اخبار العراق
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ١٢ أيلول ٢٠٢٥
إن تغيير اسم البنتاغون لوزارة الحرب بدلا من وزارة الدفاع له دلالات سيئة أبعد من أن تكون مجرد لغوية. مايكل أوهانلون – ناشيونال إنترست
لقد اقترح الرئيس ترامب مؤخراً أن تعيد الولايات المتحدة تسمية مؤسستها العسكرية، المعروفة بوزارة الدفاع منذ عام 1949، إلى وزارة الحرب، لكنها فكرة سيئة لأن ذلك قد يبدو عدوانياً في نظر الأجانب.
ومن الطبيعي أن يستمر الحلفاء في التعاون مع الينتاغون رغم تغيير الاسم. أما بالنسبة للخصوم فإن الخوف من الولايات المتحدة لن يتحقق لمجرد تغيير اسم البنتاغون بل من القدرات الفعلية لوزارة 'الحرب'.
إن حجة معارضة تغيير الاسم تكمن في الرسالة التي يوجهها إلى الجنود الأمريكيين، رجالاً ونساءً، وعامة الناس. إن تسمية 'وزارة الحرب' اسم مضلل ومتحيز لوظيفة الجيش الأمريكي في عالم اليوم.
وقد يكون ترامب محقاً في ملاحظته أن الولايات المتحدة عانت في ساحة المعركة منذ إعادة تنظيم وزارة الحرب لتصبح وزارة الدفاع عام 1949. ولم يؤثر تغيير الاسم بشكل مباشر على أداء الجيش الأمريكي في العقود التالية، ولكنه يبقى ملاحظة وجيهة.
ومع وجود وزارة حرب ووزارة بحرية خاضت الولايات المتحدة حرباً ضد بريطانيا العظمى انتهت بالتعادل في حرب عام 1812، ثم انتصرت في الحرب المكسيكية الأمريكية، والحرب الأهلية، والحرب الإسبانية الأمريكية، والحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية.
وكانت نتائج الولايات المتحدة أكثر فوضوية بعض الشيء في الفلبين مطلع القرن العشرين، وفي بعض المواجهات القريبة منها، مع المكسيك وأمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، لكنها انتصرت فيها عموماً. ودون التعليق على أخلاقيات ذلك، هزم جيش الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ميليشيات الدولة، قبائل الأمريكيين الأصليين في معظم المعارك التي خاضتها ضدهم بين الاستقلال وعام 1890.
ولكن لم تستمر الانتصارات على هذه الشاكلة، فمنذ عام 1945 خاضت الولايات المتحدة حرباً ضد كوريا الشمالية والصين انتهت بالتعادل، بينما خسرت تماماً في فيتنام وأفغانستان، ونسبيا في حرب العراق.
لقد كان الهدف الرئيسي للمؤسسة العسكرية هو كسب الحروب، لكن يجب أن يكون الهدف اليوم هو تجنب الحرب، وفق الباحث برنارد برودي. والتأمل في الفترة منذ عام 1949 يؤكد أن إعادة تسمية وزارة الدفاع لا مبرر له، وخير مثال على أن استخدام النيران المفرطة لم يكن مؤثراً هو الحرب ضد فيتنام. ولايوجد علاقة بين إعادة صياغة اسم الوزارة والروح القتالية لدى أفراد الجيش.
ومن أمثلة الصراعات الكثيرة التي تدخلت فيها الولايات المتحدة حيث ركز جيشها على الناحية التكتيكية هي: الإطاحة بنظام نورييغا في بنما عام 1989، وعملية عاصفة الصحراء عام 1991، وحرب كوسوفو عام 1999، والحرب على طالبان عام 2001، والإطاحة بصدام حسين عام 2003، ومقتل أسامة بن لادن عام 2011، ومحاربة داعش في العراق وسوريا منذ عام 2014 حتى عام 2019.
وبعض هذه العمليات أتت أكلها، بينما لم تحسم بعضها الآخر الأمور على الأرض بشكل نهائي. ولكن سبب عدم النجاح ليس فشل القوات الأمريكية، بل في الاستراتيجيات السياسية والعسكرية غير المجدية.
وفي عصرنا الحالي الذي يشهد تجدد التنافس بين القوى العظمى من الدول النووية، يجب على الجيش أن يلتزم مجدداً بشعار برودي؛ حيث يجب استمرار تدريب القوات المسلحة وردع الأعداء ولكن بهدف تجنب الحرب وليس افتعالها. وفي النهاية قد لا يكون اسم 'وزارة الدفاع' مثالياً، لكنه أفضل بكثير لما ينبغي أن تتوقعه الولايات المتحدة من قواتها المسلحة.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب