اخبار العراق
موقع كل يوم -قناه السومرية العراقية
نشر بتاريخ: ٢١ أيار ٢٠٢٥
السومرية نيوز-سياسة يبدو أن قصة إزالة التجاوزات في البصرة، تحولت الى مركب بين من يقفز منه ومن يتشبث بدفته، لكن تداعياتها كشفت عن اختلال بخارطة سياسية انتخابية كانت متوقعة طوال الأشهر الماضية، والمتعلقة بتحالف محتمل بين محافظ البصرة والسوداني.
طوال الأشهر الماضية، وقبل ان تتضح خارطة التحالفات الانتخابية كان الحديث يدور حول تحالف محتمل بين محافظي البصرة وكربلاء وواسط وبين السوداني في قائمته الانتخابية، ليتعزز الاعتقاد بصورة في اب 2024 أظهرت السوداني والخطابي والمياحي والعيداني، وقرأت الصورة على انها تحالف مستقبلي.
وبقي هذا الاعتقاد طويلا، ورغم اتضاح وانفضاض بعض الجهات السياسية عن التحالف مع السوداني مثل حركة بدر بزعامة هادي العامري، لكن الصورة لم تكن واضحة بعد فيما يتعلق بالمحافظين والمعلومات المتداولة عن إمكانية تحالفهم مع السوداني.
لكن ما حصل في منطقة خور الزبير، من حادثة إزالة التجاوزات وما رافقها من ردود فعل سياسية وشعبية عارمة تسببت على ما يبدو بكشف النار الذي تحت الرماد، حيث كانت الحادثة بمثابة اعلان رسمي للفراق بين العيداني والسوداني بعد اشهر من المعلومات غير الموثقة رسميًا عن احتمالية التحالف.
وفي مرحلة إنسانية وانتخابية حرجة أيضا، كان لا بد من الجميع ان يتحرك، ليصدر توجيه من مكتب رئيس الوزراء بإيقاف إزالة التجاوزات في البصرة لحين إيجاد بديل، لكن العيداني رد ببيان وصفه مراقبون بأنه 'لا يليق ان يتوجه الى رئيس الحكومة'، حيث قال العيداني انه 'ليس موظفا لدى الحكومة'.
وفي خضم ذلك، صدر اعلان رسمي عن خارطة الائتلاف الانتخابي للسوداني والذي جاء خاليًا من العيداني، حيث ان الإعلان عن الائتلاف والقائمة الانتخابية للسوداني في هذه المرحلة وبسرعة وقبل اشهر من موعد الانتخابات، يبدو أنه محاولة للقفز من مركب العيداني الذي بات يغرق على صعيد العراق، بغض النظر عن إمكانية بقائه راسيا في البصرة.
ومن بين المحافظين الثلاثة، لم يأتي في قائمة ائتلاف السوداني سوى محافظ كربلاء نصيف الخطابي، وغاب عنها العيداني والمياحي، وعلى ما يبدو أن ائتلاف السوداني تسرع بإعلان الائتلاف للتبرؤ من العيداني والموج المتصادم الذي يجري في البصرة والعراق بالضد من الإرادة الشعبية.
إصرار العيداني على إزالة التجاوزات وعدم انسجامه مع المطالبات الحكومية والشعبية بضرورة التأني وإيجاد البديل قبل الحملة الشرسة للازالة، تنبئ بأن العيداني يراهن على مستقبل سياسي محلي وضيّق ووسط فئات محددة في البصرة، ولا يتطلع الى ان يكون مشروعا سياسيا عابرا لحدود المحافظات او على الصعيد الوطني، فالإصرار والسير عكس الرغبة الشعبية العارمة وطنيا، تثبت انه يراهن على تأييد فئات محددة داخل محافظة البصرة فقط، وهو ما يعني اعترافا بالمحلية وعدم إمكانية المنافسة سياسيا في الفضاء الوطني العابر لحدود المحافظات.
if(deviceType == 'Mobile'){ var MPU1 = document.createElement('div'); MPU1.id = 'MPU1' var currentScript = document.querySelector('#mpu1mobile_script'); currentScript.parentNode.insertBefore(MPU1, currentScript.nextSibling); }