لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٩ نيسان ٢٠٢٥
في حين أن الارتباط بشريك الحياة وتأسيس أسرة يعتبر مناسبة سعيدة ومصدرا للبهجة، فقد كشف بحث حديث عن جانب غير متوقع لهذه الخطوة الهامة في الحياة، تتمثل في احتمالية زيادة خطر الإصابة بمرض الخرف بشكل ملحوظ.
تكمن المفاجأة في هذه النتائج في تناقضها مع العديد من الدراسات السابقة التي أشارت إلى فوائد صحية متنوعة للزواج، بما في ذلك انخفاض احتمالية الإصابة بأمراض القلب وإطالة العمر.
يقول الفريق البحثي القائم على هذه الدراسة الحديثة، بقيادة باحثين من كلية الطب بجامعة ولاية فلوريدا، بأن 'الأفراد الذين لم يتزوجوا قد يكونون أقل عرضة لخطر الإصابة بالخرف مقارنة بالبالغين المتزوجين'.
ويضيفون أن 'هذه النتائج قد تشير إلى تأخر في تشخيص مرض الخرف لدى الأفراد غير المتزوجين، أو أنها قد تتحدى الاعتقاد السائد بأن الزواج يوفر حماية ضد هذا المرض'.
تفاصيل الدراسة
في دراسة استمرت ثمانية عشر عاما، قام فريق من الباحثين بتحليل السجلات الصحية لـ 24,107 من كبار السن، بلغ متوسط أعمارهم 71.8 عاما. تم تقسيم المشاركين إلى أربع فئات بناء على حالتهم الاجتماعية: متزوجون، وأرامل، ومطلقون، وأفراد لم يسبق لهم الزواج.
أظهرت النتائج الأولية، بعد تعديل عوامل الخطر المتعلقة بالعمر والجنس فقط، أن الأفراد الذين لم يتزوجوا قط كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض الخرف بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالمتزوجين.
أما بالنسبة للأشخاص الذين فقدوا أزواجهم، فقد انخفضت احتمالية الإصابة بنسبة 27%، بينما بلغت النسبة 34% لدى المطلقين.
ومع إدخال المزيد من العوامل المؤثرة في التحليل، مثل المستوى التعليمي، والعوامل الوراثية، والحالات الصحية الأخرى، لم يعد هناك فرق إحصائي يعتد به بالنسبة للأشخاص الأرامل.
ومع ذلك، ظل هناك انخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بالخرف لدى الأفراد الذين لم يتزوجوا قط بنسبة 24%، ولدى المطلقين بنسبة 17%.
ما معنى هذه النتائج؟
يرجح الباحثون أن الأسباب الكامنة وراء هذا الارتباط متعددة ومتنوعة. فقد يكون الأفراد غير المتزوجين أكثر قدرة على الحفاظ على شبكات اجتماعية قوية تساهم في الحماية من الخرف. بالإضافة إلى ذلك، يجب أخذ التأثيرات الصحية السلبية للزيجات غير السعيدة في الاعتبار.
ويوضح الباحثون في تقريرهم أن 'هناك بعض الأدلة التي تشير إلى تحسن في جوانب معينة من الرفاهية، مثل الشعور بالسعادة والرضا عن الحياة، بعد الطلاق، وزيادة المشاركة الاجتماعية بعد فقدان الشريك'.
ويضيفون أن 'الأفراد الذين لم يتزوجوا قط غالبا ما يكونون أكثر نشاطا اجتماعيا مع الأصدقاء والجيران، ويميلون إلى تبني سلوكيات صحية أفضل مقارنة بنظرائهم المتزوجين'.
من المهم الإشارة إلى أن دراسات أخرى سابقة قد أظهرت أن الزواج قد يوفر حماية ضد الخرف، مما يثير تساؤلات حول هذه النتائج الجديدة. من الواضح أن هذه القضية معقدة، وتستدعي المزيد من البحث والتحليل.