اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ١٧ كانون الأول ٢٠٢٥
17 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة:
د . داود هاشم
في ظل أزمة اقتصادية حادة يعاني منها العراق، حيث يعتمد الاقتصاد بشكل شبه كامل على الإيرادات النفطية التي تشكل أكثر من 90% من الموازنة العامة، أصبحت الحاجة ماسة إلى إصلاحات جذرية. الخيار الأمثل يكمن في تعزيز الدور الرقابي لمجلس النواب الجديد دون خضوع للتخادم الحزبي، مع تشكيل حكومة إنقاذ تكنوقراط وطنية تركز على إعادة بناء الاقتصاد، بعيداً عن أجندات الولاية الثانية أو المكاسب الانتخابية.
لقد أدت قرارات الطبقة السياسية منذ عام 2005 إلى إهدار هائل للموارد، من خلال التركيز على التعيينات الوظيفية والرعاية الاجتماعية لكسب الجماهير على أساس عرقي وقومي ومذهبي وعشائري، بدلاً من بناء عنوان وطني جامع. هذه السياسات أدت إلى تضخم النفقات التشغيلية، حيث تشكل الرواتب فقط دون التقاعد والرعاية أكثر من 60% من الإنفاق، مما أجهض فرص التنويع الاقتصادي وتعزيز مصادر الإيرادات غير النفطية.
اليوم، مع انخفاض أسعار النفط انكشفت هشاشة الوضع المالي. الذي لطالما جاهدت الحكومة عن إخفاءه من خلال استخدام أدوات الترقيع مثل الاقتراض الداخلي وسحب الامانات الضريبية وصندوق الرعاية ، مما ينذر بأزمة سيولة حادة وصعوبة في دفع الرواتب إذا استمر الوضع دون حلول جذرية . لقد انتهت عصر اللعب بالمال العام من خلال العقود المناطقية والإنفاق الانتخابي الباذخ، الذي يغذي الفساد ويستنزف المقدرات.
لتلافي الانزلاق نحو الهاوية، يجب على البرلمان الجديد التخلي عن الخضوع للرؤساء الحزبيين، واستعادة هيبة دوره الرقابي من خلال استجواب الوزراء وسن تشريعات إصلاحية. كما يتطلب الأمر تشكيل حكومة تكنوقراط وطنية غير حزبية، تهدف إلى انتعاش الاقتصاد عبر خيارات محدودة ولكن حاسمة:
– اعتماد موازنة تقشفية سنوية لوقف البذخ الحكومي وتقليل الإنفاق المنفلت.
– إجراء عمليات جراحية إصلاحية تعتمد على صبر المواطنين للخروج من الأزمة، مع التركيز على تنويع الإيرادات ومكافحة الفساد.
– سن قانون إصلاح اقتصادي شامل لمدة 12 سنة، يصبح ملزماً للحكومات المتعاقبة، يرسي منهجية ثابتة للتنمية المستدامة والخروج من الاعتماد الريعي.
الإصلاحات ليست خياراً، بل ضرورة لضمان حياة كريمة ومستقبل مزدهر للأجيال القادمة بخلافه فالأزمة القادمة ستضرب بطون العديد من الشرائح المترقبة بانتظار فرصة خروجها الى الشارع وهو امر قد يعيد ذاكرة سيناريو احداث تشرين التي بدئها الخريجين، لكن الشعارات القادمة قد تتجاوز شعارات الأمس.
About Post Author
moh moh
See author's posts






































