×



klyoum.com
libya
ليبيا  ٢٦ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
libya
ليبيا  ٢٦ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار ليبيا

»ثقافة وفن» بوابة الوسط»

3- جنقي المأخوذ برفاقه

بوابة الوسط
times

نشر بتاريخ:  الأحد ٢٠ حزيران ٢٠٢١ - ٠٩:٤١

3- جنقي المأخوذ برفاقه

3- جنقي المأخوذ برفاقه

اخبار ليبيا

موقع كل يوم -

بوابة الوسط


نشر بتاريخ:  ٢٠ حزيران ٢٠٢١ 

3- (جنقي المأخوذ برفاقه)

يحمل  في صدره جرابا معبأ بآلاف الحكايات

وسافر جنقي إلى بريطانيا، واستقر هناك أكثر من عام درس خلاله اللغة الإنجليزية، بعدما باع ما وفره خلال عمله الوظيفي، وباع سيارته «الوستمنستر» التي كان يعتز بها كثيرا، وانفتح على العالم الغربي ببهجته وانشراحه، ومتعة حرية الرأي، والإقامة والمعاملة الإنسانية. كان قد سافر من قبل إلى الدول الأوروبية ولكنها كانت زيارات قصيرة. أما المدة التي أقام خلالها ببريطانيا فهي التي تأثر بها كثيرا. خلال إقامته هناك مررت عليه خلال عودتي من نيويورك وبقيت معه أياما، ظل يطيلها بمختلف الحيل. هناك بدأت رؤيته للعالم أكثر وضوحا، فما كان يعرفه عن طبيعة الحياة في أوروبا، كان معظمه من رسائل صادق النيهوم، ثم فيما بعد من صديقه جلال الدغيلي، بعدما أصبح سفيرا لليبيا في ألمانيا. خلال إقامته في (بورمت، ثم بول) ببريطانيا، كتب مثلما ذكرنا مجموعة رسالة من بينها هذه الرسالة التي بعثها إلى صديقه عمر العفاس من بول في 2/8/ 1970:

«أخي عمر -العفاس-.. استلمت رسالتك هذا الصباح.

كان صباحا رائعا كلي الإشراق، وكان في إمكاني أن أشعر بقلب الله نفسه ينهمر فوق فروة جبيني عبر قطرات المطر الصباحية المبكرة، فليس ثمة ما يمنحني انعتاقا روحيا مذهلا، كسحابة ريشية، مثل أن أراك، وأشكو لك الفقر وسوء الطالع، وأن أربت على ذلك الصحن الأبيض المحمول فوق رأسك، أعني (الصلعة)!!

وعلى أي حال، أنا مبتهج للغاية لوصولك إلى لندن، فهذا يعني أنني سأراك، وأنني سأبتسم بصدق لأول مرة منذ وصولي إلى هنا، وسأضحك إلى أن أستلقي على قفاي، فحاول أن تضع تميم العزيز في حقيبتك وتصلا إليَّ في أقرب وقت ممكن، وأنا في انتظاركما منذ الآن.

أنا أحمل في صدري جرابا معبأ بآلاف الحكايات، والكلمات، الدافئة، وإني لأشعر الآن بتدفق هائل، وأزمع أن أدع كلماتي تهطل بغزارة فوق الورق، غير أنني سأكبح جماحها الآن، لكي لا تتأخر هذه الرسالة في الوصول إليك، ولكي لا تتأخرا أنتما معا عن الوصول إليَّ أيضا!!

أنا أسكن الآن، في بيت خارج (بورمث) بحوالي عشرة أميال، ورقم تليفونه (Parkstone 83208) فحاول أن تعلمني تليفونيا بموعد وصولكما (سأكون بالبيت من الخامسة والنصف إلى السابعة مساء كل يوم، أما من الساعة التاسعة صباحا إلى الثالثة تقريبا فسأكون عادة بالمدرسة، التي سأكتب لك عنوانها في الصفحة الأخيرة من هذه الورقة.

أنا في انتظاركما على أحر من (الإفلاس) وسوف أكون شاكرا وممتنا لو رأيتكما في أقرب فرصة، وإلى أن نلتقي إليكما كل ما أحمله من أشياء طيبة. أخوك خليفة».

