لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٦ حزيران ٢٠٢٥
أكتشف علماء مدينة أثرية غارقة في قاع المحيط قبالة سواحل إندونيسيا، يُعتقد أنها أول دليل مادي على وجود عالم مفقود.
وأثناء التنقيب، عثر الفريق على جمجمة لإنسان منتصب، يُعد أحد أسلاف البشر الأوائل، إلى جانب نحو 6000 أحفورة لحيوانات من 36 نوعًا، بينها تنانين كومودو، والجاموس، والغزلان، والفيلة، بحسب موقع Express.
ويُقّدر العلماء أن الجمجمة دُفنت قبل نحو 140 ألف عام، وقد خُفظت تحت طبقات من الطمي والرمل في مضيق مادورا بين جزيرتي جاوة ومادورا في إندونيسيا.
نوع منقرض من البشر
وكشفت دراسة نُشرت في مجلة 'البيئات والبشر' أن البقايا الأحفورية عُثر عليها بعد مشروع لاستخراج الرمال البحرية في مضيق مادورا، وهو امتداد مائي بين جزيرتي جاوة ومادورا الإندونيسيتين. ومن خلال فحص هذه الأحافير، فتح علماء الآثار نافذة على حياة الإنسان المنتصب الذي استغل انخفاض مستوى سطح البحر للانتشار عبر أرض مغمورة بالمياه الآن قبل 140 ألف عام.
كما أظهر التنقيب بعض عظام الحيوانات آثار جروح وقطع، دليلًا علىاستخدام البشر الأوائل لأدوات حادة في الصيد ومعالجة الغذاء.
ويعتقد الباحثون أن الوادي والحفريات تعود إلى فترة بين 162 ألف و119 ألف عام، وىري العلماء أن هذه الاكتشافات تفتح نافذة نادرة على حياة البشر الأوائل، وربما تشكل دليلًا على وجود مدينة قديمة تُعرف باسم 'ساندالاند'.
حقبة شديدة التنوع
ومن الاكتشافات البارزة حفريات لحيوان 'الستيجودون'، ثديي منقرض يشبه الفيلة الحديثة، يزن أكثر من 10 أطنان وطوله نحو 4 أمتار. كما وُجدت أنواع مختلفة من الغزلان، ما يشير إلى أن المنطقة كانت غنية بالأراضي العشبية والغابات والمياه.
قال هارولد بيرغوس، عالم الآثار في جامعة لايدن الهولندية وقائد فريق البحث: 'تتميزهذه الحقبة بتنوع كبير في صفات أشباه البشر وتنقلهم المستمر بين مناطق مختلفة.'
ويشير العلماء إلى أنه في الماضي السحيق، كان هذا الجزء من العالم مختلفًا تمامًا عما هو عليه اليوم. فقبل ملايين السنين، كانت كتلة اليابسة المسماة 'ساندالاند' تربط جزرًا مثل بالي وبورنيو وجاوة وسومطرة.
وانكشفت 'ساندالاند' خلال العصور الجليدية عندما كان مستوى سطح البحر منخفضًا، مما شكّل جسرًا بريًا مهد الطريق لتدفقات الهجرة البشرية في مراحل مختلفة من التاريخ. وهكذا وصل الإنسان المنتصب وأنواع أخرى إلى جاوة.
وأضاف الباحثون أنه كان يُعتقد أن الإنسان المنتصب عاش منعزلًا في جاوة، لكن الاكتشافات تشير إلى أنه انتشر في الأراضي المنخفضة حول ساندالاند، خاصة خلال فترات انخفاض مستوى سطح البحر.
ويُعد العثور على أحافير الغزلان مهمًا للغاية، لأن هذه الحيوانات تفضل العيش في المساحات المفتوحة والأراضي العشبية، مما يعطي تصورًا واضحًا عن طبيعة البيئة القديمة. كما كشفت أحافير رسوبية أخرى عن نظام بيئي نهري مزدهر، يشير إلى أن المدينة القديمة ربما كانت جزءًا من بيئة غنية ومعقدة وفقا لموقع Ladbible.
ومع تقدم تقنيات الغوص والاستكشاف تحت الماء، يأمل العلماء في الكشف عن مزيد من الحضارات القديمة ، وفهم أعمق لتاريخ ما قبل الكتابة، وإعادة هذه الأراضي الغارقة إلى ذاكرة البشرية.
تحرير: ع.ح.