اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢٠ أيلول ٢٠٢٥
20 شتنبر، 2025
بغداد/المسلة: تحليل واقع العراق السياسي منذ 2006 حتى اليوم يكشف أن الولاية الثانية لرئيس الوزراء ليست مجرد استحقاق دستوري، بل ساحة صراع معقدة على النفوذ والمكونات والولاءات داخل الطبقة السياسية الشيعية والمجتمع العراقي ككل.
وبدأت هذه الديناميكية مع نوري المالكي الذي حصل على ولايتين متتاليتين، وعكست ولايته الثانية اضطرابات سياسية حادة وعلاقات متوترة مع الأحزاب السنية والكردية، قبل أن تتصاعد التحديات الأمنية مع اجتياح تنظيم داعش لثلث مساحة البلاد، ما أضاف بعداً أمنياً حاسماً للقرار السياسي.
وتؤثر الأبعاد السياسية على الموازين الداخلية للشيعة، حيث يفرض العرف السياسي بعد 2003 توزيع المناصب السيادية وفق قاعدة المحاصصة الطائفية، لكن هذا العرف لم يمنع الصراعات بين الزعامات الشيعية نفسها، خصوصاً حين يحاول أحد القادة تأمين ولاية ثانية.
وظهر ذلك بوضوح مع رفض التيار الصدري وبعض قيادات حزب الدعوة للمالكي بعد ولايته الثانية، ما أبرز أن الولاء الحزبي وأجندة التحالفات أكثر تأثيراً من الفضل التاريخي أو الإنجازات السابقة.
وواجه خلفاؤه، بدءاً من حيدر العبادي، تحديات متعددة، حيث تزامنت حملات مكافحة الفساد مع مطالب شعبية مستمرة للإصلاح وتحسين الخدمات العامة، ما أضعف أي محاولة للتمديد السياسي.
وبرزت غلطة العبادي بعدم التعامل بصرامة مع الفاسدين، فيما كان عادل عبد المهدي مكشوفاً أمام موجة احتجاجات أكتوبر 2019 التي شكلت اختباراً نادراً للنظام الشيعي المهيمن، ما أدى إلى فقدانه أي فرصة للولاية الثانية رغم التجربة الحكومية والخبرة السياسية الطويلة.
وبرزت تجربة مصطفى الكاظمي لتوضيح أن الخيار الاضطراري لرئيس حكومة قد يكون مؤقتاً، حيث جاءت ولايته في سياق رفض قادة الأحزاب لشخصيات أخرى، ولم يكن بمقدوره كسر الفصائل المسلحة أو التأثير على التحالفات المتشابكة، ما أبرز هشاشة النظام السياسي أمام الضغوط الداخلية والخارجية.
ويدخل محمد شياع السوداني المشهد في مرحلة حساسة، معتمداً على ملف الخدمات وكسب الدعم الشعبي، لكنه يواجه معركة سياسية غير مسبوقة ضمن تحالف «الإطار التنسيقي»، حيث يؤكد المالكي أن السيطرة على المقاعد النيابية لا تكفل الحصول على المنصب التنفيذي.
ويدل هذا على استمرار منطق الصراع على الولاية الثانية كمعركة نفوذ واستحقاق سياسي يتجاوز الإنجازات الفردية ويستند إلى التحالفات الداخلية والموازين الطائفية والمعايير الحزبية.
About Post Author
moh moh
See author's posts