تقرير ميداني يتابع معاناة محمية الشعافين في مسلاتة

ليبيا- تطرق تقرير ميداني نشرته وكالة أنباء 'فرانس برس' للصعوبات التي تواجهها محمية 'الشعافين' الطبيعية الواقعة في إطار مدينة مسلاتة.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أشار إلى أن هذه المحمية التي أدرجتها 'يونسكو' ضمن شبكتها لمحميات المحيط الحيوي تحولت إبان عهد العقيد الراحل القذافي إلى منطقة للتنوع الإحيائي فيما تواجه حاليا تهديدات عدة تبعات بسبب التغير المناخي والأنشطة البشرية.

وتابع التقرير إن هذا التنوع يواجه تحديات طبيعية تتمثل في الجفاف والحرائق وأخرى بشرية مرتبطة بإزالة الغابات والزحف العمراني ما يجعل المحمية على الدوام في مرمى التهديد ناقلا عن الجمعية الليبية للأحياء البرية وجهة نظرها بالخصوص.

ووفقا للجمعية فإن تغيرات المناخ المستمرة وما رافقها من ندرة سقوط الأمطار وموجات الجفاف في فصل الصيف الطويل، جعلت المحمية عرضة بشكل متواصل للحرائق طيلة السنوات الماضية فضلا عن تفاقم الوضع بسبب قطع الأشجار والتوسع العمراني.

وأعربت الجمعية عن أملها في إدراج 'يونسكو' المحمية ضمن شبكتها لحماية مواقع محميات المحيط الحيوي فيما بين التقرير أن المحمية تمتد على مسافة تتجاوز بقليل الـ83 ألف هكتار وتمثل موطنا لمجموعة متنوعة من الأصناف النادرة والمهددة بالانقراض بحسب 'يونسكو'.

وتابع التقرير إن 'الشعافين' تضم أكثر من 350 نوعا نباتيا بينها أجناس نادرة تستخدم في الصناعات التجميلية والعطرية إضافة إلى أكثر من 20 نوعا من الطيور والحيوانات بعضها مهدد بالانقراض فيما يعيش في محيطها نحو 65 الف شخص.

وبين التقرير إن ليبيا صنفت 'الشعافين' محمية طبيعية في العام 1978 فيما لم تتمكن الحكومات الضعيفة والمنقسمة المتعاقبة بعد العام 2011 من توفير حماية كافية للمحميات الطبيعية الـ9 في البلاد التي تواجه تهديدات متنامية جراء الأنشطة البشرية.

ووفقا للجمعية توجد مبادرات كثيرة غير حكومية لصون المحميات الطبيعية في البلاد من بينها إطلاق 36 سلحفاة من النوع المهدد بالانقراض نحو محمية الشعافين إضافة لحملات ري الأشجار بشكل تطوعي في أوقات مختلفة من العام.

وأضافت الجمعية إن الهدف من حملات الري هذه هو المحافظة قدر الإمكان على الغطاء النباتي من آثار موجات الجفاف التي تهاجم المحمية بسبب المصدر المائي البعيد عنها ما يحتم الاستعانة بعدد من المتطوعين وإطلاق حملات ري وتشجير جديدة تحتاج لرعاية مستمرة.

ووفقا للتقرير تسبب الجفاف في نفوق عدد من الحيوانات الزاحفة وبعضها مهدد بالانقراض على غرار الضبع المخطط والسلحفاة البرية وطائر الحباري فيما أتت الحرائق على الكثير من أشجار الغابات المعمرة العائدة إلى قرون مضت.

وبحسب التقرير فإن هذه التحديات التي تواجه محمية الشعافين الطبيعية لم تحل دون نجاح جهود خبراء ليبيين في الاستحصال على دعم من 'يونسكو' لإدراجها ضمن شبكة المنظمة لمحميات المحيط الحيوي وهو أول موقع ليبي ينضم إلى القائمة.

وبين التقرير إن إدراج الموقع ضمن هذه الشبكة يهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة وحماية النظم الإيكولوجية الأرضية والبحرية والساحلية إضافة إلى تشجيع جهود صون التنوع الحيوي وهو ما يمثل وفقا للخبراء بداية لمشروع حقيقي للمحافظة على واحدة من أهم المحميات الطبيعية.

وأكد الخبراء الذين قادوا عملية تقديم ملف ترشيح محمية 'الشعافين' للإدراج إن الموقع سيحظى بفضل ذلك باهتمام دولي من المنظمات المهتمة بالشأن البيئي والنباتي والحيواني وستقام فيه دراسات بهدف العمل على تطويره وتحسين الأوضاع الاقتصادية للسكان المحللين.

ونقل التقرير عن 'يونسكو' التي ضمت المحمية لشبكتها تأكيدها إن أكثرية السكان يكسبون قوتهم من السبل التقليدية للزراعة المستدامة إضافة إلى جمع الأخشاب وتربية النحل لافتة إلى أن المنطقة تشتهر بجودة زيتونها وزيتها.

وبحسب الخبراء ستدعم خطوة 'يونسكو' ظروف السكان المحللين بشكل مباشر أو غير مباشر وستسهم في جعل المحمية مثالا للمحيط الحيوي المتكامل الذي يقاوم التصحر ويوفر بيئة خضراء حيوية فيما لن يتوقف مشروع ضم المحميات لقائمة 'يونسكو'.

واختتم الخبراء بالقول  إن ليبيا ستقدم ملفين جديدين قريبا لموقع وادي الناقة شرق البلاد وجبال أكاكوس في الجنوب.

ترجمة المرصد – خاص