لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٦ حزيران ٢٠٢٥
انجذبت السينما بشدة إلى سحر السيارات على مر العصور، حيث تكمن قدرتها في نقلنا من المسرح أو المنزل إلى مغامرات آسرة في أرجاء العالم.
وتتعدد الأفلام التي جعلت من السيارات محورا أساسيا لقصصها، مقدمة لنا تجارب سينمائية لا تنسى تعكس علاقتنا المعقدة بهذه الآلات. إليكم أفضل أفلام السيارات.
ديث بروف Death Proof (2007)
يعد فيلم 'ديث بروف' واحدا من أبرز أعمال المخرج كوينتن تارانتينو، الذي يبدو وكأنه ينطلق بحرية للاستمتاع بفكرة إخراج فيلم عن السيارات، مستعرضا براعته في اللعب بالإمكانات السينمائية التي أمضى حياته في استيعابها وإتقانها بشكل لا يضاهيه أحد.
إن هذا الفيلم هو استعراض للحب والشغف، وفي الوقت ذاته إعادة صياغة معاصرة لأفلام السيارات الكلاسيكية، مما يجعله مساهمة قيمة في فن السينما.
بوليت Bullitt (1968)
من الصعب المبالغة في تقدير التأثير العميق والأهمية البالغة لمطاردة السيارات المحورية في فيلم 'بوليت'. ظلت هذه المطاردة، لما يقرب من نصف قرن، النموذج الأسمى والمعيار الذي تقارن به جميع مطاردات السيارات الأخرى في تاريخ السينما.
ولكن ما يثير الإعجاب بشكل أكبر في هذه المطاردة المذهلة التي تتميز باحتراق الإطارات عبر تلال سان فرانسيسكو، هو مدى حيويتها وإثارتها التي لا تزال تشاهد بها اليوم. تبدو المشاهد حتى الآن وكأنها جديدة ونابضة بالحياة، ولا تقل قوتها وواقعيتها وتأثيرها المدهش عما كانت عليه في عام 1968.
فانيشينج بوينت Vanishing Point (1971)
عندما نتحدث عن فيلم 'فانيشينج بوينت'، فإن سيارة دودج تشالنجر R/T موديل 1970 ذات اللون الأبيض هي بلا شك الأيقونة الخالدة التي رسخها هذا الفيلم. لقد تضمنت المشاهد العديد من الميزات، بدءا من المشاهد البهلوانية المتقنة وصولا إلى لمسات الأكشن المشحونة بالأدرينالين.
ومع ذلك، فإن النبرة العامة لـ 'فانيشينج بوينت' توحي بشيء أكثر هدوءا، بل وحتى يأسا، وكأن اهتمامات البطل الحقيقية كانت تتجه بعيدا عن الاستعراضات الحماسية المتوقعة من الرجال الذين يقطعون أمريكا بسرعة جنونية، ونحو رؤية أكثر عمقا ووجودية.
تو-لاين بلاكتوب Two-Lane Blacktop (1971)
في فيلم مونتي هيلمان 'تو-لاين بلاكتوب'، وهو عمل سينمائي يجمع بين أفلام السيارات وأفلام الطريق بجرعات متساوية من البحث والحزن، لا تعد سيارة شيفروليه موديل 55 هي السمة الأبرز، بل التكوين البصري الواسع للشاشة.
تتحول الطرق الممتدة إلى ما لا نهاية لطريق 66 من خلال عدسة الكاميرا إلى عالم يشبه الهروب من الملل، حيث يبدو العالم المحيط بالأبطال فراغا لدرجة أن حتى داخل سيارتهم، من منظور هيلمان، يبدو وكأنه على وشك أن يبتلعهم بالكامل، لكنهم لا يستسلمون.
ريبو مان Repo Man (1984)
يقدم المخرج أليكس كوكس، بأسلوبه المتمرد، فيلم 'ريبو مان' الذي يعيد تعريف أفلام السيارات التي اشتهرت في السبعينيات، ليناسب أجواء الثمانينيات بجرعة مكثفة من الغرابة وتقليل التوتر التقليدي.
الفيلم بمثابة إسفنجة تمتص كل ما تبقى من أمريكا التي أرهقتها التغيرات. إنه صورة مكثفة تلخص عشرين عاما من الثقافة الأمريكية في قالب درامي واحد.
