لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٤ أيار ٢٠٢٥
يشغل هسابيس وهو بريطاني يبلغ من العمر 49 عاماً منصب المدير التنفيذي لشركة DeepMind المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتابعة لشركة جوجل، وقد طوّر بالتعاون مع زميل له نموذج الذكاء الاصطناعي AlphaFold2، الذي يمكنه خلاله التنبؤ بهياكل جميع البروتينات المعروفة تقريباً، والبالغ عددها 200 مليون بروتين تشكّل خلايا جسم الإنسان، وعن هذا الإنجاز فاز الباحثان بجائزة نوبل في الكيمياء العام الماضي.
تلعب البروتينات دوراً بيولوجياً حيوياً وأساسياً في جسم الإنسان، وإذا حدث خلل في إنتاجها أو بنيتها أو وظيفتها تحدث الأمراض، وبناء عليه يعتقد هسابيس أن الذكاء الاصطناعي سيتمكن من تطوير الأدوية بشكل أسرع مما هو عليه اليوم، وقد يستغرق أشهراً أو بعضة أسابيع فقط.
ورداً على سؤال المذيع سكوت بيلي في برنامج '60 دقيقة' على قناة الأخبار الأمريكية CBS News، حول إمكانية الشفاء من جميع الأمراض، قال هسابيس: 'هذا الأمر في متناول اليد، ربما حتى خلال العقد المقبل، فلا أرى سبباً يمنع ذلك'.
ثورة طبية بفضل الذكاء الاصطناعي
يبدو أن آمال ديميس هسابيس في شفاء جميع الأمراض بمساعدة الذكاء الاصطناعي ليست بعيدة المنال، فقد ساهمت تقنيات الذكاء الاصطناعي بالفعل في علاج الكثير من الأمراض وتطوير بعض الأدوية.
فتقول كاتارينا تسايغ، عالمة الكيمياء الحيوية والمعلوماتية، ومديرة مختبر 'مساءلة الخوارزميات' في جامعة راينلاند-بفالز التقنية في كايسرسلاوترن-لاندو لـ DW إنه يمكن من خلال معرفة البنية ثلاثية الأبعاد للبروتين استنتاج وظيفته غالباً، لأننا لا نعرف وظيفة معظم البروتينات في جسم الإنسان بعد.
وأضافت أنه في حال تمكنا من معرفة بنية البروتين وراقبنا تغير بنيته في بعض الأمراض فيمكن تطوير دواء يمنع البروتين من اتخاذ بنية غير طبيعية تسبب الأمراض.
ومع أن الإنسان قادر على دراسة بنية البروتين وتغيراته إلا أن هذا يحتاج لأطروحة دكتوراه تتطلب بين ثلاث وخمس سنوات تقريباً على حد تعبير تسايغ، وأضافت: 'الذكاء الاصطناعي الذي ابتكره هسابيس ثورة حقيقية'.
من جانبه يؤكد فلوريان غايسلر، الباحث في معهد فراونهوفر للأنظمة الإدراكية دور الذكاء الاصطناعي في تحسين تشخيص الأمراض، ولكن يقول لـ DW إن أسباب الأمراض لا يمكن اختزالها غالباً إلى عنصر واحد، وهي البروتينات.
كما يتفق تسايغ وغايسلر على أن اتخاذ القرارات الطبية سيبقى ضمن اختصاص الإنسان في المستقبل القريب على أقل تقدير، خصوصاً وأن أنظمة الذكاء الاصطناعي ما زالت غامضة ويصعب فهم آليتها.
طفرات جينية تعقّد عمل الذكاء الاصطناعي
تعتقد البروفيسورة تسايغ أنه لن يكون بالإمكان شفاء جميع الأمراض خلال عشر سنوات، وذلك بسبب صعوبة تحديد البروتينات المسببة لكل مرض، وتضيف: 'هناك طفرات تؤدي إلى بنى ثلاثية الأبعاد غير طبيعية، قد تبدو إحصائياً وكأنها السبب في الأعراض المرضية، لكنها في الواقع غير ضارة'.
وحتى لو تم التأكد من أن بنية بروتينية معينة تؤدي إلى مرض، فالوصول إلى الدواء المناسب ليس بالأمر السهل ويحتاج لوقت طويل، ودراسات سريرية مكثفة على المرضى.
وتؤكد أن الشفاء من الأمراض سيظل يتطلب موارد مالية كبيرة، حتى بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
كيف يساعد الذكاء الاصطناعي الأطباء اليوم
لا يمكن تجاهل الدور الكبير الذي تقدّمه تقنيات الذكاء الاصطناعي اليوم في مجال الرعاية الطبية، ففي التشخيصات المعتمدة على التصوير الإشعاعي، يمكن للذكاء الاصطناعي التعرف على التغيرات المرضية بشكل أسهل، كما يمكنه المساعدة في تحليل التفاعلات الجانبية غير المتوقعة عند دمج أدوية متعددة مع بعضها البعض وفق فلوريان غايسلر.
ويخفف الذكاء الاصطناعي العبء على أنظمة الرعاية الصحية، من خلال تلخيص مقابلات المرضى وإعداد تقارير منظمة لشركات التامين الصحي، ما يوفر الوقت والمال.
وبالرغم من الدعم الكبير الذي يقدّمه الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي ترى تسايغ أن تشخيص الأمراض يحتاج لدقة وخبرة كافية، غير متوفرة في أنظمة الذكاء الاصطناعي، التي لا يمكن التأكد من المعايير التي تستخدمها في التشخيص، ويضيف غايسلر أن قرار العلاج سيبقى مجالًا للبشر في المستقبل القريب خصوصاً لأسباب أخلاقية وقانونية.
مراجعة: ح.ز