لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة سيدتي
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٥
هل سبق لك أن تخيلت نفسك تتجولين بين أروقة قصر من قصور الفراعنة؟ بشعرك المتطاير في نسيم النيل، تتأملين في مرآة من البرونز المصقول، بينما إحدى خادمات البلاط الملكي تمشط لك شعرك بمشط عاجي مدهون بزيوت عطرية؟ هل خطر ببالك أن المصريات القديمات من الملكة كليوباترا إلى الخادمات البسيطات في القرى النيلية كن يواجهن نفس ما تواجهينه أنت اليوم: تساقط الشعر، ضعف البصيلات، وأحياناً حتى الصلع المبكر؟ لكن الفرق أنهن لم يكن ينتظرن إعلاناً تلفزيونياً أو ترويجاً على وسائل التواصل الاجتماعي ليجدن الحل، بل لجأن إلى علم عميق متجذر في الطبيعة، في الروحانية، وفي عبقرية الطب الفرعوني الذي سبق عصره.
في حضارة تميزت بالدقة، بالتوثيق، وبحب الجمال، لم يكن مظهر الشعر أمراً ثانوياً. بل كان الشعر رمزاً للخصوبة، للحياة، للأنوثة والرجولة، وحتى للطبقة الاجتماعية. وكان تساقط الشعر يعد علامة من علامات الخلل في توازن الجسد، وكان علاجه يتم بطرق متعددة ومعقدة تجمع بين المكونات الطبيعية، الطقوس الدينية، والمعرفة الطبية المدونة بعناية على أوراق البردي، التي بقيت حتى اليوم لتخبرنا أسرارهم.
لنأخذك اليوم في رحلة بين برديات الطب المصري القديم، بين أوعية الكحل والزيوت والدهون، لتتعرفي إلى كيف عالج الفراعنة تساقط الشعر، وما الذي يمكن أن تستفيدي منه اليوم من هذه الأسرار الخالدة؟
الشعر في الحضارة المصرية القديمة : رمز اجتماعي وطبي
في مصر القديمة، لم يكن الشعر مجرد مظهر خارجي، بل كان رمزاً للهوية، ومعبراً عن الطبقة الاجتماعية، السن، وحتى الانتماء الديني. النساء الأرستقراطيات، مثل الملكة نفرتيتي أو كليوباترا، اعتنين بشعورهن بشكل دقيق. وحتى الرجال ارتدوا الباروكات، والتي كانت تصنع من شعر طبيعي أو شعر معالج بزيوت.
تساقط الشعر أو الصلع، خاصة في سن مبكرة، كان ينظر إليه كعلامة على الضعف أو المرض، ولهذا كانت له أهمية علاجية كبرى في النصوص الطبية الفرعونية.
الطب الفرعوني وتوثيق علاجات الشعر
البرديات الطبية الفرعونية، مثل:
كل هذه الوثائق ذكرت بشكل صريح مشاكل تساقط الشعر وقدمت لها وصفات وعلاجات.
أشهر وصفات الفراعنة لعلاج تساقط الشعر
زيت الخروع والزيوت الدهنية
استخدم الفراعنة زيت الخروع (Castor oil) بتركيزات عالية لتقوية جذور الشعر. كانوا يخلطونه مع:
وكانوا يدلكون به فروة الرأس يومياً، خاصة في الليل، قبل النوم.
البصل والثوم : علاج مدهش من قلب الطبيعة
أدرك المصري القديم أن البصل والثوم ينشطان الدورة الدموية في فروة الرأس. فابتكروا وصفة:
وتم تدليك الفروة بهذا الخليط لعلاج الفراغات ومناطق الصلع المبكر.
الحناء وزهرة النيلة
الحناء لم تكن فقط للزينة. استخدموها لتقوية الشعر ومنع تساقطه. كان الفراعنة يطحنون الحناء ويخلطونها مع:
وتستخدم كقناع مرة أسبوعياً.
علاج الصلع: وصفة 'سحرية' من بردية إيبرس
بردية إيبرس وصفت علاجاً فريداً للصلع باستخدام:
وهذا الخليط كان يستخدم لتحفيز إنبات الشعر في الأماكن الفارغة.
رغم أن بعض المكونات رمزية اليوم، إلا أن الهدف الطبي كان تنشيط فروة الرأس وتقويتها.
الطقوس الروحية وتأثيرها على تساقط الشعر
الفراعنة لم يفصلوا أبداً بين الجسد والروح. فاعتقدوا أن تساقط الشعر قد يكون ناتجاً عن اضطراب طاقي أو 'غضب إلهي'. لذلك، كان بعض العلاجات يرافقه:
كان الهدف تهدئة الروح وتنشيط طاقة الرأس.
التغذية ودورها في شعر الفراعنة
المصريون القدماء عرفوا أهمية التغذية لصحة الشعر. فاعتمدوا في نظامهم الغذائي على:
وكان الأطباء ينصحون المرضى الذين يعانون من تساقط الشعر باتباع نظام غذائي معين قبل بدء العلاج الموضعي.
الوصفات التي ما زالت تصلح للقرن 21
بعض وصفات الفراعنة لا تزال تستخدم حتى اليوم مع تعديلات بسيطة:
وهي وصفات طبيعية مجربة وفعالة إذا تم تطبيقها بشكل منتظم.
يمكنك الاطلاع أيضاً على هل يُسبب الشامبو تساقط شعرك؟ أخطاء شائعة ممكن أن تؤدي لتلف خصلاتك
ماذا يمكن أن نتعلم نحن من الفراعنة؟
فإذا كنت تعانين من تساقط الشعر، لا تستهيني بإرث هؤلاء الذين سبقونا بآلاف السنين. خذي من أسرارهم، وامزجيها بعلم اليوم، وابدئي رحلتك مع العلاج الحقيقي، الطبيعي، المتوازن.