لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٧ حزيران ٢٠٢٥
في سعي لتعزيز فهم الجمهور حول أورام الدماغ وتقديم يد العون للمصابين بها، يأتي اليوم العالمي لأورام الدماغ.
يعود الفضل في تأسيس هذا اليوم إلى الجمعية الألمانية لأورام الدماغ، والتي أطلقت أول احتفال به في عام 2020. كان الهدف الأساسي من إطلاق هذه المبادرة هو زيادة الوعي العام بمرض أورام الدماغ وتشجيع المجتمعات على تقديم الدعم اللازم للأسر التي تعاني من تأثيرات هذه الأورام.
في هذا التقرير، نستعرض أنواع أورام المخ، أسبابها، أعراضها، وكيفية التفريق بينها وبين حالات أخرى مثل الصداع، إلى جانب نسب الشفاء والعلاجات المتاحة.
ما هي أورام المخ؟
يشير مصطلح الورم الدماغي إلى تجمع غير طبيعي من الخلايا ينمو داخل الدماغ.. وتعد أورام المخ من الحالات الطبية التي تثير القلق والاهتمام بسبب تأثيرها على أحد أهم أعضاء الجسم، وهو الدماغ. يمكن أن تكون الأورام حميدة أو خبيثة، وتشكل تحديا طبيا يستوجب التشخيص والعلاج المبكرين لتجنب التعقيدات.
وفي ظل التقدم الطبي الملحوظ الذي شهدته العقود الأخيرة، أصبحت فرص النجاة من تشخيص الورم الدماغي أعلى بكثير مما كانت عليه في الماضي.
أنواع أورام المخ
تظهر أورام المخ عادة في شكلين رئيسيين: الأورام الحميدة والأورام الخبيثة. الورم الحميد لا يغزو الأنسجة المحيطة ولا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، مما يجعله أقل خطورة بالمقارنة مع الأورام الخبيثة التي تعرف بسرطان المخ. ومن أبرز أنواع أورام المخ:
الأورام الدبقية
تمثل هذه الأورام حوالي 30% من أورام المخ وهي تنشأ في الخلايا الداعمة للدماغ.
أورام السحايا
تنشأ في أغشية المخ وتعتبر غالبا أوراما حميدة.
ورم العصب السمعي
يعرف أيضا بالورم الشفاني وغالبا ما يكون حميدا ينشأ بالقرب من العصب المسؤول عن التوازن والسمع.
ما هي أسباب ورم المخ؟
في حين أن أسباب أورام المخ ليست واضحة تماما، هناك عوامل خطر تساهم بشكل كبير في ظهورها. من بين هذه العوامل:
العوامل الوراثية
هناك بعض الجينات المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأورام المخ.
التعرض للإشعاعات
يمكن للتعرض لفترات طويلة للإشعاع أن يرفع معدلات الإصابة بالأورام، خاصة لدى الأشخاص الذين يعملون في بيئات تحتوي على إشعاع عالٍ.
العوامل البيئية
بعض الدراسات تشير إلى أن الملوثات البيئية والمواد الكيميائية قد تلعب دورا في زيادة خطر الإصابة.
العمر والجنس
تظهر بعض الأورام بشكل أكبر في فئات عمرية معينة أو لدى جنس معين. على سبيل المثال، الأورام الدبقية أكثر شيوعا لدى الرجال.
ما هي أعراض وجود ورم في الدماغ؟
تشخيص ورم المخ يعتمد بشكل كبير على الأعراض التي يعاني منها المريض. تظهر هذه الأعراض بناء على حجم الورم وموقعه، وتشمل أعراض وجود ورم في المخ ما يلي:
الصداع المستمر
يتمثل هذا العرض في ألم الرأس الذي يزداد سوءا مع مرور الوقت أو يظهر بشكل خاص في فترات الصباح. أثبتت دراسة أجرتها جامعة هارفارد أن أكثر من 70% من المرضى المصابين بورم المخ أبلغوا عن صداع مستمر باعتباره العرض الأول.
