اخبار العراق
موقع كل يوم -وكالة العهد نيوز
نشر بتاريخ: ٢٥ أذار ٢٠٢٣
صالح لفتة
نفذت القوات الأمريكية ضربات جوية في الأراضي السورية قالت إنها ضد جماعات متحالفة مع إيران ومع أن الهجمات الامريكية الإسرائيلية ليست بجديدة على الأراضي السورية وفي بعض الأحيان الأراضي العراقية والعذر واحد ومكرر لعشرات المرات هو الجماعات المرتبطة مع إيران لكن الهجوم الاخير له دلالات تختلف عن سابقاتها
إذ أن الدولة السورية خرجت منتصرة من المؤامرة الكونية عليها ورياح التغير في الرأي العام العربي بدأت الهبوب والعزلة الدولية التي نفذها العرب ضد سوريا هاي تتكسر وسوريا بعمقها ومكانتها وتأثيرها الكبير تعود لحضنها العربي منتصرة ومتماسكة أو الاصح عودة الحضن العربي لها.
بل حتى القيادة التركية تتوسل وتتوسط للحصول على لقاء ولو لقاء صوري فقط أمام وسائل الإعلام مع القيادة السورية لتنقذها من خسارة متوقعة في الانتخابات المقبلة.
هذا الزخم الكبير الذي حظيت به سوريا قيادة وشعب دق ناقوس الخطر على أعداء سوريا الذين لهم رأي آخر وخطط أشد مكرا ولن يقبلوا بالهزيمة بهذه السهولة لذلك جاءت هذه الهجمات لتأكد هذا التوجه وتحذير لحلفاء أمريكا في المنطقة من الارتماء بأحضان سوريا وقطع الطريق لأي تقارب عربي – عربي.
وثاني أسباب الهجمات الامريكية هي رسالة لروسيا بأن الضغط الذي تمارسونه على أوكرانيا سيقابل بضغط على مماثل على حليفتكم سوريا بمعنى أوكرانيا مقابل سوريا وليس مستبعدا ان تنشط ورقة الجماعات الإرهابية من جديد وتفعيل غرفة الموك مرة اخرى لفك الخناق عن القوات الأوكرانية المنكسرة في جميع الجبهات وخصوصاً باخموت التي قاربت فيها القوات الروسية على إحكام سيطرتها على المدينة ككل مما يسهل سيطرتها على باقي المناطق تباعا.
ثالث الأسباب ربما زيادة الضغط الأمريكي على إيران لإجبارها للعودة للاتفاق النووي أو المفاوضات مع الدول الكبرى حول برنامجها النووي ورساله لها بمنع تعاونها العسكري مع روسيا بعدما اثبتت المسيرات الإيرانية والأسلحة الإيرانية فاعلية كبيرة في الحرب الذي تدور رحاها منذ ما يزيد عن عام كامل وجاءت تلك الهجمات علها تساهم في الحصول على تنازلات من إيران في جميع الملفات.
رابع الأسباب لتلك الهجمات ولعله اهمها هو محاولة لتأكيد الهيمنة الأمريكية على العالم وانها ما زالت تمسك بأوراق اللعبة الدولية بيديها وتفعل ما تريد دون أي محاسبة لان المجتمع الدولي معها وهي الاقوى.
ان الهجمات الامريكية الأخيرة على سوريا قد يختلف حولها الكثيرين ويتوقع الغاية منه كثيرين وربما له اسباب تغيب عن إدراك المحللين لكن المحصلة الواضحة هو فقدان أمريكا هيمنتها تدريجياً وهي الآن الوحش الجريح الذي يضرب هنا وهناك دون جدوى وقد تصيب ضرباته أي كائن في طريقه لكن لا مناص للعالم من تحمل تلك الضربات كجزء من التضحيات للتخلص من تلك الهيمنة الطويلة التي اتعبت العالم بقيادة القطب الواحد.