العام الدراسي الجديد.. امتحان العراق في مواجهة الأعداد المليونية

21 شتنبر، 2025

بغداد/المسلة: ارتفعت وتيرة الاستعدادات في المؤسسات التعليمية مع اقتراب صافرة البداية للعام الدراسي الجديد في العراق، حيث امتلأت أروقة المدارس بحركة الملاكات التدريسية التي باشرت دوامها منذ الرابع عشر من سبتمبر، استعداداً لاستقبال ملايين التلاميذ والطلاب في الثاني والعشرين من الشهر نفسه، وسط أجواء تحمل خليطاً من الأمل والرهبة.

وظهرت مشاهد التحضيرات في بغداد والمحافظات وكأنها لوحة صاخبة، إذ تمخضت عن أعمال صيانة عاجلة للمباني وتجهيز المقاعد والمناهج، فيما علت أصوات المعلمين الذين التفوا حول طاولات الاجتماعات يناقشون خططهم لهذا العام.

وقال مدير إحدى المدارس الابتدائية في الكرخ: 'نستقبل هذا العام أكثر من ألف تلميذ جديد، ونشعر أننا أمام تحدٍّ كبير، لكنه يحمل في طياته فرحاً غامراً'.

وانطلقت حملات الأهالي لشراء المستلزمات الدراسية مبكراً، فامتلأت الأسواق بالمحافظ والقرطاسية والزي المدرسي، فيما تباينت آراء الأسر بين قلق من الأعباء المالية وفرح بعودة الحياة إلى صفوف التعليم.

وقالت أم لثلاثة طلاب: 'أنفقنا هذا العام مبالغ مضاعفة بسبب ارتفاع الأسعار، لكن فرحتنا بجلوس أبنائنا على المقاعد الدراسية تعوض كل شيء'.

وانعقدت اجتماعات مكثفة في مديريات التربية لوضع خطط الطوارئ لتفادي الاكتظاظ وضمان انسيابية الدروس، خصوصاً مع إعلان الوزارة التحاق مليون و200 ألف تلميذ جديد بالصف الأول الابتدائي، ما يشكل عبئاً غير مسبوق على البنية التحتية. وأوضح مسؤول تربوي: 'نحتاج إلى مضاعفة الجهود لتوزيع الصفوف بشكل عادل، ونفكر بإيجاد حلول ابتكارية كتقسيم الدوام'.

وترافقت هذه الاستعدادات مع تساؤلات حول الإجازات الرسمية التي يتضمنها التقويم الدراسي 2024-2025، إذ ينتظر الطلاب تلك المناسبات الوطنية والدينية التي تمنحهم فسحة من الراحة وسط زخم الدروس.

وأكد معلم لغة عربية أن 'التوازن بين العطل وأيام الدراسة ضرورة نفسية، لأنها تعيد النشاط إلى التلاميذ وتزيد من قدرتهم على الاستيعاب'.

واستشعرت مواقع التواصل الاجتماعي حماسة لافتة، حيث نشر طلاب صور تجهيزاتهم وكتبوا عبارات التفاؤل بعبور عام جديد نحو النجاح، بينما دون آخرون انتقادات عن ضعف البنية التحتية للمدارس الحكومية ومشكلات الاكتظاظ، وهو ما عكس جدلاً متصاعداً بين الأمل والإحباط.

وتدفقت الأصوات الطلابية في الميدان بجرأة، إذ قال طالب في المرحلة الإعدادية: 'نريد أن نشعر أن مدارسنا بيئة حقيقية للتعلم، لا مجرد صفوف مكتظة وكتب متراكمة'، فيما أضافت زميلته: 'أحلامنا معلقة على هذا العام، وعلينا أن نتمسك بالأمل رغم كل الصعوبات'.

About Post Author

Admin

See author's posts