جاموسة بصدر وأرداف.. عمل ينتقد فاشنستات بغداد وحوار مع زيد سعد

بغداد – 964 - حسام السراي

مهرجان تركيب في دورته الأخيرة (العاشرة) التي اختتمت الأسبوع الماضي على قاعة كولبنكيان ببغداد، واصل نهج التجريب الذي اعتمده في تقديم مشاريع فنية لفنانين محترفين وشباب،

ركزت بعض نتاجاتهم على المرأة والذاكرة والترند الاجتماعي، في إطار الفن المرئي والفن الأدائي، مع اهتمام بالنسيج المُعاد تدويره من خلال بعض الأزياء المقدمة ضمناً في فضاء كولبنكيان، فضلاً عن أعمال وظفت ما تبثه بعض الكلمات من إشارات وقوة جذب لبصر المتلقي، مثل 'دجلة' و'الفرات' و'عراقي'، وقد لفت عمل للفنان 'لؤي الحضاري' عبّر فيه عن ظاهرة الـ 'فاشنستا' بـ 'جاموسة' لا يظهر منها إلا منطقة الصدر والأرداف.

عمل الفنان 'لؤي الحضاري' في مهرجان تركيب كان الأكثر إثارة، والذي أسماه 'فاشنستا'، بحيث اعتبره نوعاً من المواجهة مع الدخلاء على عالم الفن والإبداع عموماً، وقال عنه 'هي مواجهة ربما قسوت فيها بما يتطلبه المعنى، إذ ربطت في تجسيدي للعمل بين وجه الجاموسة 'سميرة' التي صارت ترنداً في العراق، وبين هيئة وجسد الفاشنستا التي تخرج لتبث 'لايف' عن يومياتها، مختزلاً ومغيّباً لأيديها وأرجلها، ومركزاً على منطقتي الصدر والأرداف التي تهتم هي والصفحات والمواقع بإظهارها'.

هنا حوار مع مدير منظمة تركيب الفنان زيد سعد؛ للحديث عن المهرجان ومجمل هذا التجريب الفني السنوي.

روح العصر

نسخة جديدة من مهرجان تركيب، نراها معبأة بالرسائل.

– هذا المهرجان أطلقنا عليه مصطلح (روح العصر)، وتعني باختصار روح الزمن أو ببساطة الاتجاه، بحيث يصف خصائص عصر معين ثقافياً وفكرياً.

روح العصر هي كلمة ألمانية تم اعتمادها في اللغة الإنكليزية واللغات الأخرى باعتبارها كلمة مستعارة، وكان مؤسسها الشاعر والفيلسوف الألماني يوهان كوتفريد هيردر، الذي ذكر الكلمة للمرة الأولى عام 1769.

كل من قاعة كولبنكيان وتركيب نعتقد أنهما روح العصر لهذا الوقت؛ قاعة كولبنكيان منذ نهاية الخمسينيات كجزء من القاعدة الشعبية للفن العراقي الحديث، ومنظمة 'تركيب' خلال السنوات العشر الماضية كجزء من القاعدة الشعبية للفن العراقي المعاصر.

لذا عرض المهرجان في عام 2024 أعمالاً فنية تعكس الأفكار والمشاعر، في محاولة لتصور الجوانب المختلفة لعصرنا.

وبالتأكيد كل مهرجان يقدم فيه أكثر من فنان من مختلف الاختصاصات، وعليه تحمل الأعمال رسائل معاصرة مختلفة تخص المجتمع والبيئة والتخطيط الحضري.. الخ.

محاكاة الواقع

أكثر من عمل موجه لمجابهة وتفكيك ظواهر 'ترند' في سياق الميديا العراقية، عمل لؤي الحضاري مثلاً…

– لا تقتصر المعاصرة في العمل الفني على التنفيذ والخامات؛ إنما تكون معاصرة لما يحدث في الزمان والمكان الحالي، وبالتأكيد فإن الفنان جزء لا يتجزأ من المجتمع بل هو أكثر استيعاباً لما يحدث من حوله وعكسه أو تسليط الضوء عليه بطريقته الفنية الإبداعية؛ لذا كافة الأعمال الفنية المطروحة هي تحاكي الواقع الحالي بطرح فني معاصر.

انتقالات فنية

لماذا قاعة كولبنكيان للفن الحديث؟ أمام ما يحيط بها في ساحة الطيران؟

– قاعة كولبنكيان افتتحت كمتحف للفن الحديث عام 1962، آنذاك غيّرت شكل الفن من الفن المتعارف عليه إلى الفن الحديث. ومنذ عشر سنوات يقدم تركيب فناً معاصراً يمكننا القول إنّه غيّر الشكل الثقافي والفني؛ حيث تحول الوعي والمشهد الثقافي من الحداثة إلى المعاصرة. لذا اخترنا قاعة كولبنكيان لعرض الانتقالات التي حدثت في المشهد الفني في العراق من كلاسيكي إلى حداثوي إلى معاصرة.

شغف فني

مع ختام الحدث من هم شركاء 'تركيب' في هذه الدورة، ومن هي زقورة 42 التي قدمت عرضاً موسيقياً؟

– شركاء تركيب في هذا المهرجان بالطبع وزارة الثقافة (دائرة الفنون العامة) وإدارة قاعة كولبنكيان، الداعمون هم المعهد الثقافي الفرنسي، وكل من قدم فعالية ضمن البرنامج المصاحب مثل فرقة صنجات وفرقة زقورة 42، وهي فرق شبابية عراقية تشارك تركيب نفس الشغف الفني والهدف السامي لزيادة الوعي الفني ولإنتاج فن عراقي يفتخر به العراقيون.