اخبار العراق
موقع كل يوم -الميادين
نشر بتاريخ: ٢٥ أيلول ٢٠٢٣
منظمة حقوقية: واشنطن لم تعوّض ضحايا تعذيب سجن أبو غريب
منظّمة 'هيومن رايتس ووتش' الحقوقية تؤكّد أنّ الولايات المتحدة، بعد عشرين عاماً على احتلال العراق، لم تعرض أيّ سبيل للتعويض على معتقلين سابقين تعرّضوا لانتهاكات في سجن أبو غريب.
قالت منظّمة 'هيومن رايتس ووتش' الحقوقية، اليوم الإثنين، إنّ الولايات المتحدة، بعد عشرين عاماً على غزو العراق، لم تعرض أيّ سبيل للتعويض على معتقلين سابقين تعرّضوا لانتهاكات في سجن أبو غريب.
وبحسب مديرة مكتب المنظّمة في واشنطن، سارة ياغر، فإنّه 'بعد مرور 20 عاماً، لا يزال العراقيون الذين تعرضوا للتعذيب على يد عناصر حكوميين أميركيين بدون سبيل واضح لرفع دعوى أو الحصول على أيّ نوع من الإنصاف أو الإقرار بحقهم من الحكومة الأميركية'.
وأضافت ياغر 'أشار المسؤولون الأميركيون إلى أنهم يفضلون وضع التعذيب خلفهم، لكن الآثار الطويلة الأمد للتعذيب ما تزال واقعاً يومياً للعديد من العراقيين وعائلاتهم'.
سجناء أبو غريب بعد 20 عاماً.. ندوب لا تمحى
وأجرت المنظمة الحقوقية مقابلات مع عدّة أشخاص، بينهم طالب المجلي وهو معتقل سابق قال إنه 'كان أحد الرجال الذين ظهروا في صورة من أبو غريب انتشرت على نطاق واسع تظهر مجموعة من السجناء عراة وفوق رؤوسهم أكياس وهم مكدسون فوق بعضهم البعض في هرم بشري، بينما يبتسم جنديان أميركيان'.
وقال المجلي لـ'هيومن رايتس ووتش' إنه تعرّض للتعذيب وسوء المعاملة 'بما فيها التعذيب الجسدي والنفسي والاعتداء الجنسي أثناء احتجازه في سجن أبو غريب'.
كما كشف المجلي أنه أفرج عنه بعدما اعتقل مدة 16 شهراً من دون أن يوجّه إليه أيّ اتهام. وأضاف أنّه أثناء احتجازه 'بدأ يعض يديه ومعصميه للتغلب على الصدمة التي كان يعاني منها والتي استمرت مذاك'.
وتابع 'فعلت ذلك في السجن، وبعد أن غادرت السجن، وما زلت أفعل ذلك اليوم. أحاول أن أنسى الأمر، ولكن لا أستطيع. حتى اليوم، لا يمكنني ارتداء قميص بأكمام قصيرة'.
كذلك، قال في المقابلة 'غيّرَت هذه السنة والأربعة أشهر كياني كاملاً إلى الأسوأ. دمرتني ودمرت عائلتي'، وقد أشارت هيومن رايتس ووتش إلى أنها غير قادرة على التحقق بشكلٍ قاطع من روايته.
لا محاسبة لمرتكبي الانتهاكات ولا تعويض
وجرى إدانة 11 جندياً أميركياً على الأقل بارتكاب انتهاكات في سجن أبو غريب، لكن خبراء انتقدوا العقوبات المخففة الصادرة بحقّهم وعدم ملاحقة القضية قضائياً من قبل أيّ مسؤول.
وأشارت 'هيومن رايتس ووتش' إلى أنها لم تتمكّن من 'العثور على أدلّة علنية تثبت دفع مبالغ' للتعويض عن انتهاكات تعرّض لها سجناء، سواء عبر النظام الأميركي أو العراقي.
وقالت ياغر 'على الولايات المتحدة تقديم التعويضات والاعتراف والاعتذارات الرسمية إلى الناجين من الانتهاكات وعائلاتهم'.
وتفيد تقديرات بأنّ التحالف العسكري الذي قادته الولايات المتحدة اعتقل نحو 100 ألف عراقي من العام 2003 وحتى العام 2009.
وأشارت 'هيومن رايتس ووتش' إلى تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر صدر في العام 2004 ونقل عن الاستخبارات العسكرية التابعة للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة أن 'نحو 70 إلى 90% من المحتجزين لدى قوات التحالف في العراق في العام 2003 اعتُقلوا عن طريق الخطأ'.
وبدأ الاحتلال الأميركي للعراق في آذار/مارس 2003، ثمّ غادرت أغلبية قوات التحالف والقوات الأميركية العراق في عام 2011، لكنّ الولايات المتحدة عادت إلى مباشَرَة العمليات العسكرية في العراق وسوريا، في أواخر عام 2014، بعد إعلانها تحالفاً دولياً بذريعة 'قتال تنظيم داعش' الإرهابي، وإخراجه من الأراضي التي سيطر عليها.