اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٤ تموز ٢٠٢٥
4 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: تجدد الموقف وتقرر الحسم والفرز، حين أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الجمعة، تجديد مقاطعته للمسار السياسي، في بيان مقتضب حَمَل في كلماته القليلة ما يكفي لإحداث رجّة داخل المشهد العراقي الغارق أصلاً في تعقيداته.
وكتب الصدر على حسابه الرسمي: 'مقاطعون.. من شاء فليقاطع.. ومن شاء فليتخذ لشهوة السلطة سبيلا'، وهي عبارة كثيفة الإيحاء، لا تستهدف فقط الجمهور الموالي بل توجه صفعة مباشرة إلى منظومة الحكم، وتضعها أمام مراياها المهشّمة. فالمقاطعة هنا لا تُفهم بوصفها انكفاءً، بل عصيانًا رمزيًا، وموقفًا أخلاقيًا موجهًا ضد 'شهوة السلطة'، كما وصفها.
وانسحب الصدر سياسيًا منذ نحو عامين، بعد اقتحام أنصاره المنطقة الخضراء عقب خلافات دستورية وقانونية مع الإطار التنسيقي، لكنه لم ينسحب من التأثير، بل ظل حاسمًا في مواقفه، مراقبًا بصمت غالبًا، ومتدخلاً ببيانات حازمة في مفاصل محددة.
وأعاد الصدر في بيانه التذكير بشروطه التاريخية لأي عملية سياسية 'مقبولة': تسليم السلاح المنفلت، حلّ المليشيات، تقوية الجيش والشرطة، استقلال العراق، ومحاسبة الفاسدين. وهي مطالب تبدو أقرب إلى قائمة 'شروط الإنقاذ'، لكنّها في ذات الوقت تمثل نقدًا مباشرًا لبنية الحكم الحالية التي لم تتمكن، بعد عشرين عامًا من التغيير، من تفكيك المنظومة الموازية داخل الدولة.
بيان الصدر هذه المرة ليست مجرد عزوف، بل انقلاب في قواعد اللعبة السياسية.
القرار هو تصعيد بوجه الإطار التنسيقي الذي يستعد لدورة انتخابية جديدة، ويريد تثبيت نفوذه في المحافظات. فالصدر، بقراره هذا، يسحب انصاره والمتعاطفين معه في الشارع من كل معادلة سياسية مستقبلية، ليترك خصومه في ملعب خالٍ من الخصم الشعبي الأقوى، ولكن تحت رقابة مكثفة من جمهور يلتزم الصمت الغاضب.
ويبدو أن الرسالة الأوضح التي حملها بيان الصدر هي: لا تسوية بلا إصلاح، ولا سياسة مع المليشيات، ولا دولة من دون سيادة كاملة.
وبذلك يضع خصومه أمام امتحان عسير .
About Post Author
Admin
See author's posts