اخبار ليبيا
موقع كل يوم -الحرة
نشر بتاريخ: ٨ أيار ٢٠٢١
وقال التقرير إن ميليشيا الكانيات، قتلت المئات بمختلف الطرق، سواء بإطلاق النار عدة مرات من مسافة قريبة، فيما كان الضحايا مكبلو اليدين والقدمين، وفي كثير من الأحيان معصوبي الأعين.
وأضافت الصحيفة أن ميليشيا الكاني لم يوقفها أحد في ذلك الوقت من أطراف الصراع الليبي، سواء كان المشير خليفة حفتر في الشرق، أو قوات حكومة الوفاق الليبية في غرب البلاد، أو حتى الأمم المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن التقارير عن جرائم هذه الميليشيا بدأت في الظهور في بداية عام 2017، حيث كانت الكانيات معروفة في ذلك الوقت للسلطات الحاكمة، والمشرعين الليبيين، والأمم المتحدة، وآخرين.
ولكن فقط في الأشهر الأخيرة، ومع الكشف عن المقابر الجماعية، أصبحت الأبعاد الكاملة لفظائع ميليشيا كانيات واضحة. فكل أسبوع تقريبا، يتم الكشف عن جثث متحللة في مزرعة 'هارودا' التي تبلغ مساحتها ثمانية فدادين، ما يزيد من احتمالية تورط ميليشيا كاني وإخوانه، وميليشيا أخرى أنشأوها، في جرائم حرب في منطقة ترهونة.
وقال رئيس لجنة المقابر الجماعية في دائرة الطب الشرعي بوزارة العدل الليبية، الياس الحمروني، إنه تم انتشال 120 جثة حتى الآن، فيما تمتلئ المقابر بجثث أشخاص تم دفنهم حديثا بعد عام أو أكثر من اختفائهم.
كما أوضح رئيس الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين في ليبيا، كمال أبو بكر، إن هذه هي المرة الأولى التي تستطيع فيها وكالته العثور على مقابر جماعية فيها نساء وأطفال.
وقال أبو بكر، 'إنه أمر غريب أيضا، أن يفقد الكثير من الناس من نفس المدينة. في ثقافتنا، لا نقوم بتعذيب أفراد العائلة أو الجيران أو الأشخاص من نفس المجتمع. ما رأيناه في ترهونة، لا يمكن إلا أن يطلق عليه مجزرة'.
وأوضح فريق التنقيب عن الجثث، إنه تم العثور على نحو 17 مقبرة جماعية أخرى حول المدينة. وقد تم إبلاغ أكثر من 350 عائلة عن العثور على جثث ذويهم المفقودين في هذه المقابر.
ومن بين الجثث التي تم العثور عليها، كان عبد العلي الفالوس وثلاثة من أبنائه، والذين اختطفوا العام الماضي، ولم يعرف لهم أثر منذ ذلك الوقت، إلى أن تم العثور عليهم موتى في تلك المقابر.
وأوضحت الصحيفة أنه تم فصل أولاد الفالوس عن أبيهم، قبل أن يقتلوا جميعا، حيث اصطحب محمد الكاني أولاد الفالوس الأربعة إلى بيته. ثم أمر الأولاد الذين تبلغ أعمارهم (16,15,10,8) بالاصطفاف في حديقة المنزل. ثم فتح مسلحون النار عليهم، حيث قتل ثلاثة باستثناء الطفل الأصغر.
وقال معاذ الفالوس، الذي أصبح في عمر التاسعة الآن، 'لقد رأيت إخوتي وهم يسقطون أرضا.. وبدأت حينها في البكاء'.
يذكر أن الولايات المتحدة كانت قد فرض في نوفمبر الماضي، عقوبات على الكاني وميليشياته، التي نشطت في ترهونة، قبل أن تسيطر عليها حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، في يونيو الماضي.
والعقوبات التي أعلنت عنها وزارة الخزانة الأميركية في بيان رسمي تخص ميليشيا 'الكانيات'، وزعيمها، محمد الكاني. وتتهمها الولايات المتحدة، بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في المدينة القريبة من طرابلس.
وقال البيان إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية 'أوفاك' التابع للوزارة اتخذ إجراءات ضد الكاني وجماعته، لمسؤوليتهما عن 'قتل مدنيين تم اكتشافهم مؤخرا في العديد من المقابر الجماعية في ترهونة، فضلا عن التعذيب والاختفاء القسري وتشريد المدنيين'.
وانقسمت ليبيا منذ 2014 بين حكومة معترف بها دوليا، تسيطر على العاصمة طرابلس والشمال الغربي، وقوات يقودها القائد العسكري، خليفة حفتر، في بنغازي تسيطر على الشرق.
وبعدما شنت قوات حفتر، في أبريل 2019، هجوما للسيطرة على طرابلس، تمكنت قوات حكومة الوفاق من استعادة السيطرة على كامل غرب ليبيا، ودفعت بقواته إلى التراجع إلى سرت، التي تبعد 450 كيلومترا شرق طرابلس.