikova

ماكياج: Maria Barinova

تصفيف الشعر: Gul Atdyyeva

المواهب: يارا، عمار وسعود الحقباني

الموقع: Alhogbani Courts