لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة سيدتي
نشر بتاريخ: ٢٤ حزيران ٢٠٢٥
هل تخيلتِ يوماً أن نسمة هواء تمر بوجهكِ قد تكون سبباً لآلام مبرحة؟! نعم إنه أمر طبيعي يشعر به مرضى ألم العصب الثلاثي التوائم؛ فهو ألم قد يشبه صدمة كهربائية تسري عبر الجلد.
هذا هو الواقع المؤلم الذي يعيشه مرضى ألم العصب الثلاثي التوائم، أحد أكثر أنواع الألم العصبي إزعاجاً وغموضاً، ولهذا السبب يجب أن يعرف هؤلاء المرضى كل الأعراض والمشاعر المرتبطة بهذه الحالة؛ حتى يتمكنوا من التكيف معها واختيار طريقة العلاج المناسبة.
ما العصب الثلاثي التوائم؟
العصب الثلاثي التوائم هو العصب الخامس من الأعصاب القحفية الاثني عشر، ويُعتبر مسؤولاً عن الإحساس في معظم أجزاء الوجه، بداية من الجبين، والخدين، والفك، والأسنان، واللثة. ويتفرع إلى ثلاث مناطق؛ ما يفسر اسمه: الجبهة، والخد، والفك، حسب التعريف العلمي الذي ذكره موقع 'مايو كلينيك'.
عندما يُصاب هذا العصب بخلل ما، يبدأ بإرسال إشارات ألم قوية إلى الدماغ من دون محفز حقيقي، أو نتيجة تحسس بسيط للغاية لا يستدعي الشعور بالألم المفرط. هنا تبدأ معاناة المريض مع ما يُعرف بألم العصب الثلاثي التوائم.
كيف يصف المرضى ألم العصب الثلاثي التوائم؟
يوصف الألم الناتج عن هذه الحالة بأنه حاد، مفاجئ، يشبه الصدمة الكهربائية. يأتي عادة في صورة نوبات قصيرة، قد تستمر من ثوانٍ إلى دقيقتين، وتحدث في جانب واحد فقط من الوجه. وقد تتكرر هذه النوبات لعدة مرات يومياً، أو تختفي لفترات طويلة لتعاود الظهور لاحقاً.
بعض المرضى يصفون الألم بأنه حارق أو يشبه الوخز الشديد، وقد تتم إثارته بأبسط المحفزات مثل لمس الوجه، تنظيف الأسنان، الأكل، الشرب، أو حتى التحدث.
من هم الأكثر عرضة لألم العصب الثلاثي التوائم؟
تشير التقارير الطبية من Johns Hopkins Medicine إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال، وغالباً ما تظهر الحالة بعد سن الـ50. كما ترتبط بعض الحالات بوجود أمراض عصبية أخرى مثل التصلب المتعدد 'MS'.
أسباب ألم العصب الثلاثي التوائم
قد تكون أسباب الإصابة بألم العصب الثلاثي التوائم محدودة لكنها مؤثرة للغاية، فحسب الدراسات تشمل الأسباب التالي:
الضغط على العصب
السبب الأكثر شيوعاً هو الضغط على العصب الثلاثي التوائم من قِبل وعاء دموي قريب 'شريان أو وريد'؛ ما يؤدي إلى تلف في الطبقة الواقية للألياف العصبية، وبالتالي اختلال في نقل الإشارات العصبية.
اقرئي أيضاً: فوائد الشيح للنساء مذهلة خصوصاً في تدمير السرطان.. وفق طبيبة
الأورام
في حالات أخرى، قد يكون السبب ورماً يضغط على العصب، وفي هذه الحالة قد يتمكن الطبيب من التشخيص بسهولة.
أسباب أخرى:
كيف يتم تشخيص العصبي الثلاثي التوائم؟
عادةً ما يبدأ التشخيص من خلال وصف المريض للأعراض؛ فالنمط المميز للألم كافٍ ليتعرف الطبيب أنه مرتبط بالعصب الثلاثي التوائم. ويستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي لاستبعاد الأسباب الأخرى مثل الأورام أو حالات التصلب المتعدد.
علاج ألم العصب الثلاثي التوائم
هناك عدة خيارات لعلاج ألم العصب الثلاثي التوائم، وهي تشمل التالي:
العلاج الدوائي
تُعَدُّ الخطوة الأولى في العلاج هي العلاج الدوائي، حيث يتوافر دواء أثبت فاعليته في تخفيف الألم لدى كثير من المرضى.
هناك أدوية أخرى قد تُستخدم أيضاً في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الأول. ولكن لا تخلو هذه الأدوية من آثار جانبية، مثل الدوخة والنعاس، وقد يفقد بعضها فاعليته مع الوقت؛ ما يدفع الأطباء للبحث عن حلول بديلة.
الحقن الموضعية أو البوتوكس
ويُعد هذا الاختيار من العلاجات الشائعة في حالة ألم العصب الثلاثي التوائم و تعطي نتائج واعدة لدى بعض المرضى، خصوصاً في حال تكرار النوبات.
العلاج الإشعاعي
تقنية غير جراحية تستهدف العصب بدقة بالغة لتقليل نشاطه، وتتم من خلال عدة جلسات يحددها الطبيب وفقاً للحالة ومدى استجابتها.
العمليات الجراحية
مثل ضغط العصب بالبالون أو كي الألياف العصبية بالتردد الحراري أو حقن الجليسرول.
إزالة الضغط الوعائي
تخضع لمسمى العلاج الجراحي أيضاً، لكنها تتميز بأنها الأكثر نجاحاً على المدى الطويل، وتُعتبر الخيار المثالي لمن يعانون من ضغط وعائي واضح.
الآثار النفسية لألم العصب الثلاثي التوائم
تأثير هذا المرض لا يقتصر على الجانب الجسدي فقط. كثير من المرضى يعانون من القلق الدائم والتوتر نتيجة الخوف من عودة الألم فجأة. بعضهم يفضل العزلة ويقلل من أنشطته اليومية بسبب الإحراج أو الألم المحتمل؛ ما ينعكس على صحته النفسية والاجتماعية.
لذلك؛، يوصي الخبراء بدمج الدعم النفسي ضمن خطة العلاج. من المفيد أيضاً الانضمام إلى مجموعات دعم حيث يمكن للمرضى تبادل الخبرات، وهو ما يساعد على التكيُّف نفسياً ومعرفياً مع المرض.
ألم العصب الثلاثي التوائم ليس مجرد “ألم في الوجه”، بل هو اضطراب عصبي معقد قد يؤثر بعمق في نوعية حياة المصاب، لكن مع التشخيص الدقيق والعلاج المناسب، سواء بالأدوية أو بالتدخل الجراحي، يمكن للمصابين أن يستعيدوا جودة حياتهم ويعيشوا من دون ألم منهك.
* ملاحظة من 'سيِّدتي': قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.