"نيويورك تايمز": هل يدير "أبو تيفاني" في ليبيا صفقات مثيرة للرأي العام الأمريكي؟!!

سلطت صحيفة 'نيويورك بوست' في تقرير لها الضوء على زيارة قام بها مؤخرا مسعد بولاس، والد صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ليبيا.

وقالت الصحيفة إن الزيارة تزامنت مع وجود تيفاني ترامب وزوجها مايكل بولاس على متن يخت فاخر في البحر المتوسط مملوك لتاجر نفط تركي يستفيد من إنتاج النفط الليبي.

وأشارت إلى أن مسعد بولاس سافر إلى ليبيا كمستشار شؤون إفريقيا لوزارة الخارجية الأمريكية، وتحدث أثناء وجوده مع مسؤولين حكوميين وتنفيذيين في قطاع الطاقة، لكن مناصبه الأخرى لم تكن أقل أهمية: فهو كذلك حما تيفاني ترامب، ابنة ترامب!

وقالت 'نيويورك تايمز' إن بعض المسؤولين الليبيين اتخذوا هذا الرابط العائلي على محمل الجد إلى حد أنهم أطلقوا عليه سريا لقب 'أبو تيفاني'، أي والد تيفاني باللغة العربية.

وظهر مسعد بولاس في صور وأعلن اتفاقيات لزيادة إنتاج ليبيا من النفط والغاز، بينما كانت تيفاني وزوجها مايك بولاوس يتنزهان على الريفييرا الفرنسية على متن أحد أكبر اليخوت الفاخرة في العالم، المملوك لوسيط كبير في تجارة النفط الليبي.

ويملك اليخت المليارديران إرجومنت بايغان وزوجته رويا بايغان. وتستفيد شركة الطاقة التابعة لرويا، (BGN International)، من أي زيادة في الإنتاج الليبي للمحروقات.

وبحسب الصحيفة، يعد مسعد بولاس الوجه الدبلوماسي لإدارة ترامب في إفريقيا، في استراتيجية تولي الأولوية لعقد الصفقات التجارية على الاتفاقيات الدولية والترويج للديمقراطية. وتواجد ابنه مع زوجته ابنة ترامب على يخت يملكه أولئك التنفيذيون الدوليون يظهر مدى صعوبة التفريق بين مصالح الحكومة ومصالح عائلة ترامب.

وأعرب دبلوماسيون مهنيون وحلفاء أمريكيون وحتى بعض أعضاء الدائرة المقربة من ترامب عن قلقهم من أسلوب دبلوماسيته، الذي في بعض الأحيان يتسم بالحرية العالية، في لبنان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وغيرها من الأماكن.

وبحسب 'نيويورك تايمز'، أكد مسؤولون أمريكيون أن بولاس تسبب بتوترات دبلوماسية في مناطق سياسية حساسة. وقد نصحه بعض كبار المسؤولين بالبقاء ضمن حدود مهامه، ومع الانتباه إلى المظهر العام لمزج المصالح العائلية مع الدبلوماسية، خصوصا مع حديث مايكل بولاس بأنه يسعى لصفقات تجارية في إفريقيا.

ولا يشغل مايكل بولاس وتيفاني ترامب مناصب عامة. لكن بعد أسابيع من النزول عن اليخت، وصلا على متن 'Air Force One' أثناء زيارة رسمية لترامب إلى بريطانيا، وكانا من بين كبار الشخصيات الأمريكية في قصر وندسور يوم الأربعاء. وجلس مايكل إلى جانب الأميرة كاثرين أميرة ويلز خلال عشاء الدولة.

ولا توجد بالضرورة مخالفات قانونية في أن تسافر عائلة دبلوماسي على يخوت مملوكة لأشخاص قد يستفيدون من السياسة الخارجية الأمريكية. لكن ترامب انتقد لسنوات هانتر بايدن، ابن سلفه، متهما إياه بالاستفادة من قربه من السلطة. وعند عودته إلى البيت الأبيض، دخل ترامب وعائلته وأبناء بعض كبار مستشاريه في أعمال مع حكومات وشركات أجنبية كانت موضوعا لدبلوماسية أمريكية.

وأشارت الصحيفة الأمريكية أن مسعد بولاس رفض الإجابة عن أسئلة بشأن الرحلة على اليخت. كما رفض المتحدث باسم مايكل بولاس وتيفاني ترامب التعليق، واصفا الرحلة بأنها 'إجازة شخصية وخاصة'.

من جهتها، رفضت وزارة الخارجية الأمريكية الإدلاء برأي حول ما إذا كان كبار المسؤولين على علم بالرحلة، لكن صدرت سلسلة من التصريحات من دبلوماسيين أمريكيين يثنون على جهود مسعد بولاس في إفريقيا. ورفض بولاس التحدث عن عطلة البحر الأبيض المتوسط، لكنه دافع عن سجله وقال إنه يعمل من أجل السلام والازدهار في إفريقيا.

المصدر: نيويورك تايمز