مشاكل في الرؤية
يواجه المريض بعض المشاكل في الرؤية، أبرزها ازدواج الرؤية أو فقدان القدرة على التركيز.
نوبات التشنج
التشنجات أو نوبات صرع غير المبررة تعد من العلامات المبكرة لوجود ورم.
ضعف العضلات
يمكن أن يشعر المريض بالتنميل أو ضعف عضلي في أطراف معينة.
مشاكل في التوازن
يواجه المريض صعوبة في المشي أو فقدان القدرة على الحركة بطريقة طبيعية.
كيف تفرق بين الصداع والورم؟
كثيرا ما يعتقد أن الصداع المزمن قد يكون مؤشرا على وجود ورم في المخ، ولكن هذا ليس دائما الحال. هناك فروق جوهرية بين الصداع الناتج عن ورم والصداع العادي:
مكان الألم
في حالة وجود ورم، يكون الصداع غالبا في جانب محدد من الرأس، بينما الصداع العادي قد يكون عاما.
نمط التكرار
الصداع المرتبط بالورم يكون مستمرا ومتصاعدا مع الوقت.
الأعراض الإضافية
يشمل ذلك التشنجات، مشاكل الرؤية، أو ضعف العضلات، وهي أعراض نادرة في حالات الصداع العادي.
ما هو الفرق بين ورم المخ وسرطان المخ؟
قد يخلط البعض بين المصطلحين، لكن هناك فرقا واضحا بينهما:
ورم المخ
يشير إلى أي نمو غير طبيعي للخلايا في الدماغ، سواء كانت حميدة أو خبيثة.
سرطان المخ
يستخدم هذا المصطلح لوصف النمو الخبيث فقط الذي يغزو الأنسجة المحيطة ويمكن أن ينتشر إلى أماكن أخرى.
وفقا لجمعية السرطان الأمريكية (ACS)، تشكل الأورام الحميدة نسبة 50% من حالات أورام المخ، بينما تشكل الأورام الخبيثة النسبة المتبقية.
ما هي نسبة الشفاء من ورم الدماغ؟
نسبة الشفاء تعتمد على عدة عوامل مثل نوع الورم، موقعه، وحجمه. وفقا للإحصائيات الطبية:
الأورام الحميدة
نسبة الشفاء تصل إلى 90% عند إزالة الورم جراحيا.
الأورام الخبيثة
تعتمد النسبة على مرحلة التشخيص ونوع السرطان. يمكن أن تتراوح بين 20% إلى 60% في الحالات المتقدمة.
التشخيص المبكر
تبين الدراسات أن التشخيص المبكر ومزيج من العلاج الكيميائي والإشعاعي يلعب دورا كبيرا في تحسين نسب الشفاء إلى أكثر من 75% للأورام الدبقية من الدرجة الثانية.
هل يوجد علاج لورم الدماغ؟
يوجد العديد من الخيارات العلاجية التي تهدف إلى تقليل المضاعفات وإزالة الورم قدر الإمكان. تشمل هذه الخيارات:
الجراحة
تعتمد على موقع الورم وسهولة الوصول إليه مع تقليل الأضرار على أنسجة المخ السليمة.
العلاج الإشعاعي
يستخدم لتقليل حجم الورم أو إيقاف نموه.
العلاج الكيميائي
يستهدف الخلايا السرطانية بالقضاء عليها أو تقليل قدرتها على النمو.
العلاجات المستهدفة
تتضمن أدوية تعمل على تعطيل العمليات البيولوجية للخلايا المريضة. وتوصل الباحثون في جامعة ستانفورد إلى تقنية جديدة تعتمد على العلاج المناعي وتحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة خلايا الورم بشكل فعال، مما أظهر نتائج واعدة في التجارب السريرية.
في النهاية، يمكننا التأكيد على إن أورام المخ تمثل تحديا طبيا يتطلب وعيا كاملا بالأعراض والخيارات العلاجية لتجنب المضاعفات. التشخيص المبكر يلعب دورا رئيسيا في تحسين فرص النجاح في العلاج. من المهم متابعة الأبحاث والدراسات الطبية لفهم تطور هذه الحالة بشكل أكبر.