اخبار ليبيا
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
على طريق مراد مسعود شرق ليبيا، بين المرج والبيضاء، تختار مجموعة من الشباب الليبيين أن تعيد إلى الحياة مشهدا من ذاكرة الأرياف القديمة: خبز التنور برائحته الدافئة ونكهته الأصيلة.
يقف هؤلاء الشباب أمام أفرانهم الطينية، يعجنون بأيديهم الطحين والماء والملح والخميرة، ثم يضعون العجين في التنور المشتعل بهدوء، لتخرج الأرغفة ذهبية طرية تعبق منها رائحة البيت الليبي القديم.
ولم يتوقف شغفهم عند الخبز، بل جعلوا من المكان ركنا نابضا بالحياة؛ حيث يعرضون منتجات محلية طبيعية من صنع أيديهم، من الزبد والألبان والأجبان إلى العسل والشاي، ما جعل الطريق محطة محببة للمسافرين والزوار الباحثين عن الطعم الأصيل.
رصد فريق RT هذه المشاهد اليومية التي تجمع بين العمل والتراث والفرح، فالتقط صورا لابتسامات الزبائن وحرارة التنور التي تتحدى برودة الرياح الجبلية.
وهكذا، تحول هذا الركن البسيط إلى علامة مضيئة في شرق ليبيا، تحكي قصة شبان قرروا أن يصنعوا رزقهم بعرقهم، وأن يقدموا من رماد التنور دفئا يعيد للحياة نكهتها، وينسجوا حكاية جيل يزرع الأمل من الطين والنار.
يعد خبز التنور في ليبيا من أقدم مظاهر التراث الغذائي، ويحضر من القمح أو الشعير، ويخبز داخل تنور طيني يسخن بالحطب، وهذه الطريقة، المتوارثة منذ قرون تمنح الخبز طعما مميزا ولونا ذهبيا لا يضاهيه خبز المخابز الحديثة.
وتحرص الأجيال الجديدة في ليبيا، على إتقان تراث أجدادهم كجزء من الهوية التراثية.
وأصبحت هذه المشاريع الصغيرة على الطرقات السريعة رمزا لروح المبادرة بين الشباب الليبي، ووسيلة للحفاظ على التراث الشعبي في مواجهة موجة الحداثة السريعة. فبينما يهرب كثيرون من المهن التقليدية، اختار هؤلاء العودة إلى الجذور، ليثبتوا أن البساطة ما زالت قادرة على صنع الرزق والفرح معا.
المصدر: RT



























