اخبار العراق
موقع كل يوم -الحرة
نشر بتاريخ: ٢٢ أذار ٢٠٢٣
كشف تقرير نشره موقع إذاعة 'إن بي آر' الأميركية، الأربعاء، أن روسيا وأوكرانيا تخوضان 'حرب مياه خطيرة' تهدد حياة الملايين وتعرض مساحات واسعة من الأراضي الزراعية لخطر الجفاف.
وضرب التقرير مثالا على هذه الحرب، بتقلص حجم المخزون المائي في بحيرة كاخوفكا جنوبي أوكرانيا، حيث تسيطر روسيا على محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية في الطرف السفلي من البحيرة.
ويضيف التقرير أنه كان مقررا أن يرتفع مستوى مياه البحيرة بسرعة مع ذوبان الثلوج في فصل الشتاء وتدفق الأمطار في نهر دنيبرو، بحيث يمكن استخدامها في وقت لاحق من العام من قبل المزارعين خلال أشهر الصيف الحارة.
لكن منسوب المياه في كاخوفكا ظل في مستويات أقل بكثير من المعتاد خلال هذا الربيع، نتيجة لقيام الروس بترك بوابات السد في المحطة الكهرومائية مفتوحة منذ نوفمبر الماضي.
ويشير التقرير إلى أن هذه الخطوة خفضت حجم المياه في كاخوفكا إلى مستويات قياسية لم تشهدها منذ عقود.
وتعتبر مياه البحيرة مهمة جدا لمناطق جنوبي أوكرانيا، لأنها توفر المياه للقرى والبلدات في المنطقة وتروي حوالي نصف مليون فدان من الأراضي الزراعية التي تستخدم لزراعة الحبوب والخضروات، ومذلك تعتمد عليها محطة الطاقة.
وحاولت الحكومة الأوكرانية مواجهة هذا الانخفاض من خلال إطلاق المياه من الخزانات الأخرى التي تسيطر عليها على طول نهر دنيبرو لإعادة ملء كاخوفكا، لكن يعتبر حلا مؤقتا، وفقا للتقرير.
ويقول الخبراء إن الوضع في الخزان يسلط الضوء على التأثير المتزايد للحرب الروسية على إمدادات المياه في أوكرانيا.
يشدد رئيس معهد باسيفيك بيتر جليك، وهو مجموعة بحث في أوكلاند بكاليفورنيا، إن روسيا شنت 'هجمات متعمدة على أنظمة معالجة المياه والصرف الصحي وأنظمة الخدمة، مما أدى لقطع المياه الصالحة للشرب عن ملايين الأوكرانيين'.
وفي ورقة بحثية نُشرت في وقت سابق من هذا الشهر، عدد جليك وزملاؤه عشرات المعطيات التي أثرت بها الحرب على المياه في جميع أنحاء البلاد.
فقد فقدت مرافق الصرف الصحي الكهرباء، مما أدى إلى تلوث أحواض المعالجة، وكذلك تعرضت محطات الضخ للقصف وقطعت المياه الصالحة للشرب عن عشرات البلدات في أنحاء أوكرانيا، بالإضافة إلى تخريب السدود وإغراق المنازل المجاورة لها.
في مدينة ميكولايف جنوبي أوكرانيا، انقطعت المياه عن السكان منذ العام الماضي بعد أن تسببت المعارك في تخريب خط أنابيب حيوي.
وكأجراء طارئ، اضطرت السلطات لرفد السكان بمياه أقل عذوبة لغرض الاستحمام وغسل الملابس، تحتوي نسبة أكبر من الأملاح، ما أدى لتضرر خطوط نقل المياه وتعرضها للتآكل.
وفي وقت سابق من هذا العام، ذكرت الأمم المتحدة أن الحرب دمرت نظام المياه في أوكرانيا، حيث قدرت أن ما يقرب من 16 مليون شخص في البلاد احتاجوا إلى المياه والصرف الصحي في عام 2022.
بعد انخفاض مستوى المياه في كاخوفكا إلى 14 مترا فقط، بدأ المنسوب في الارتفاع مرة أخرى، لأن الحكومة الأوكرانية تستخدم المياه من الخزانات الأخرى على نهر دنيبرو، لملأ البحيرة.
وهذا يعني أنها بالضرورة تأخذ المياه من أماكن أخرى في أوكرانيا، مما 'يشكل تهديدا بخفض مستوى المياه إلى مستوى حرج في جميع أنحاء سلسلة خزانات دنيبرو في أوكرانيا'، وفقا لوزارة حماية البيئة والموارد الطبيعية الأوكرانية.
وقالت في بيان أرسل لإذاعة 'إن بي آر' إنه ونتيجة لذلك، فإن 'نحو 70 في المئة من سكان أوكرانيا، الذين يعتمدون على نهر دنيبرو، قد يُحرمون من المياه'.
وإضافة لذلك تتوقع الباحثة في معهد لايبنيز لبيئة المياه العذبة أوليكساندرا أن الأمور قد تزداد سوءا مع مرور الوقت، على اعتبار أن المياه في بحيرة كاخوفكا توفر عادة مياه الري لآلاف الفدانات من الأراضي الزراعية.