اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٣١ أب ٢٠٢٥
31 غشت، 2025
بغداد/المسلة: تسجّل تصريحات قياديين في الحشد الشعبي منعطفاً جديداً في الجدل الدائر حول مستقبل الحشد الشعبي، إذ يقدّم خطاباً يوازن بين الالتزام بالمؤسسة العسكرية الرسمية وبين الحفاظ على استقلالية السلاح، في وقت يشهد فيه العراق ضغوطاً أمريكية متكررة لإعادة تعريف دور الفصائل المسلحة.
وتعكس التصريحات الموقف من المطالب الأمريكية التي لا تمس منظومة الحشد الشعبي بل الفصائل خارجه، في محاولة لرسم خط فاصل بين الفصائل 'الشرعية' المنضوية تحت هيئة الحشد وتلك الخارجة عن هيكليته، وهو فصل يسعى لتثبيت صورة الحشد كمكوّن رسمي محكوم بقرارات القائد العام للقوات المسلحة، بعيداً عن الاتهامات بأنه يشكّل جيشاً موازياً.
ويشير هذا الخطاب إلى حسابات دقيقة في ميزان السياسة الداخلية، حيث لا تستطيع الحكومة مواجهة جمهور واسع يعتبر الحشد 'ضمانة وجود' بعد صدمات داعش، وفي الوقت نفسه تحاول الحفاظ على التوازن مع واشنطن التي ترى أن قانون الحشد يمنح غطاءً لمجموعات مصنفة على لائحة الإرهاب. وهنا يظهر الحشد كعقدة سياسية مزدوجة: ركيزة في المعادلة الأمنية، ومثار ريبة في الحسابات الإقليمية والدولية.
ويكشف السياق أيضاً أن النقاش حول دمج الحشد داخل الجيش لم يعد نقاشاً تقنياً بل أصبح ملفاً سيادياً يعكس طبيعة التوازن في العراق. فالقانون الذي يفترض أن يحسم وضع الحشد كجزء من المؤسسة العسكرية تحوّل إلى مساحة مساومات سياسية، وورقة ضغط بيد الفاعلين الخارجيين.
ويبرز أن تصريحات قادة الحشد ليست مجرد دفاع عن مكانة الحشد، بل هي رسالة ضمنية عن قدرة هذه المؤسسة على حماية شرعيتها القانونية وعدم التفريط بسلاحها الذي يوصف بأنه 'محمي رسمياً'، ما يعني أن أي نقاش داخلي أو خارجي سيصطدم بجدار قانوني وسياسي صلب.
About Post Author
Admin
See author's posts