لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ١٣ حزيران ٢٠٢٥
اضطراب ما بعد الصدمة أو كما يعرف اختصارا بـ PTSD هو حالة نفسية معقدة تحدث نتيجة التعرض لحادث مروع أو موقف صادم يتخطى قدرة الشخص على التحمل.
يمكن أن يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على الحياة اليومية بشكل كبير، مما يجعل فهم أسبابه، أعراضه، وطرق علاجه أمرا ضروريا. وتشير الدراسات إلى أن هذا الاضطراب يمكن أن يصيب الأشخاص من جميع الفئات العمرية والخلفيات.
ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟
اضطراب ما بعد الصدمة هو اضطراب نفسي يتطور بعد تعرض الشخص لتجربة مؤلمة أو حادث يهدد حياته أو حياة الآخرين، مثل الحروب، الكوارث الطبيعية، الاعتداءات الجسدية أو الجنسية، أو حوادث السير.
يعد التعرض لهذه الأحداث السبب الرئيسي وراء هذا الاضطراب، لكنه لا يظهر عند الجميع بنفس الدرجة، إذ تتفاوت شدته بناء على عوامل شخصية وبيئية.
تعريف علمي
يصنف اضطراب ما بعد الصدمة كاضطراب نفسي ضمن دليل التشخيص والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، حيث يركز التعريف على إصابة الفرد بأعراض نفسية وجسدية طويلة الأمد نتيجة الحدث الصادم. يتميز الاضطراب بظهور مجموعة من الأعراض التي تؤثر على التفكير، السلوك، والعاطفة.
أنواع اضطراب ما بعد الصدمة
اضطراب ما بعد الصدمة ليس نوعا واحدا فقط، بل يمكن تقسيمه إلى عدة أنواع وفقا لطبيعة الأعراض ومدة استمرارها. فهم هذه الأنواع يساعد المرضى والمختصين في تحديد العلاج الأنسب لكل حالة.
اضطراب ما بعد الصدمة الحاد
يحدث الاضطراب الحاد خلال فترة قصيرة تبدأ بعد الحادث الصادم مباشرة ولا تتجاوز شهرا. الأعراض تكون شديدة في البداية، لكن مع التدخل المبكر يمكن تقليل مدة تأثيرها. يعتبر هذا النوع أكثر قابلية للعلاج مقارنة بالأنواع الأخرى.
اضطراب ما بعد الصدمة المزمن
يستمر هذا النوع لفترات طويلة تتجاوز عدة أشهر، وربما سنوات. يعاني فيه المريض من أعراض مستمرة تتداخل مع حياته اليومية مثل الكوابيس المستمرة وصعوبة النوم. يمكن أن يؤدي عدم علاج هذا النوع إلى تفاقم الحالة النفسية والبدنية.
اضطراب ما بعد الصدمة المعقد
يتطور اضطراب ما بعد الصدمة المعقد نتيجة تعرض الشخص لسلسلة متكررة من التجارب الصادمة، كما هو الحال لدى الأشخاص الذين تعرضوا للعنف المنزلي أو العمالة القسرية. أعراضه شديدة وتشمل إحساسا دائما بالخوف وعدم الأمان.
أسباب اضطراب ما بعد الصدمة
الأسباب وراء اضطراب ما بعد الصدمة متعددة ومعقدة، وتتراوح بين تجارب حياتية مروعة وعوامل شخصية تلعب دورا في القابلية للإصابة بالاضطراب. فيما يلي نستعرض ما هي أسباب اضطراب ما بعد الصدمة؟
التعرض للأحداث الصادمة
التعرض لكوارث طبيعية مثل الزلازل أو الفيضانات، أو الحوادث المفاجئة مثل حوادث السير، يعد من الأسباب الأولية لاضطراب ما بعد الصدمة. الأشخاص الذين يعيشون في مناطق تعاني من الحروب أو الجرائم العنيفة غالبا ما يكونون عرضة للاضطراب.
العوامل البيولوجية والنفسية
تشير الأبحاث إلى أن بعض الأشخاص يمتلكون قابلية جينية أعلى لتطوير اضطراب ما بعد الصدمة. كما تؤدي تراكمات التجارب الحياتية السلبية وقلة الدعم الاجتماعي إلى زيادة احتمال الإصابة.
تجارب الطفولة
يرتبط اضطراب ما بعد الصدمة بشكل وثيق بتجارب الطفولة العنيفة أو المهملة، مثل الإيذاء الجسدي أو العاطفي. أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين عانوا من هذه التجارب يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية في وقت لاحق.
ما هي أعراض اضطراب ما بعد الصدمة؟
تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة على ثلاثة مستويات: نفسية، جسدية، وسلوكية. تختلف الأعراض من شخص لآخر، لكنها تؤثر جميعها على جودة حياة الشخص المصاب.
الأعراض النفسية
التفكير المتكرر في الحدث الصادم.
الشعور بالخوف والقلق الدائم.
انعدام الرغبة في الحياة.
الأعراض الجسدية
الأرق وصعوبة النوم.
التعرق المفرط والإرهاق.
تسارع ضربات القلب.
الأعراض السلوكية
الانسحاب الاجتماعي.
نوبات الغضب أو العدوانية.
تجنب الأماكن أو الأشخاص المرتبطة بالحادث.
علاج اضطراب ما بعد الصدمة
يعتبر علاج اضطراب ما بعد الصدمة أمرا ضروريا لتحسين جودة حياة المصاب. يمكن أن تكون عملية العلاج طويلة ومعقدة، لكنها تحقق نجاحا ملحوظا عند اتباع أساليب علاجية مناسبة.
العلاج النفسي
يتضمن العلاج النفسي أساليب مثل العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد المرضى على إدارة الأفكار السلبية، وعلاج التعرض الذي يمكن الشخص من مواجهة مخاوفه تدريجيا. تعتبر هذه الأنواع فعالة في تقليل حدة الأعراض.
العلاج الدوائي
تستخدم الأدوية مثل مضادات الاكتئاب والمهدئات لتخفيف الأعراض الجسدية والنفسية المصاحبة للاضطراب. هذه الأدوية تستخدم جنبا إلى جنب مع العلاج النفسي لتحقيق أفضل النتائج.
الدعم الاجتماعي
للدعم الاجتماعي دور كبير في تسريع عملية الشفاء. يمكن للأصدقاء والعائلة مساعدة الشخص المصاب من خلال التواجد بجانبه وتقديم الدعم العاطفي. بالإضافة، ينصح بالمشاركة في مجموعات دعم حيث يمكن للأفراد مشاركة تجاربهم وتلقي النصائح.
كم تدوم مدة الصدمة النفسية؟
تختلف مدة الصدمة النفسية من شخص لآخر بناء على عدة عوامل مثل شدة الحدث الصادم، الدعم الاجتماعي المتوفر، وطبيعة العلاج المقدم. تشير الأبحاث إلى أن الأعراض قد تستمر من بضعة أسابيع إلى عدة سنوات إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح.
العوامل المؤثرة على مدة التعافي
العمر والجنس يلعبان دورا في مدى سرعة الشفاء، بالإضافة إلى وجود تاريخ من الاضطرابات النفسية قد يزيد من صعوبة التغلب على اضطراب ما بعد الصدمة. التدريب على استراتيجيات التعامل مع الضغط يمكن أن يقلل من فترة الاضطراب.
أهمية العلاج المبكر
التدخل المبكر في علاج اضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن يقلل من مدة تأثيره، ويوفر للمريض فرصة أفضل للعودة إلى حياته الطبيعية. برامج العلاج المكثف تظهر نتائج إيجابية حيث تتقلص فترة الأعراض بشكل ملحوظ.
هل يمكن الوقاية من اضطراب ما بعد الصدمة؟
على الرغم من أنه قد يكون من المستحيل تجنب التعرض للأحداث الصادمة في الحياة، إلا أن هناك خطوات يمكن اتخاذها من أجل الوقاية من اضطراب ما بعد الصدمة. الوقاية تعتمد بشكل كبير على التقييم المبكر والدعم المناسب.
تعزيز الدعم النفسي
يمكن لتلقي دعم نفسي مبكر وتقنيات التأقلم مع التوتر أن تقلل من احتمالية تطور اضطراب ما بعد الصدمة. الأشخاص الذين يعبرون عن مشاعرهم ويتلقون دعمًا اجتماعيًا بعد التجربة الصادمة يكونون أكثر قدرة على التعافي.
تعليم الاستراتيجيات الوقائية
تعليم مهارات التعامل مع الإجهاد وتطوير مهارات العناية الذاتية يمكن أن يساعد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالاضطراب. هذا يشمل تعلم تقنيات التنفس العميق وممارسة التأمل لتحسين الصحة النفسية.
أهمية الوعي المجتمعي
رفع مستوى الوعي حول اضطراب ما بعد الصدمة في المجتمع يمكن أن يسهم في تقليل وصمة العار وزيادة عدد الأشخاص الذين يبحثون عن المساعدة. الحملات التوعوية وبرامج الدعم تساعد في الوقاية المبكرة وتقليل معدلات الإصابة.