اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢٦ أب ٢٠٢٥
26 غشت، 2025
بغداد/المسلة: اهتزت قاعة البرلمان تحت وقع تمرير قائمة السفراء المثيرة للجدل، بعدما صوّت مجلس النواب، يوم الثلاثاء، على القائمة المرسلة من رئاسة الوزراء، وسط اعتراضات غاضبة وانسحابات محتجة من بعض النواب، معتبرين أن ما جرى لا يستند إلى نصاب قانوني ولا يراعي القواعد الدستورية.
ويكشف نواب معارضون أن الجلسة لم تشهد اكتمال النصاب، وأن التصويت لم يكن صحيحاً، مؤكدين أن التمرير تم بآلية الالتفاف لا بالمشروعية، وأنه شكل ضربة جديدة لثقة الشارع بالمؤسسة التشريعية.
ويذهب النائب حسين عرب أبعد من ذلك حين أعلن أن 'الدور التشريعي انتهى بطريقة مؤسفة أفقدتنا المصداقية'، في تعبير يعكس عمق الشرخ بين النواب والحكومة في إدارة هذا الملف.
وتتصاعد الانتقادات ضد هيئة رئاسة البرلمان التي سمحت بتمرير القائمة رغم اعتراضات شديدة، إذ وصف بعض النواب الأمر بـ'المعيب' ومؤشراً على تراجع دور المؤسسة التشريعية أمام نفوذ القوى السياسية. وتشير شهادات من داخل القاعة إلى أن مشادات كلامية وقعت بين النواب، تخللها انسحاب غاضب من بعض الكتل، رفضاً لفرض فقرة التصويت على جدول الجلسة دون توافق مسبق.
ويكشف القانون رقم ٤٥ لسنة ٢٠٠٨ عن معادلة كان من المفترض أن تحفظ التوازن بين الكفاءة والمحاصصة، عبر تخصيص ٧٥ بالمئة من التعيينات الدبلوماسية لأصحاب الخبرة والكفاءة، و٢٥ بالمئة فقط للحصص الحزبية. غير أن هذه القاعدة انقلبت رأساً على عقب، فارتفعت حصة الأحزاب تدريجياً من النصف حتى وصلت اليوم، بحسب مصادر نيابية، إلى استحواذ كامل مئة بالمئة، في مؤشر خطير على تفريغ السلك الدبلوماسي من معناه المهني وتحويله إلى غنيمة سياسية.
ويحذر مراقبون من أن هذا التوجه يعمّق عزلة العراق الدبلوماسية، ويضعف قدرته على تمثيل نفسه بجدارة في المحافل الدولية، حيث تتحول السفارات إلى مقرات حزبية بدل أن تكون جسوراً للتواصل والتأثير. وتؤكد أصوات أكاديمية أن استمرار هذه الصيغة يعكس عقلية تقاسم النفوذ أكثر مما يعكس إرادة بناء دولة، ويكشف هشاشة المؤسسات أمام سطوة الأحزاب.
ويتعالى الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث غرّد ناشطون بحدة مستخدمين وسم #سفراء_المحاصصة، معتبرين أن العراق لم يعد يملك سياسة خارجية بل محاصصة خارجية، وأن ثقة الشارع بأي عملية انتخابية أو تشريعية تنهار يوماً بعد آخر مع مثل هذه الممارسات. وكتب آخرون أن البرلمان 'صوت على محو الكفاءة لا على تمرير السفراء'، في تعبير يلخص حجم السخط الشعبي.
About Post Author
moh moh
See author's posts