اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢٠ أيلول ٢٠٢٥
20 شتنبر، 2025
بغداد/المسلة: يرسم تقرير لرويترز مشهدا لسوريا بعد سقوط الأسد وقد تحولت إلى ساحة انقسام حاد يمر على طول نهر الفرات، حيث تموضعت قوتان متعارضتان: حكومة جديدة في دمشق يهيمن عليها إسلاميون مدعومون من تركيا وواشنطن، وقوات كردية متمسكة بحكم ذاتي في الشرق مدعومة جزئياً من الأمريكيين، لكنها تخشى تخليهم عنها.
ويكشف مسار التغطية الميدانية عبر 1800 كيلومتر من خط التماس أن ما يفصل الطرفين ليس مجرد النهر، بل هوة سياسية وهوياتية عميقة يصعب ردمها.
ويتجسد الخطر الأكبر في ثنائية التقسيم أو الحرب، فكل المؤشرات الميدانية من دير الزور إلى الرقة وحتى سد تشرين تؤكد أن التسوية السياسية متعثرة، وأن محاولات دمج القوات الكردية في جيش دمشق الجديد تصطدم بخلافات بنيوية حول الهوية والولاء. وتفاقم التدخلات الخارجية، التركية والأمريكية والإسرائيلية، من هشاشة الوضع وتزيد احتمالات الانفجار.
ويظهر التقرير أن سوريا بعد ديسمبر 2024 ليست دولة موحدة بل فسيفساء جبهات مفتوحة، تدار فيها حسابات قديمة، وتُحفر أنفاق جديدة، وتُستخدم الطائرات المسيّرة كرمز لحرب طويلة. ويفرض نهر الفرات معادلته الصلبة: من يسيطر على ضفتيه يسيطر على الطاقة والماء والممرات الحيوية.
ويُبرز التقرير تأثيراً مباشراً على العراق الذي يعتمد بشكل حيوي على مياه الفرات الآتية من تركيا مروراً بسوريا. فكلما اشتدت المعارك حول السدود أو ارتبك تدفق المياه، انعكس ذلك على الأمن المائي والغذائي في العراق، الذي يعاني أصلاً من أزمة مياه حادة.
كما أن احتمالات تقسيم سوريا تعني ولادة كانتونات مسلحة على تخوم الحدود العراقية، ما يفتح الباب أمام عودة نشاط الجماعات المتطرفة أو تهريب السلاح والبشر عبر الصحراء الممتدة من دير الزور حتى الأنبار. وبذلك يصبح مستقبل العراق الأمني والاقتصادي مرهوناً إلى حد بعيد بمآلات الصراع السوري، سواء بقي مقسوماً أو انفجر في حرب شاملة.
About Post Author
Admin
See author's posts