اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
23 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: في مفترق اللحظة التي سبقت الغزو الأمريكي البريطاني للعراق عام 2003، كانت الحكومة البريطانية نفسها تمارس نوعاً من القلق الوجودي، ليس على بغداد بل على وستمنستر.
هذا ما كشفته وثائق سرية نشرتها صحيفة 'الغارديان'، حيث حذّر ديفيد مانينغ، مستشار رئيس الوزراء البريطاني آنذاك طوني بلير، نظيرته الأمريكية كوندوليزا رايس، من أن 'تغيير النظام في العراق قد ينتهي بتغيير النظام في بريطانيا نفسها'.
ووثّقت المراسلات بين مانينغ ورايس قبل لقاء بلير وبوش في كامب ديفيد في 31 يناير 2003، ضغوطاً داخلية هائلة يواجهها بلير، خاصة في ظل رفض البرلمان البريطاني لأي تدخل عسكري دون قرار ثانٍ من مجلس الأمن.
وكتب مانينغ بصراحة لبلير أن بوش يمكنه التحرك دون غطاء دولي، لكنك لا تستطيع، مضيفاً: 'قد تُجبر على ترك منصبك'.
وفي ظل مقاومة فرنسية روسية داخل المجلس، وعدم ظهور أي دليل حاسم على أسلحة دمار شامل، توالت التحذيرات من كبار المسؤولين البريطانيين، إذ وصف السفير البريطاني في واشنطن خطاب بوش آنذاك بأنه 'حملة صليبية يقودها شعب الله المختار'، وأكد أن التراجع عن الحرب بات مستحيلاً سياسياً 'إلا باستسلام صدام أو اختفائه'.
ووقفت وزارة الدفاع البريطانية في حينها محذّرة من أن سقوط صدام قد يفتح بوابة للفوضى، وهي نبوءة تحققت لاحقاً، وإن أنكرها بلير مدّعياً أن أحداً لم يتنبأ بالمآلات.
About Post Author
Admin
See author's posts