تاكر: الرجل وحلمه Tucker: The Man and His Dream (1988)
فيلم فرانسيس فورد كوبولا الذي لم ينل التقدير الكافي، قد لا يكون فيلم سيارات بالمعنى التقليدي المتمثل في السباقات أو القيادة المتهورة. بطله، بريستون تاكر، لم يكن سائقا بقدر ما كان مخترعا عبقريا للسيارات. ومع ذلك، فإن جوهر قصة تاكر لا يختلف كثيرا عن قصص الأبطال في أفلام السيارات الأخرى الذين ينطلقون على الطرقات هربا من واقع أمريكي خانق.
يثبت 'تاكر' أن السيارات نفسها يمكن أن تكون آلات ذات سمات شخصية عميقة، تماما كالأشخاص الذين يقودونها. يعتبر أن هذه الآلات وسيلة فريدة لمساعدتنا على مطاردة أحلامنا وتحقيق طموحاتنا.
المبارزة Duel (1971)
يتميز هذا الفيلم للمخرج ستيفن سبيلبرغ، بأنه ربما يكون العمل السينمائي الوحيد من نوعه الذي يحول السيارة إلى رمز للغطرسة الذكورية في أمريكا.
تدور أحداث الفيلم حول معضلة فرويدية كلاسيكية تتعلق بالرجولة المهددة: يجد بطلنا، وهو رجل ضعيف من الطبقة المتوسطة، نفسه محاصرا على الطريق المفتوح من قبل شاحنة ضخمة تزن 10 أطنان، ترمز إلى القوة المهددة. كل ما يستطيع بطلنا فعله هو الأمل في أن ينجو من هذا الاصطدام العنيف المتكرر.
ذهب في 60 ثانية Gone in 60 Second (1974)
يعد هذا الفيلم أحد أهم المشاريع السينمائية التي أُنجزت بشغف عظيم في تاريخ السينما. صنع هذا الفيلم من الألف إلى الياء، بعناية فائقة وتكلفة باهظة، وكأنه سيارة تم العمل عليها بجهد جهيد في مرآب. يشعر المشاهد أن الفيلم مصنوع بأفضل طريقة ممكنة.
كل لحظة خطرة، كل حادث تصادم، وكل عملية حرق للإطارات تم تصويرها بشغف وجنون، ليضفي ذلك على الفيلم إثارة أكبر بفضل أصالته التي تحققت بشق الأنفس.
السائق The Driver (1978)
على الرغم من التفسيرات الخاطئة التي تعرض لها هذا الفيلم على مر السنين، فإن الصمت الذي يميز بطل الفيلم ليس المقصود منه أن يكون صورة للهدوء المستلهم من الساموراي. بل على العكس، يهدف هذا الصمت إلى تصوير برودة قاتلة تجعل من بطل الفيلم المجهول شخصية مأساوية، وليس مجرد نجم أكشن شرس.
'السائق' هو فيلم يركز على رجلين - أحدهما مجرم والآخر شرطي - استهلكهما إتقانهما ومهنيتهما لدرجة أنهما فقدا جوهر حياتهما. لا تأتي الدراما الأساسية في الفيلم من التساؤل عما إذا كان أحدهما سيتفوق في النهاية على الآخر، بل من التساؤل عما إذا كان انتصار أي منهما سيحمل أي معنى حقيقي!
عطلة نهاية الأسبوع Weekend (1967)
تجدر الإشارة إلى أن أفلام السيارات غالبا ما تصمم جزئيا لجعلنا ننسى أن السيارات نفسها هي في جوهرها سلعة. والصلة بين المركبات والنظام الرأسمالي الذي ينتجها هي بعد من أبعاد هذا النوع نادرا ما يتم استكشافه، لأسباب مفهومة غالبا ما تكون تجارية. لكن فيلم 'عطلة نهاية الأسبوع' يأتي كتصحيح ضروري لهذا النقص.
الفيلم مليء بالسيارات التي تظهر في حالات مختلفة: محشورة في ازدحامات، مقلوبة، متكدسة فوق بعضها البعض، ومشتعلة بشكل مذهل. والرحلة التي تحرك الأحداث ليست بعيدة عن الرحلات المثيرة عبر البلاد التي تميز هذا النوع من الأفلام. لكن الفرق الجوهري هو أن السيارة ليست مجرد سلعة.