لم يتغير أسلوب الفرح والبهجة إلا من بعد عودته من الدنمارك 

وبعدما عاد إلى بنغازي، طوقته الغربة، التي لم ينفك منها إلا عبر رفاقه، والسعي الحثيث نحو العمل في الخارج، فكانت سنوات صعبة جدا، وصلت حد الإقامة في الفندق الكبير، وبيت أسرته المحبة له على بعد أمتار، ولم يرتح ويستقر ويهدأ باله إلا بعد تعيينه بوزارة الخارجية ثم عمله في كوبنهاجن، ملحقا ثقافيا.

خلال الفترة، كانت له مراسلات عديدة سوف ننتقي بعضها.  منها هذه الرسالة، التي بعثها إلى أخيه مصطفى في القاهرة، فخلال إقامته هناك رحل إليه مرات، أثناءها تعرف على الكاتب الأديب زياد علي، وعلى الشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي وتعددت رحلاته إلى هناك. خلال هذه الفترة ستلاحظون تغيرا طفيفا في أسلوبه، بمعنى ثمة قليل من القلق والحزن ولكنه انقشع من بعد ذهابه إلى الدنمارك، ومن هناك بعث بضع رسائل سوف نتعرض لها لاحقا، ولم يتغير أسلوب الفرح والبهجة إلا من بعد عودته من الدنمارك إلى طرابلس بزوجة وأطفال كانوا سببا رئيسيا في عودته إلى بنغازي.

  بداية القلق

هذه الرسالة، على سبيل المثال،  كتبها إلى أخيه مصطفى من بنغازي يوم 30/1/1972، أي من بعد عودته من بريطانيا، وهي بداية قلق سوف يتضح لنا عندما نتناول، في الحلقة القادمة رسالتين واحدة بعثها إلى صديقه جلال الدغيلي والثانية إلى شاعر العراق الكبير صديقه عبدالوهاب البياتي. رسالة مصطفى تقول  :

«أخي مصطفى .. سلامي إليك..

وأرجو ألا تضطر هذه الرسالة إلى انتظارك في القاهرة، حتى تقوم الطائرة المصرية بتوصيلك إليها، أعني -لا سمح الله- ألا تصل قبلك إلى القاهرة، فإذا حدث هذا -لا قدر الله- فلا مناص من أن ترجع إلى بنغازي في إجازتك المقبلة على حمار! إنك -على الأقل- تستطيع أن تتحكم فيه، وأن تسيره وفق المواعيد التي تريدها بالضبط، دونما حاجة إلى حصولك على OK من أي نوع! أما بالنسبة إلى عمر العفاس، الذي أخلف موعده ووعده معك في توصيلك إلى المطار، فسوف أتكفل لك بنزع بقية فروة رأسه مثل أي (هندياني) حاقد، وإذا ما رجع إليكم، ورأيته أصلعَ تماما مثل بيضة، فلا تسأله عن السبب، اكتفِ أمامه بابتسامة رثاء ومجاملة..  

 أخي.. يا صديقي

أنا سأحدثك عن كل هذا بإفاضة كاملة في رسالة أخرى، وسوف أشرح لك كيف أعيش الآن في قاع البئر المليء بالأفاعي، البئر السحيق.. المعتم، الكريه الرائحة، والسمعة! فمعذرة مرة أخرى، دعني أحدثك عن شيء آخر:

حامل هذه الرسالة عبدالرحيم- يقصد عبدالرحيم زيو -  وأنت تعرفه جيدا، وتعرف أنه صديقي، ولكن ما لا تعرفه جيدا هو أن أرحيمه قد كان خير سند لي خلال تمزقي الرهيب في بنغازي، وقد قدم لي الكثير.. الكثير، الذي لا أتوقعه سوى منك، أو من أخيك ونيس فقط، وغمرني بوده، وإعزازه، واحترامه إلى حد أتمنى أن يكون في وسعى ذات يوم أن أمد إليه يد العون بطريقة ما. ولذلك أتوقع منك أن تفعل ذلك معه -بدلا مني خلال الأسبوع أو العشرة أيام التي سيقيمها بالقاهرة وأن تعتبره (جنقي) الذي يحبك كثيرا، والذي يعرف أنك ستضيء وجهه رغم أنه جعل إقامتك في بنغازي غير مبهجة جدا.

عش ألف سنة، ولتغمرك السعادة مثل المد، ودعني أسمع عنك -كالعادة- أخبارا طيبة. وشكرا، ألف شكرا. أخوك جنقي».

