×



klyoum.com
iraq
العراق  ١ تشرين الأول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
iraq
العراق  ١ تشرين الأول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار العراق

»سياسة» المسلة»

انكسار الهيبة

المسلة
times

نشر بتاريخ:  الجمعه ٢٧ حزيران ٢٠٢٥ - ٢٣:١٠

انكسار الهيبة

انكسار الهيبة

اخبار العراق

موقع كل يوم -

المسلة


نشر بتاريخ:  ٢٧ حزيران ٢٠٢٥ 

27 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: رياض الفرطوسي

حين تُقصف السماء لا تتساقط الصواريخ فقط، بل تنهار معها الصور المزيفة للقوة. في هذه الحرب، لم تُهزم إيران، ولم تنتصر إسرائيل، لكن الذي انكسر حقاً هو وهم 'الهيبة' الذي روّجت له تل أبيب لعقود، وسوّقته واشنطن كقاعدة استراتيجية لا تُمس. إننا أمام لحظة تاريخية لا تُقاس بحجم الدمار فقط، بل بعمق التحوّل في موازين الردع، وسقوط الرواية القديمة للهيمنة. في هذا المقال سنتتبع ملامح هذا الانكسار.

لم تكن السماء هذه المرة مجرد مجال للقتال. لقد تحوّلت إلى مرآة تعكس خلل العالم، وتكشف زيف التفوق، وتعري الحقيقة المجردة التي حاولت إسرائيل طويلًا طمسها تحت رماد أسلحتها. الحرب التي أرادت لها تل أبيب أن تكون استعراضاً صاخباً لانتصار محسوم، تحوّلت إلى كابوس استراتيجي لم يكن في الحسبان. فإيران، التي اعتادت أن تُقاتل بالحذر، فجّرت المفاجأة، لا بالتصعيد وحده، بل بإعادة تعريف طبيعة الردع وحدود التوازن.

لم تعلن إيران الحرب، لكنها كانت مهيأة لها. ولم تنتظر أن تُستدرج إلى الأرض، بل نقلت المواجهة إلى قلب السماء التي طالما توهّمت إسرائيل امتلاكها حصرياً. صواريخ ذكية عبرت القباب الحديدية كما لو كانت تمرّ عبر خطابٍ متصدّع. مراكز بحثية تحولت إلى ركام. بيوت وعمارات في تل أبيب وحيفا لم تعد تصلح للنشيد الوطني ولا لتصوير الجنود العائدين من الجبهات. وها هو مركز الأبحاث القومي الإسرائيلي نفسه يعترف بأن 73٪ من السكان لم يعودوا يصدقون ما تروّجه الحكومة عن «نجاحات» وهمية. الحقيقة صارت أقوى من الإعلام.

لقد تورّطت الولايات المتحدة، كما تفعل دائماً، في لحظة رعناء من الحسابات الخاطئة. تصوّر الرئيس دونالد ترامب أن الحسم لن يتجاوز ساعات. أن طهران سترفع الراية البيضاء، وأن صورته ستُعلق في قلب القدس المحتلة إلى جانب بنيامين نتنياهو في احتفال المنتصرين. لكن إيران، بخبرتها التاريخية، لم تقاتل بالطريقة التي يعرفها الغرب. بل قاتلت كما يُقاتل من لا يراهن على أحد، ولا يثق في أحد، ولا يكتب تاريخه إلا بمداد الرفض.

لقد شاركت واشنطن في الخديعة. أو هكذا ظنّت. فاستخدمت المفاوضات ستاراً لتغطية قرارٍ إسرائيلي بالحرب. وطالبت الإيرانيين صراحةً بإسقاط مرشدهم الأعلى، وكأنها تُعيد كتابة سيناريوهات العراق وسوريا بنسخة جديدة. لكنها لم تنتبه إلى أن الزمن تغيّر، وأن الشعوب المتورطة في الموت اليوم لم تعد كما كانت أمس.

