"اللسان الأزرق" يحرم العراق تصدير اللحوم

حظرت الصين استيراد الحيوانات المجترة من بغداد بعد ظهور المرض مجددا والجهات البيطرية تستنفر

بعد نحو ستة عقود من اختفائه في العراق، يعاود مرض 'اللسان الأزرق' الظهور ليدق ناقوس الخطر في دول بعيدة منه مثل الصين التي أعلنت حظر الاستيراد المباشر وغير المباشر للحيوانات المجترة ومنتجاتها من بلاد الرافدين، في أعقاب تقرير قدمته بغداد إلى المنظمة العالمية لصحة الحيوان بعد اكتشاف المرض بين الأغنام.

ويبدو أن العراق بات يدفع ثمن التهريب المستمر عبر حدوده غير المسيطر عليها من خلال دخول منتجات غير مفحوصة، بحسب تقارير دوائر البيطرة في وزارة الزراعة.

وعلى رغم أن المرض لا يصيب الإنسان إلا أنه يسبب خسائر اقتصادية نتيجة وفاة الحيوان المصاب إذا لم يتم الإسراع في علاجه أو الكشف الباكر عن المرض.

'لا يصيب الإنسان'

وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة العراقية محمد الخزاعي إن المرض ظهر في بعض البؤر المسيطر عليها في مناطق عراقية، مشيراً إلى أنه لا يصيب الإنسان.

وأضاف الخزاعي في تصريح صحافي 'سبق أن أعلن العراق ظهور مرض اللسان الأزرق الذي يصيب الحيوانات، وأن ما تم الكشف عنه هو عبارة عن بؤر وبائية مسيطر عليها في بعض المناطق المحدودة بكركوك وديالي ونينوى'.

وأشار إلى أن الفرق الصحية ودوائر البيطرة التابعة لوزارة الزراعة اتخذت في هذه المحافظات الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات بحصر هذه البؤر وغلق المناطق التي يوجد فيها ومنع دخول وخروج أي حيوانات لمدة 14 يوماً، ومكافحة هذا المرض والوسط الناقل له وهو حشرة تشبه البعوض.

'لا نصدر اللحوم الحمراء للصين'

وفي شأن الإعلان الصيني عدم استيراد الماشية العراقية، لفت محمد الخزاعي إلى أن العراق لا يصدر أية منتجات حيوانية سواء حية أو غير حية إلى الصين، كما أن بغداد وبكين عضوان في المنظمة العالمية لصحة الحيوان.

وقال إن الصين في إعلانها استبقت الأمور كإجراء وقائي، وأكد أن المرض لا ينتقل من الحيوان إلى الإنسان ولا يصيب سوى الحيوانات، موضحاً أن دوائر البيطرة العراقية اتخذت الإجراءات لحصر المرض.

ولفت إلى أن 'الإجراءات التي يتبعها العراق متبعة وفق الأسس الصحية وسبق أن سيطرنا على الحمى النزفية التي تنتقل من الحيوان للإنسان، وسنسيطر على هذا المرض'.

وأضاف أن العراق يستورد اللحوم الحمراء من خارج البلاد لأن الموجودة في بلاد الرافدين لا تسد حاجاته الداخلية، شرط أن تتبع الإجراءات الصحية المتبعة.

يذكر أن العراق سبق وأعلن ظهور الحمى النزفية خلال عامي 2022 و2023، وهو مرض خطر يصيب الحيوان وينتقل إلى الإنسان، وأدى ظهوره إلى إصابة ووفاة العشرات قبل أن يُسيطر عليه.

السيطرة على المرض

ويؤكد مدير قسم الوبائيات في دائرة البيطرة العراقية ثائر صبري حسين أن مرض الحمى النزفية جرت السيطرة عليه بعد دخوله البلاد منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، موضحاً أن ظهوره هذا في العراق يعتبر للمرة الأولى منذ ستينيات القرن الماضي.

وأضاف حسين، 'المرض ظهر في المناطق الشمالية من العراق وتحديداً كركوك والموصل، حيث أصاب الأغنام والأبقار والماعز، فيما تعد الأغنام أكثر تحسساً ولذلك فالإصابات التي حدثت بينها كثيرة'.

وقال، 'كإجراء احترازي منعنا حركة الحيوانات المصابة من كركوك والموصل إلى بقية المحافظات، فضلاً عن رش المنطقة بالمبيدات لأن هذا لمرض ينقله نوع من أنواع البعوض'.

وأعاد التذكير بأنه جرى إبلاغ السلطات المحلية في المحافظات بتشكيل لجان من الجهات والدوائر ذات العلاقة لمنع الحركة لقطعان المواشي وتطبيق الإجراءات الوقائية، مؤكداً أن المرض دخل البلاد عبر طرق غير شرعية من حدود إقليم كردستان، حيث لا يسمح بدخول الحيوانات إلا بشهادة تثبت خلوها من الأمراض.

ولفت مدير قسم الوبائيات إلى أن 'المرض لا ينتقل إلى البشر، وأعراضه بين الماشية هي ارتفاع درجات الحرارة وتورم وانتفاخ اللسان، وبالتالي فالحيوان لا يستطيع الأكل وإذا لم يعالج فسيموت، والأطباء البيطريون العراقيون أصبحت لديهم خبرة في علاجه'.

وعن الإجراءات المستقبلية لمنع دخول المرض وانتشاره داخل العراق قال حسين، 'لدينا إنذار باكر للأمراض في جميع المحافظات العراقية، وإذا ما ظهر مرة أخرى فنرسل نماذج إلى المختبر المرجعي ونطلب لقاحات للمرض، وذلك من أجل أن تكون هناك وقاية للحيوانات من المرض'.