اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ١٥ أيار ٢٠٢٥
15 مايو، 2025
بغداد/المسلة: تتفاقم التوترات في محافظة البصرة مع تصاعد الجدل حول مقترح تحويل قضاء الزبير إلى محافظة مستقلة، وسط انقسامات حادة تهدد وحدة المحافظة واستقرارها السياسي.
ويبرز هذا الخلاف في ظل تحديات اقتصادية وطائفية تعصف بالمنطقة، مما يجعل الزبير مركزاً لصراع النفوذ.
ورفض مجلس محافظة البصرة، بتاريخ 14 مايو 2025، المقترح بالإجماع، مؤكداً عدم وجود مبررات إدارية أو قانونية تدعمه، في جلسة حضرها المحافظ أسعد العيداني، الذي أرسل خطاباً إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، معلناً رفضه للاستحداث، مشيراً إلى أن الزبير تمثل “مركز البصرة التاريخي” وأن تقسيمها سيضعف المدينة.
وأكد العيداني أن تعزيز الخدمات يبقى الحل الأمثل بدلاً من التقسيم.
وأثار القرار جدلاً واسعاً بين الأطراف المحلية، إذ يرى مؤيدو الاستقلال، مستندين إلى تعداد سكاني يقارب 1.2 مليون نسمة حسب تقديرات 2025، أن الزبير تملك المقومات الاقتصادية والجغرافية لتكون محافظة، لا سيما مع احتضانها موانئ وحقول نفطية رئيسية.
ويخشى معارضون، بينهم العيداني، من أن يؤدي ذلك إلى تفتيت النفوذ السياسي وإعادة توزيع إيرادات النفط، التي تشكل 90% من ميزانية العراق.
ويعزز التوتر الطائفي المشهد المعقد، إذ تشتهر الزبير بأغلبيتها السنية الكبيرة، على عكس مركز البصرة ذي الغالبية الشيعية، مما يثير مخاوف من تأجيج الصراعات الطائفية.
ونقلت مصادر محلية عن العيداني قلقه من أن يقوض الاستقلال سيطرته السياسية، لا سيما مع وجود منافسين يسعون لتعزيز نفوذهم في المنطقة.
وتكررت هذه الظاهرة في العراق، كما في تجربة حلبجة، التي أصبحت محافظة في 13 مارس 2014، بعد مطالبات طويلة لتعزيز الحكم المحلي، لكنها واجهت تحديات مالية.
وشهد قضاء تلعفر في 2017 مطالبات مماثلة بعد تحريره من تنظيم داعش، لكنها أخفقت بسبب صراعات سياسية ونقص الموارد.
وأحيت حملة تواقيع نيابية، جمعت 80 توقيعاً في 26 مارس 2025، الآمال باستحداث محافظة الزبير، لكن المعارضة القوية من العيداني ومجلس المحافظة تعرقل الجهود.
ويعكس هذا الصراع تحديات بنيوية في العراق، حيث تصطدم طموحات الاستقلال الإداري بحسابات المركزية والنفوذ.
About Post Author
زين
See author's posts