حين هدّدت أمريكا بالتدخل، تراجعت تحت ضغط الداخل. الأصوات الرافضة اشتعلت من قلب واشنطن، لأن إيران لم تُعلن الحرب على أمريكا، ولأن البوصلة بدأت تنحرف، لا سياسياً فقط، بل أخلاقياً أيضاً. في المقابل، صواريخ إيران بدأت تكشف هشاشة قواعد اللعبة، ووضعت واشنطن أمام سؤال لم يكن في الحسبان: هل تخاطر بحرب شاملة لمجرّد إنقاذ صورة إسرائيل؟ وهل تجرؤ على فتح أبواب الجحيم في الخليج من أجل أن يبتسم نتنياهو في مؤتمر صحفي؟

المعادلة بدأت تتغيّر. لم تعد إسرائيل تملك حصرية المبادرة. التفوق العسكري لم يعد امتيازاً خالصاً، والدعم الأميركي لم يعد كافيًا لتغطية ارتباك المؤسسة الأمنية في تل أبيب. إننا أمام لحظة مفصلية يتقاطع فيها الفشل العسكري مع الفضيحة السياسية. فهل بقي شيء من الرواية الإسرائيلية؟ من تلك القصة التي تقول إنهم دائماً في موقع الدفاع، وإنهم الأكثر التزاماً بالقانون الدولي، وإنهم لا يقتلون المدنيين؟ هل يمكن حقاً أن تُقنع العالم بأن آلاف القتلى في غزة مجرّد «خسائر جانبية»؟

لقد تجاوزت إيران مرحلة المقاومة العمياء، ودخلت لعبة الحرب بتخطيط ووعي ومعرفة. صحيح أنها لم تَنتصر بعد، لكن الأصح أن إسرائيل لم تعُد قادرة على الادّعاء بأنها انتصرت. والتاريخ لا يكتبه من لم يخسر فقط، بل من أفشل مشروع الآخر.

في عمق هذه الحرب، تُمتحن مفاهيم جديدة: ما معنى الردع؟ وما حدود التفوق؟ ومن يحسم المعركة في زمن الطائرات المسيّرة والصواريخ فوق الصوتية؟ وهل لا تزال القواعد العسكرية كافية لضمان الأمن؟ أم أن هناك زمناً جديداً يوشك أن يولد من تحت الأنقاض، ومن فوق السطوح المحترقة، ومن بين جثث الأطفال في غزة والصرخات المكبوتة في طهران وتل أبيب على حد سواء؟

العالم يتابع، لكن لا أحد يستطيع التكهّن بالنهاية. الكل يتكلم عن النصر والهزيمة، لكن من يُحدد معايير النصر؟ من الذي يربح حقاً: من يُسقط الأبراج، أم من يُسقط الرواية؟ من يحتفل بالعدّاد الإلكتروني للضحايا، أم من يُربك المعادلة ويُجبر الخصم على مراجعة عقيدته القتالية؟ لقد دخلت الحرب مرحلة اللايقين، وهو أكثر ما يُرعب العدو الذي لا يحتمل المفاجآت.

لا ريب أن حرب اليوم قد تُفتح على أبواب أوسع. هناك حديث خافت عن السلاح النووي. وهناك إشارات مريبة من الجانب الإيراني إلى مفاجآت قادمة. فهل تكون الخطوة التالية تجربة نووية تُقلب الطاولة تماماً؟ وإن حدث ذلك، فمَن الذي يملك حق الرد؟ ومن الذي يتحمّل فاتورة العواقب؟

القانون الدولي، الذي ما زال يُحاضر علينا بحقوق الإنسان، يقف اليوم صامتاً. أو خائفاً. أو متواطئاً. لأن مشهده في غزة لا يحتاج إلى دليل: آلاف القتلى، صور أطفال مبتوري الأطراف، شوارع تُقصف كأنها صفحات قابلة للطيّ. أين المجتمع الدولي؟ أين الأمم المتحدة؟ أين تلك العدالة التي تُطربنا بها العواصم الكبرى حين تخاطبنا من فوق منصات المؤتمرات؟ لا جواب، سوى أن العالم اليوم يُدار بالصوت الأعلى لا بالحق الأوضح.

