الفنان احمد عبدالله لـ(المدى): الرسم العاشورائي هو نوع أحببته وعملت عليه

حاورته : ضحى عبدالرؤوف المل

سعي الفنان التشكيلي احمد عبدالله إلى السمو الذي يقود الريشة الفنية الى الاتحاد اللوني الصوفي في المشهد العاشورائي الذي يوجه الفكر نحو المنهج الروحي.

وهذا من شأنه أن يجذب جميع الأحاسيس، ويمنحها التعاطف الطبيعي للأشياء، وباندماج مع المعنى الإنساني. وهو ولد في جنوب لبنان من بلدة زوطر الشرقية عام 1968 احب الرسم منذ صغره احب الطبيعة والبيوت العتيقة والتراث والبيئة القروية. كما أحب أن يطور فنه فدرس الرسم عام 1987 في إيران عند مجموعة أستاذة. تتميز أعماله بطابع فني خاص ممزوج بين عدة مدارس فنية.

عمل في مجال الإعلام المقاوم وأخذت أعماله طابع خاص البيئة التي عاش بها، فرسم الاحداث اللبنانية و مقاومةالاحتياج الإسرائيلي للبنان. و رسم معاناة الاطفال والمشردين وتأثير الحروب عليهم وأخذت فلسطين والمقاومة جزء كبيراٌ من أعماله حتى لقب بفنان المقاومة.كما اخذت عاشوراء حيز كبير من أعماله، فرسم مجموعة لوحات خاصة بتلك الحادثة وأقام ثلاث معارض عاشورائية . أقام عدة معارض فردية وشارك في العديد من المعارض المحلية و الدولية و حصل على عدة جوائز ودروع تقديرية له خمس معارض فردية.أسس مع مجموعة فنانين ملتقى طيف للفنون وهو المدير الفني له قام بالتعاون مؤسسة رواسي فلسطين خمس معارض دولية وهو المنسق و المدير الفني للبنان كما شارك في طهران بالمعرض الدولي (هنر مقاومت وكان رئيس لجنة لبنان. ومع الفنان التشكيلي «احمد عبدالله» اجرينا هذا الحوار

- تطور فن عاشوراء في ريشة احمد عبدالله كيف تفسره؟ وجمالية هذا الفن ماذا يعني لك؟

الفن العاشورائي بدأ منذو الحادثة الأليمة سنة 61 للهجرة بعد هذا الحدث الكبير في ساحة كربلاء توجه الكتاب والشعراء لسرد وقائع هذه الحادثة وإقامة المأتم والمجالس الحسينية وكنت هذه المجالس عبارة عن سرد من الشعراء، وأخذت تلك الواقعة مفهوم فني متنوع من الشعر والرسم والمسرح، وكان للرسم دور كبير ومهم في تصور تلك الحادثة ونقلها عبر الزمان برسوم متنوعة بدأت على شكل منمنمات ورسوم صغيرة، وكان للرسم دوره المهم في نقل المشهد وتحويله من قصة سردية إلى صورة مشهدية، وعمل عدد كبير من الفنانين على رسم تلك المصيبة لما فيها من معاني كبيرة وتضحيات عظيمة، ومن ناحيتي حاولت أن اصور تلك الحادثة واذهب بمخيلتي إلى ساحة كربلاء لاعطي لتلك الحادثة صورة إنسانية لحدث مؤلم بفن تشكيلي بحت ، واخذ المشاهد الى تلك الأرض من خلال تصوير دقيق للملابس والخيول، واعطي صورة ذات دلالات مهمة لأخذ العبر والعبرة من تلك المدرسة التي صنعت للبشرية دروس في معنى التضحية والفداء من أجل البشرية جمعاء، وهنا يبرز دور الفنان ومقدراته على تصوير المشهد لإعطاء صورة تقرب المشاهد من الواقع.

- في لوحاتك الحرب والبراءة والاستشهاد والشجاعة والقسوة ما رأيك؟

عندرسم اي عمل لا يكون الهدف هو إظهار المشهد كما لو أنه حصل أمامه بل هو تصوير لمخيلة الفنان لإعطاء اللوحة الصورة التي في ذهنه أو كما يتخيل المشهد، وهذا يعود لكل فنان طريقة في إبراز اللوحة، فأنا لا أحب أن أظهر مشهد القسوة والدماء بل إعطاء صورة المشهد وأخذ الدروس والعبر من هذه الحادثة اوقات يكون التركيز في اللوحة على إظهار الشجاعة والوقوف والدفاع عن الحق رغم قلة العدد، وأحيانا إبراز المظلومية من خلال الظلم الذي لحق بالأطفال والنساء، وهذا يعود إلى طبيعة اللوحة والموضوع المختار من قبل الفنان.الهدف هو إعطاء الفكرة التي يرد الفنان إيصالها للمشاهد.و إعطاء اللوحة قيمة فنية وجمالية حتى تصل الفكرة بأسلوب يحبه الجمهور.

- هل تجسد فنيا رأيك اليوم في هذه المأساة؟

الاصل في اللوحة هو إظهار مخيلة الفنان وتحويلها إلى واقع محسوس من خلال المشاهدة، وانا حاولت أن أعطي في لوحتي أكثر من معنى اولاً توصيل الفكرة التي وضعت أسس اللوحة عليها واعطاءصورة جماليه من خلال الالوان واللباس حتى تجذب المشاهد، ولا أعتقد أن أي فنان استطاع أن يصل فنياّ إلى المعاني الحقيقة لتلك الحادثة إنما هو مجرد عمل فني لتقريب الصورة.

- هل تحول اظهار القيمة الانسانية في هذا النوع من الفن؟ ام مجرد تصوير لهذا الحدث؟

الاصل في رسم اي موضوع هو إيصال القيمة الإنسانية والعبر من اي حدث، وفي مدرسة عاشوراء معاني كثيرة من التضحية والابصار والتفاني والمظلومية والشجاعة، وهي مدرسة للأجيال القادمة عن معاني التضحية من أجل القيم الإنسانية والوقوف في وجه الظلم، وإظهار الحق مهما غبت التضحيات.فلا يستطيع الفنان أن يعطي اي عمل فني من روحة إذا لم يكن يعني له شيء يجب على الفنان أن يرسم العمل الذي يحبه ويٱمن به حتى يتقنه ويعطيه من روحه.

- الفنان احمد عبدالله والشخصية الدينية هل انت راض عن مسيرتك بهذا النوع من الفن؟

انا لا احب ان اصنف في أي خانة أو نوع من الفنون الرسم العاشورائي هو نوع أحببته وعملت عليه لما فيه من دروس وقيم، ولكن أنا انتمي في فني عدة مدارس الفنان هو في الاصل فرد من المجتمع وهو أكثر حساسية من الآخرين لما أعطه الله من موهبة احيناُ ارسم مواضيع إنسانية عن الاطفال والحروب، وأحياناً ارسم التراث والطبيعة لا أحب أن اتقيد في نوع خاص الأصل هو التعبير عن يجول في خاطري أو أتأثر به، وانا اعتبر الفن هو رسالة إنسانية ولغة يفهمها كل الشعوب ويمكن أن أوصل به إلى كل الشعوب والفن هو الرسالة الخالدة التي تبقى عبر الزمن والأمم والحضارات تعرفنا عليها ووصلت الينا من خلال الفن.