اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢١ تموز ٢٠٢٥
21 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: في مشهد يزداد تشابكاً، تعود قضية 'سلاح الفصائل' إلى واجهة الجدل السياسي العراقي، وهذه المرة على لسان قيس الخزعلي، زعيم 'عصائب أهل الحق'، أحد أبرز وجوه 'محور المقاومة' داخل العراق.
ومن على منبر مجلسٍ حسيني، لا من قاعة برلمانية أو مؤتمر صحفي، جاءت الرسالة: 'من يريد أن يسلم سلاحه، فليستعد لحلق شاربه'، تصريح فُهم مباشرة بوصفه استعراضاً للرفض الحاد لأي حديث عن نزع السلاح من أيدي الفصائل.
وتقود المفردة الشعبية التي استخدمها الخزعلي إلى تقاطع بين الرمز العشائري والقرار السياسي، في تلويح بأن التخلي عن السلاح يعني التخلي عن 'الرجولة' والمكانة والكرامة لدى من يمثلهم. وهي استعارة ليست جديدة في الخطاب السياسي العراقي، لكنها هذه المرة تأتي في سياق إقليمي مشتعل، حيث أشار الخزعلي إلى ما يجري في سوريا بوصفه 'إشارة خطر'، في إحالة صريحة إلى احتمالات انهيار الدول حين تفقد أدوات القوة غير الرسمية، أو تتنازل عنها مبكراً.
وفي خلفية التصريح تتردد أصداء النقاش الأوسع حول 'حصر السلاح بيد الدولة'، وهو الشعار الذي ترفعه قوى مدنية وشخصيات محسوبة على التيار الصدري وحتى أجنحة داخل الإطار التنسيقي نفسه. لكن حديث الخزعلي يضع خطوطاً حمراء أمام هذا الشعار، من خلال تأكيده أن 'الدولة تمتلك قرارها السيادي والسلاح'، ما يعني ضمنياً أن ازدواجية السلاح لا تتعارض مع مفهوم السيادة من وجهة نظره، بل قد تكون جزءاً منها في ظل ما يعتبره تهديدات إقليمية متصاعدة.
وتعكس هذه التصريحات مستوى القلق الذي يسود أوساط الفصائل المسلحة من تحول المزاج الداخلي أو الدولي باتجاه إجراءات أكثر صرامة تجاه سلاحها، لاسيما بعد التغيّرات الجيوسياسية في المنطقة، والضغط الأميركي المستمر، ومواقف خليجية داعمة لحكومة مركزية قوية في بغداد.
About Post Author
Admin
See author's posts