ربما لن تكون هذه الحرب مجرد جولة عابرة في دفتر الصراع، بل لحظة فارقة يُعاد فيها رسم حدود القوة. إنها مواجهة لا تُقاس بعدد الضربات، بل بعمق التحول: من يكتب التاريخ الآن، ومن يُجبر الآخر على قراءته بصوتٍ مرتجف؟

من حق إسرائيل أن تُراجع حساباتها. ومن حق إيران أن تشعر بأنها نقلت المعركة إلى مستوى لم يكن أحد يتوقعه. لكن الأهم من كل هذا، أن المنطقة كلها دخلت مرحلة جديدة. مرحلة لا تُقصف فيها السماء فقط، بل يُقصف معها وهم الاستقرار، وسُعار التفوق، وشهية الكذب الاستراتيجي.

لقد بدأ الزمن يتحرك في اتجاه آخر… وزمن الرواية الإسرائيلية القديمة، يبدو أنه قد شارف على نهايته.

About Post Author

moh moh

See author's posts

انكسار الهيبة
موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار العراق:

مع قرب انطلاق الحملات الدعائية.. تعليمات وضوابط للمرشحين يجب الالتزام بها

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
15

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2162 days old | 146,666 Iraq News Articles | 134 Articles in Oct 2025 | 134 Articles Today | from 23 News Sources ~~ last update: 19 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



انكسار الهيبة - iq
انكسار الهيبة

منذ ٠ ثانية


اخبار العراق

ماتياس سولي يرفض عرض الاتحاد - sa
ماتياس سولي يرفض عرض الاتحاد

منذ ٠ ثانية


اخبار السعودية

رصانة يصدر كتاب مملكة المستقبل في ظل رؤية السعودية 2030 - sa
رصانة يصدر كتاب مملكة المستقبل في ظل رؤية السعودية 2030

منذ ثانية


اخبار السعودية

مصرع شاب خلال دفاعه عن أبناء عمه في شبين القناطر - eg
مصرع شاب خلال دفاعه عن أبناء عمه في شبين القناطر

منذ ثانية


اخبار مصر

سعد: وداعا زياد الرحباني - lb
سعد: وداعا زياد الرحباني

منذ ثانية


اخبار لبنان

تصاعد الغضب في هوليوود بعد دخول شخصية رقمية مجال التمثيل - iq
تصاعد الغضب في هوليوود بعد دخول شخصية رقمية مجال التمثيل

منذ ثانية


اخبار العراق

بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع - jo
بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع

منذ ثانية


اخبار الاردن

نهاية حزينة لإبن الـ28 - lb
نهاية حزينة لإبن الـ28

منذ ثانيتين


اخبار لبنان

إلغاء تقنية الـ VAR في الدوري النرويجي - sa
إلغاء تقنية الـ VAR في الدوري النرويجي

منذ ثانيتين


اخبار السعودية

أستاذ فقه : لا تدعوا على أولادكم فقد تصادف الدعوة استجابة - eg
أستاذ فقه : لا تدعوا على أولادكم فقد تصادف الدعوة استجابة

منذ ٣ ثواني


اخبار مصر

50 مليار دولار خسائر تركيا بسبب توقيف أوغلو - lb
50 مليار دولار خسائر تركيا بسبب توقيف أوغلو

منذ ٣ ثواني


اخبار لبنان

ظاهرة فلكية تحدث اليوم الأحد.. ترقبوا السماء - eg
ظاهرة فلكية تحدث اليوم الأحد.. ترقبوا السماء

منذ ٣ ثواني


اخبار مصر

بيان مشترك لـ25 دولة يطالب الاحتلال بإنهاء حرب الإبادة في غزة فورا - ly
بيان مشترك لـ25 دولة يطالب الاحتلال بإنهاء حرب الإبادة في غزة فورا

منذ ٣ ثواني


اخبار ليبيا

اجواء شتوية شمالا وغليان جنوبا.. العراق يتجاوز الـ50 مئوية - iq
اجواء شتوية شمالا وغليان جنوبا.. العراق يتجاوز الـ50 مئوية

منذ ٤ ثواني


اخبار العراق

الرابطة الأولى: برنامج النقل التلفزي لمواجهات اليوم - tn
الرابطة الأولى: برنامج النقل التلفزي لمواجهات اليوم

منذ ٤ ثواني


اخبار تونس

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل