لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ١١ حزيران ٢٠٢٥
لطالما شكلت الضغائن جزءا لا يتجزأ من طبيعة البشر، تتجسد في نزاعات وسائل التواصل الاجتماعي اليومية، وتتصاعد لتصل إلى حبكات الانتقام الكلاسيكية في الأفلام.
ولكن في تطور مفاجئ ومدهش، لم يعد البشر وحدهم من يحتفظون بالضغائن. الغربان، هذه الكائنات الذكية، تنضم الآن إلى قائمة الكائنات التي تحمل ضغائن طويلة الأمد.
الغربان لا تنسى الوجوه والإساءات
كشفت دراسة بحثية طويلة الأمد، أشرف عليها البروفيسور جون مارزلوف، من جامعة واشنطن، عن قدرة استثنائية للغربان على تذكر الوجوه البشرية والاحتفاظ بالأحقاد لمدة تصل إلى سبعة عشر عاما.
بدأت هذه الدراسة في عام 2006، عندما قام باحثون يرتدون قناعا مخيفا بإمساك سبعة غربان ثم إطلاق سراحها. وعلى مر السنين، استمر الباحثون في ارتداء نفس القناع أثناء تجولهم في الحرم الجامعي، ولم ينسَ الطيور أبدا هذا الوجه المرتبط بالخطر.
في إحدى المراحل، بدأت 47 غرابا من أصل 53 في توجيه التوبيخ والقيام بهجمات انقضاضية على الباحثين المقنعين، على الرغم من أن سبعة فقط منهم كانوا قد تم اصطيادهم في الأصل.
هذا السلوك لا يثبت فقط الذاكرة القوية للغربان، بل يشير أيضا إلى وجود تعلم اجتماعي متقدم لديها، حيث نقلت الغربان المعرفة بالخطر إلى أفراد آخرين من مجتمعها، بمن فيهم الطيور الأصغر سنا.
وبحلول عام 2023، بدأت هذه السلوكيات العدوانية في التلاشي، مما يدل على أن الذاكرة قد تلاشت في نهاية المطاف، ولكن بعد أن استمرت لما يقرب من عقدين من الزمن.
يميزون بين الأصدقاء والأعداء
لاختبار مدى عمق هذه الضغائن، قام الباحثون بتقديم قناع 'محايد' يشبه وجه نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني. كان الأشخاص الذين يرتدون هذا القناع يقدمون الطعام للغربان ولم يتعرضوا لأي هجوم على الإطلاق.
ولكن عندما ارتدى متطوعون جدد القناع دون أن يكونوا على دراية بتاريخه، سرعان ما أصبحوا أهدافا لهجمات الغربان. هذا الاختبار أكد بشكل قاطع أن الغربان لا تتذكر التهديد فحسب، بل أيضا قادرة على التمييز بوضوح بين الأصدقاء والأعداء.
الضغائن لا تقتصر على المختبرات
لا يقتصر هذا السلوك المدهش للغربان على البيئة الخاضعة للرقابة في المختبرات. في منطقة دولويتش، وهي ضاحية لندن الغنية، أبلغ السكان عن تعرضهم لهجمات انقضاضية من قبل الغربان الغاضبة.
روت امرأة تدعى أليسون فريان، أنها تعرضت لهجوم ثلاث مرات أثناء خروجها من سيارتها، مما دفع السكان المحليين إلى تجنب الخروج في الهواء الطلق في أوقات معينة.
الغربان عبقرية
إلى جانب قدرتها على الاحتفاظ بالضغائن، تظهر الغربان ذكاء استثنائيا ومدهشا. فقد أثبتت الدراسات أن هذه الطيور قادرة على:
. استخدام الأدوات ببراعة، مثل استخدام العصي والأغصان لاستخراج الحشرات من الشقوق.
. إسقاط المكسرات على الطرق المزدحمة لكي تقوم السيارات بتكسيرها، مما يسهل عليها الوصول إلى لب المكسرات.
. القيام بعمليات العد وحل المشكلات المعقدة، وحتى صناعة خطافات بسيطة من الأسلاك.
. تعيش الغربان في عائلات متماسكة للغاية، وتظهر سلوكيات حزن على موتاها، وتتواصل فيما بينها باستخدام لهجات إقليمية مميزة.