أمانة العاصمة توظف الطاقات الزراعية في معركة البيئة: التشجير من مبادرة خضراء إلى برنامج عمل

1 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: ارتبط المشهد منذ سنوات بمفارقة موجعة يعيشها المهندس الزراعي في العراق، إذ يتخرج آلاف الشباب من كليات الزراعة ولا يجدون لأنفسهم مقعداً في سوق العمل، فيما تتزايد الحاجة الفعلية لخبراتهم مع استفحال التغيرات المناخية واتساع رقعة التصحر.

وبرزت تساؤلات عديدة حول غياب الدعم المؤسسي للقطاع الزراعي.

وأعلنت أمانة بغداد أنها بدأت بمقاربة جديدة تستهدف استيعاب الطاقات الزراعية العاطلة من خلال مشاريع التشجير والبستنة، مؤكدة أن العاصمة ستكون مختبراً لتجربة تشغيلية واسعة للمهندسين الزراعيين.

وأكد أمين بغداد المهندس عمار موسى كاظم، خلال احتفال رسمي أقيم في متنزه الزوراء، أن الأمانة تعتز بجهود المهندسين الزراعيين وتعتبرهم 'جنود التنمية الخضراء'، مثمناً إبداعهم وإسهامهم في حماية البيئة وزيادة المساحات الخضراء بما يعزز التنمية المستدامة ويواجه آثار التغير المناخي.

وذكر كاظم أن فرق المهندسين الزراعيين في دوائر الأمانة تمكنت من زراعة (166,764) شجرة وشجيرة خلال هذا العام، إضافة إلى تأهيل (114) دونماً داخل بغداد، مؤكداً أن المساحات الخضراء تشكل خط الدفاع الأول بوجه الأزمات المناخية. وأشار إلى أن الأمانة وقّعت مذكرات تفاهم مع مدن صديقة مثل غازي عنتاب التركية، أثمرت عن مشاريع ملموسة أبرزها افتتاح حديقة القاطع التركي في متنزه الزوراء.

وأوضح أن المهندسين الزراعيين نجحوا في تحويل الفضاءات المهملة إلى حدائق ومتنفسات عامة، صُممت وفق معايير هندسية دقيقة لتكون متنفساً جمالياً لأهالي العاصمة، مشدداً على أن أمانة بغداد تدعم بشكل كامل استمرارية عملهم وتوفير بيئة مناسبة للإبداع الزراعي، في وقت يستعد فيه البلد لإطلاق أكبر حملة تشجير مطلع تشرين الأول المقبل ستتضمن زراعة (250 ألف) شجرة.

وشهد الحفل تكريم الدوائر البلدية الأكثر نشاطاً في قطاع الزراعة، حيث حازت بلدية الرشيد المركز الأول، تلتها بلدية الصدر الأولى، ثم بلدية الأعظمية، فيما تقاسمت بلديتا الصدر الثانية وبغداد الجديدة المركز الرابع. كما تخلل الحفل بازار للمنتوجات الزراعية والشتلات والزهور المختلفة، عكس صورة حيوية عن الإمكانات الزراعية المحلية إذا ما وجدت الفرصة والدعم.

وارتفعت الأصوات عبر المنصات الإلكترونية مؤيدة لهذه المبادرات، إذ غرّد ناشط بيئي قائلاً: *“إذا كانت بغداد تزرع 250 ألف شجرة في عام واحد فهذا يعني أن البطالة بين المهندسين الزراعيين يمكن أن تتحول إلى فرصة ذهبية لإحياء مدننا” ،  فيما دعا آخرون إلى تحويل هذه المبادرات إلى برامج تشغيل دائمة مرتبطة بخطط وطنية لمكافحة البطالة والتصحر في آن واحد.

About Post Author

زين

See author's posts