هاريس بين صمت السفارة وصرامة السياسة: خبرة الشرق الأوسط تُوظّف بغداد

26 غشت، 2025

بغداد/المسلة: تولي جوش هاريس منصب القائم بأعمال السفارة الأمريكية في بغداد الأسبوع المقبل، ليحل محل ستيفن فاغن، يثير تساؤلات مستمرة عن استمرار غياب السفير الأمريكي الرسمي في العاصمة العراقية منذ فترة طويلة، وهو ما يعكس في طياته دلالات سياسية واستراتيجية مهمة بالنسبة لواشنطن وبغداد على حد سواء.

واعتبر خبراء أن اختيار هاريس، الذي يتمتع بخبرة واسعة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ويتقن اللغة العربية، مؤشر على رغبة الإدارة الأمريكية في إدارة ملف العراق بعقلية متخصصة واستراتيجية دقيقة، بعيداً عن التعيينات الشكلية، حيث يشير خلفيته في مكتب شؤون الشرق الأدنى ومجلس الأمن القومي إلى قدرة على التنسيق السياسي والأمني مع الأطراف المحلية والإقليمية.

وأوضح موقع وزارة الخارجية الأمريكية أن هاريس شغل عدة مناصب مهمة منها مدير السياسات للمبعوث الرئاسي للتحالف العالمي لهزيمة داعش، ونائب رئيس البعثة الأمريكية في طرابلس، وقائم بالأعمال في تونس، إضافة إلى مسؤولياته تجاه الجزائر ومصر وليبيا والمغرب وتونس، وهو ما يعكس تعدد خبراته وتنوعها في إدارة ملفات حساسة ومعقدة تتعلق بالأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والدبلوماسية متعددة الأطراف.

واشار محللون إلى أن استمرار غياب السفير الأمريكي الرسمي في بغداد قد يكون مرتبطاً بحساسية المشهد السياسي العراقي، خصوصاً في ظل الانقسامات الداخلية وتوتر العلاقة بين القوى الإقليمية والدولية، حيث أن اختيار هاريس يمثل خطوة دقيقة لتفادي أي انطباعات سلبية أو توترات دبلوماسية، معتمداً على خبراته المتعددة في بيئات سياسية متقلبة.

واختتمت مصادر دبلوماسية بالقول إن لغة هاريس العربية ومهاراته في التعامل مع السياسات المحلية والإقليمية، تمنحه ميزة لإعادة رسم خطوط التواصل بين واشنطن وبغداد، والتعامل مع الملفات الاقتصادية والأمنية المعقدة دون الحاجة لتدخل مباشر من واشنطن، ما يجعله شخصية محورية في المرحلة المقبلة.

About Post Author

Admin

See author's posts