نواب يتغيبون عن الجلسات ويصرون على الترشح مجدداً.. استهتار سياسي و استهانة بالناخبين

2 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: ارتبك المشهد السياسي في بغداد يوم الأربعاء الماضي حين فشل مجلس النواب في عقد جلسته المقررة بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، لتضاف هذه الواقعة إلى سلسلة الإخفاقات التشريعية المتراكمة التي باتت السمة الأبرز للدورة البرلمانية الحالية.

وتمخضت الأزمة عن مشهد مثير للسخرية السياسية، إذ أصر النواب الذين كان غيابهم السبب الرئيس في شلل عمل البرلمان على الترشح مجددًا للانتخابات المقبلة، وكأن الإخفاقات المتكررة لم تمس صورتهم أمام جمهور ساخط من أداء المؤسسة التشريعية.

وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منبر للاحتجاج الشعبي، حيث كتب ناشطون وسمًا بعنوان 'لا_تنتخبوا_الغائبين'، وتداولوا قوائم بأسماء النواب الذين قاطعوا الجلسات مرارًا. وكتب أحد المغردين: 'كيف نعيد انتخاب من خان الأمانة ولم يحضر ليشرع قوانين تمس حياتنا اليومية؟'.

وأحدثت الدعوات الشعبية إلى مقاطعة هؤلاء النواب المتغيبين زخماً سياسياً واضحاً، إذ خرجت بيانات من منظمات مدنية تحث الناخبين على عدم تجديد الثقة لوجوه لم تقدم سوى العجز، فيما وصف مراقبون الدورة النيابية الحالية بأنها 'من أسوأ الدورات في تاريخ العراق الحديث' نتيجة الفشل المتكرر في تمرير قوانين إصلاحية مهمة.

واستحضرت التقارير البرلمانية الداخلية حجم الغيابات التي شلّت الجلسات، حيث أشارت إحصاءات غير رسمية إلى أنّ ثلث أعضاء المجلس على الأقل تغيبوا بشكل متكرر خلال الأشهر الماضية، ما أدى إلى كسر النصاب وتأخير تشريع قوانين أساسية تمس ملفات الأمن والاقتصاد والخدمات.

وتجلت خطورة الأزمة في انعكاسها على ثقة المواطن بالمؤسسة التشريعية، إذ تصاعدت موجات السخرية واليأس من جدوى العملية السياسية نفسها. وكتب أحد المدونين: 'إذا كان البرلمان عاجزاً عن الاجتماع، فكيف سيكون قادراً على الإصلاح أو مراقبة الفساد؟'.

واستعاد المراقبون ذاكرة الأزمات السابقة حين انشغل البرلمان بصراعات الكتل والمحاصصة بدلاً من خدمة الناس، ليعود السؤال القديم متجدداً: هل يتحول الغياب إلى أداة ابتزاز سياسي أم أنه مجرد انعكاس لامبالاة مزمنة بين صفوف النواب.

وعلى أعتاب انتخابات جديدة، تتجه الأنظار إلى الشارع العراقي الذي بات أكثر وعياً بمعادلة الحضور والغياب، وأكثر استعداداً لتوجيه عقوبة انتخابية قد تعصف بمستقبل كثير من الوجوه التقليدية التي تسببت في تعطيل أهم مؤسسة تشريعية في البلاد.

About Post Author

moh moh

See author's posts