اخبار ليبيا
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
مراقبون يرون أنه من غير المعقول أن تقبل الدول الغربية بترشح وفوز ابن رئيس دفعت بأسطول لضرب نظامه
خلفت تصريحات عضو البرلمان الليبي ورئيس لجنة 6+6 (لجنة مشتركة بين مجلسي النواب والدولة والموكلة إليها وضع القوانين الانتخابية) جلال الدين الشويهدي، حول سعيه إلى إقصاء سيف الإسلام القذافي من الانتخابات الرئاسية التي كان من المزمع إجراؤها أواخر عام 2021، جدلاً في الشارع الليبي.
وكانت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أكدت بأن 'قوة قاهرة' حالت دون إتمام تلك الانتخابات.
وقال الشويهدي في تصريحات صحافية نقلتها وكالة الأنباء الليبية الرسمية (وال) إنه 'من المستحيل أن يقبل بسيف القذافي'، منوهاً بأنه 'من المفترض به عدم المشاركة في الانتخابات لأنه كان يرفض الديمقراطية ومؤمناً بأفكار أن التبديل تدجيل'.
تصريحات الشويهدي أثارت حفيظة الموالين للنظام السابق، إذ أكد محامي سيف الإسلام القذافي، خالد الزائدي أن 'هذه التصريحات لا معنى لها'، موضحاً أن رئيس لجنة (6+6) 'لا يملك هذا الحق، وعليه أن يحترم القانون وأحكام القضاء'، وتابع أنه كان الأجدر بالشويهدي أن 'يتحلى بالمسؤولية وضبط النفس، وألا يظهر كرهه علناً تجاه سيف الإسلام'.
وفي الإطار يقول المستشار السياسي الليبي إبراهيم لاصيفر إن قول الشويهدي بأنه حاول 'إقصاء سيف الإسلام القذافي من الانتخابات'، تصريح مبالغ فيه، فمن خطط لذلك هي المنظومة الدولية، وتحديداً المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وغيرها من دول حلف الناتو التي أسقطت نظام القذافي'، مؤكداً أنه 'من غير المعقول أن تقبل الدول الغربية المذكورة سلفاً بترشح وفوز ابن الرئيس السابق معمر القذافي، سيف الإسلام القذافي، وهي من دفعت بأسطول عسكري لضرب نظام والده'.
ويرجع لاصيفر، تعطل الانتخابات الرئاسية لعام 2021، والتي كان من المقرر أن يشارك فيها سيف الإسلام القذافي، إلى خوف المملكة المتحدة وواشنطن من تمدد روسيا أكثر في ليبيا وأفريقيا في حال فوز سيف الإسلام الذي يتمتع بشعبية واسعة في ليبيا مقارنة ببقية المترشحين الذين عولت عليهم واشنطن، وهو أمر يتضارب والمصالح الأوروبية والأميركية في المنطقة الأفريقية التي تمددت فيها موسكو وبكين.
ويؤكد أنه لا يمكن أن تسمح واشنطن ولندن بعودة سيف الإسلام القذافي إلى السلطة أو أي شخص آخر يمثل نظام الرئيس السابق معمر القذافي على الأقل في الوقت الحالي، وذلك لأسباب عدة أولها ما سماه 'الكبرياء الدولي'، وثانيها أن 'سيف الإسلام شخصية غير عقلانية حيث سيركض لصناعة تحالفات جديدة تقوض المصالح الأوروبية والأميركية في المنطقة وسوف يمد ذراعه إلى أية دولة تعارض واشنطن ولندن'.
وينوه لاصيفر بأن 'ما تحمله ليبيا كدولة من الناحية الجيوسياسية سيجعل من موسكو وحليفتها بكين، هما من يتحكمان في المجتمع الدولي، وهو أمر سيقوض المنطقة بشكل عميق، ففي حال تمكن سيف، من تولي الحكم ستكون ليبيا بوابة روسيا والصين نحو أفريقيا'، موضحاً أن ما تمتلكه ليبيا من مخزون نفطي وغاز ستستغله روسيا للإضرار بأسعار الطاقة على المستوى العالمي.