ونجد في رسالة لاحقة أخرى بعثها إليه بعد عودة ارحيمه (زيو) اختتمها بفقرة ودودة مضحكة يخبره أن: «الجميع بخير، وونيس (شقيقهما) غاضب -إلى حد الإضراب عن الطعام- لعدم مراسلتك له، فحاول أن تكتب له شيئا صغيرا (خاليا من المدح)، وبلغ الجميع سلامي، بما في ذلك سعد (رغم عزفه الرديء)! وأرجو أن أسمع عنك أخبارا جيدة! وكذلك بقية الأصحاب. عبدالرحيم وجميع الأصدقاء يهدونك السلام».

أنا أبحث الآن عن معنى لوجود

ويختتم رسالة أخرى إلى أخيه مصطفى أثناء دراسته في القاهرة قائلا:

«أخي الحبيب..

أنا أبحث الآن عن معنى لوجودي... وإنني لأشعر بأنني طفت كثيرا في أرض الله، وأنني ضعت طويلا مثل قطرة في النهر الكبير، دخلت كل الأقبية، وشربت كفايتي من كل شيء، ودخنت حتى احترق قلبي، وبذرت نقودي في صحارى الملح، ومارست حرفة الأشرعة عن طريق الكلمات، دون جدوى! ثم ماذا؟؟ لا شيء على الإطلاق! وهأنذا أقف في الساحة وحيدا من جديد، ممتلئا بكل مشاعر الصراع والعناد، والرغبة في الإبحار، مرة أخرى صوب مرافئ جديدة، مفعمة بالخير، والشعاع، والسلام!! وأنا أتوقع أمواجا ودودة مسعفة. نعم أتوقع ذلك، وعلى هذا أسير عبر أيامي هنا، رضاء حقيقي، وتطلعات طيبة، وإني لأتمنى لك الخير، وكل التوفيق عبر إصرارك النبيل، وكفاحك المذهل من أجل تحقيق أهدافك.

سلامي إليك، وتحياتي عبر كل شبر من هنا إلى هناك. تحياتي إلى فتحي، وسعد، وسليمان، وعمر، وتميم وبقية الأصدقاء الرائعين هنا، وسلامي إلى البياتي العظيم! أخوك جنقي».

ممارسة حرفة صناعة الأشرعة عن طريق الكلمات

- ويذيل الرسالة بعنوانه في بريطانيا. مضيفا كعادته، قادرا أم لا «إذا احتجت إلى أي شيء من هنا فأعلمني بذلك».

من الأصدقاء الذين ذكرهم عرفت سليمان (الشريف) وعمر (العفاس) وتميم (عصمان). أما الشيء الذي وقفت طويلا أمامه فهو بلاغته في اختيار صوره. كم هي بليغة: «مشاعر الصراع والعناد، والرغبة في الإبحار عبر الكلمات». و«ممارسة حرفة صناعة الأشرعة عن طريق الكلمات، وبذر نقوده في صحارى الملح، رائع وصف البذار في السبخة! أليس كذلك؟».

ولعله من المفيد أن أشير إلى أن هناك رسائل أخرى، وأيضا كروتا بريدية، بعثها إلى شقيقة ونيس، ولقد أوردت بعضا منها في كتابي «منابت الريح» ثم أعدت هذه الرسائل إلى صديقي ونيس، وعندما اتصلت به لاستعارتها لتضم إلى هذه الرسائل عرفت منه أنها ضاعت أيام تسلط الإرهاب وحرقه بيوت الناس، فكانت هذه الأوراق الثمينة مما فقدناه، ولكن أحمد الله أننا وثقنا بعضًا منها. سوف نتناول مزيدا من رسائله التي منها ما هو مقال متكامل يعكس بوضوح نفسيته خلال فترة دراسته ثم تغربه بعدها، وصولا إلى حيرته في بنغازي حتى التحاقه بالسلك الدبلوماسي الليبي.

أخر اخبار ليبيا:

السريري: الكثير من الوزارات لا حاجه لها في هذه الظروف الاستثنائية

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1639 days old | 363,204 libya News Articles | 1,929 Articles in Apr 2024 | 57 Articles Today | from 20 News Sources ~~ last update: 22 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



3- جنقي المأخوذ برفاقه - ly
3- جنقي المأخوذ برفاقه

منذ ٠ ثانية


اخبار ليبيا

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل