اخبار العراق
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
عن العوامل التي تشجع روسيا على تعزيز تعاونها مع العراق، كتب إيغور غوربونوف، في 'فزغلياد':
في أعقاب التغييرات الجذرية التي شهدتها سوريا، تواجه روسيا حاجةً ملحةً لإعادة بناء مواقعها في الشرق الأوسط. فقد اهتزّ المسار السوري، الذي لطالما عُدّ الأساس الاستراتيجي لنفوذ روسيا الإقليمي. وعلى هذه الخلفية، كانت زيارة أمين عام مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، إلى بغداد في سبتمبر/أيلول من هذا العام إشارةً مهمة: فروسيا تُحوّل اهتمامها إلى حد كبير نحو العراق، حيث تتوافر الفرص، ويزداد الطلب على الشراكة، ويقلّ فيه مستوى الاضطرابات.
ولا يقلّ تأثير الوجود الروسي في العراق على الوضع حول إيران أهميةً عن الوجود في سوريا. فمن خلال بناء تعاون مستدام مع العراق، تُسهم روسيا في خلق نوع من الحماية لإيران. وتكتسب موسكو القدرة على التأثير في القوى المتحالفة مع إيران من دون مفاقمة الصراع. وهذا يُعزز الاستقرار في المنطقة ويُقلّل من خطر التصعيد المفاجئ.
ومع ذلك، فإن العراق ليس بديلًا مباشرًا عن سوريا. فهو يفتقر إلى منفذ على البحر الأبيض المتوسط، ويفتقر إلى قواعد عسكرية مستقرة يُمكن أن تُشكّل نظائر لقاعدتي حميميم وطرطوس. لا يزال النظام السياسي في البلاد هشًا، في ظل صراعات داخلية وبنية ائتلافية معقدة. ومع ذلك، يمكن للعراق أن يبرز كمركز إقليمي مهم في مجالات اللوجستيات والطاقة والأمن والتكنولوجيا. تُدمج روسيا العراق في استراتيجيتها طويلة المدى في الشرق الأوسط. وهذا، بالطبع، خيار عملي، يمليه الواقع الجديد الذي يفرضه التعدد القطبي. وبينما تتراجع سوريا إلى حالة من عدم اليقين، يصبح العراق منصة للحوار، وإنشاء البنية التحتية، وإنتاج النفط، وبيع التكنولوجيا، والأهم من ذلك، الحفاظ على النفوذ.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب







 
  
  
  
  
  
  
  
  
 




































 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 