يقول المستشار السياسي إن 'الموقع الجغرافي الذي تتمتع به ليبيا وبخاصة الإطلالة على البحر الأبيض المتوسط من الناحية الجنوبية التي توجد بها قاعدة الناتو، سيشكل خطراً على أوروبا وأميركا التي تعي جيداً أن سيف الإسلام القذافي في حال رجوعه إلى السلطة سيتحكم في هذه المفاتيح للإضرار بمصالح واشنطن وأوروبا'، موضحاً أن خوف المملكة المتحدة وواشنطن من وصول نجل القذافي للحكم مبرره أن الأخير لن يتحرك من البوابة الدبلوماسية إنما سيكون محركه الأول الثأر من واشنطن ودول الناتو التي أسقطت نظام والده، لذلك فإن الولايات المتحدة الأميركية لن تسمح بأي شكل كان بعودة سيف إلى السلطة خوفاً على مصالحها.
وعلاقة بأشكال التحالف الذي من الممكن أن يشكله سيف مع موسكو وبكين، يري لاصيفر أنه قد تكون عودة سيف للسلطة فرصة ثمينة تبحث عنها موسكو وبكين في محاولة منهم لإحياء حلف وارسو الذي أنشأه الاتحاد السوفياتي وبعض الدول المعادية للولايات المتحدة الأميركية في الخمسينيات، وكانت فيه الصين مراقبة لبعض اجتماعاته، وهو ما دفع إلى إنشاء حلف الناتو.
ويؤكد أن 'إمكانات ليبيا الجيوسياسية، أمر قد تستغله روسيا في حال صعود سيف الإسلام القذافي إلى السلطة بحيث تكون ليبيا منطقة مهمة يمكنها أن تعزل الهيمنة الأميركية، فبكين هي الأخرى تحاول تأمين طريق الحرير لفتح خط تجارة قريب جداً من ليبيا التي من المتوقع أن تسهم بشكل أو بآخر في دعم هذا الخط مما يعزز النفوذ الصيني في أفريقيا، وهو أمر يؤرق الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، فكل هذه العوامل يمكن أن تكون حافزاً قوياً لدى روسيا في حال رجوع سيف الإسلام القذافي للسلطة، بالمقابل ستكون ضربة قاضية للولايات المتحدة الأميركية وبقية دول أوروبا'.
المتخصص بالشأن الليبي سعد الدينالي يقول إنه 'من المنطقي جداً ألا تقبل دول كبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية التي تزعمت الحملة ضد نظام القذافي، بعودة ابنه من جديد على رأس الحكم في حال انتظمت انتخابات وفاز فيها سيف، الذي يعد رأس حربة تدفع به روسيا للحكم في ليبيا وتحاول بقدر الإمكان إفساح المجال له حتى يصبح لها موطئ قدم شرعي في ليبيا'.
ونوه الدينالي بأن 'الجميع سواء كان الغرب أو الليبيين يخشون عودة منظومة والده، ففي حال فوزه، ستعود نفس المنظومة الديكتاتورية السابقة بالتالي سترجع ليبيا إلى المربع الأول من عمليات الانتقام والإقصاء السياسي والجهوي'، مشيراً إلى أن 'وجود سيف يعني تغلغلاً لروسيا في ليبيا وفي أفريقيا على حساب أميركا وبريطانيا، وباعتبار روسيا خلفها بكين فمن العادي أن نرى حلفاً روسياً- صينياً'.
في عام 2023، أكد المبعوث الأميركي السابق إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، أن ما يتردد بخصوص وقوف الولايات المتحدة ضد ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات، غير صحيح، مشدداً على أن واشنطن مع إرادة الليبيين الذين يقررون من يجب أن يترشح من عدمه.



























