مسعود بارزاني: منجزات الانتفاضة ملك لشعب كردستان والأجيال القادمة

المدى/ أربيل

وجه زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، أمس الثلاثاء، رسالةً في الذكرى السنوية لانتفاضة آذار المجيدة، أكد فيها، أن منجزات الانتفاضة ملك شعب كردستان، والأجيال القادمة. وقال بارزاني في بيان، تلقته (المدى)، إنه 'بمناسبة الذكرى الـ33 لانتفاضة شعب كردستان، أهنئ عوائل الشهداء الكرام والبيشمركة الأبطال، وكافة الوطنيين والمناضلين من أجل الحرية وجميع أبناء كردستان'.

وأضاف أن 'الانتفاضة كانت استمراراً لعقود من النضال ونتاج الصمود والعمل الجاد ودماء شعب وقوى كردستان المناضلة، وأصبحت بداية جديدة وأملاً جديداً في حياة شعبنا، حماس الشعب ضد المؤسسات القمعية والمحتلة كان رسالةً واضحة جداً، مفادها أنه على الرغم من قوة الغزاة بقيت إرادة الشعب في عيش حياة كريمة وحرة، دائما في قلوب أبناء الشعب الكردي، وستبقى للأبد'.

وأكمل، أن 'منجزات الانتفاضة ملك شعب كردستان، والأجيال القادمة'، مؤكداً أن 'إنجازات وأهداف وقيم الانتفاضة يجب أن تبقى عالية، وأن تتم حمايتها وتقويتها، ولا ينبغي نسيانها أمام أي موقف وتحت أي ضغط'.

واختتم زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني بيانه بالقول: 'تحية للأرواح الطاهرة لشهداء الانتفاضة وكافة شهداء طريق حرية كردستان'.

من جانبه، حذر رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، من 'تهديدات' قال إنها تتربص بالفيدرالية والكيان الدستوري للإقليم.

وذكر بارزاني في بيان تلقته (المدى)، أن 'شعب كردستان انتفض في الخامس من آذار 1991 انطلاقاً من مدينة رانية بوابة الانتفاضة حاملاً روحه على كفه لا يهاب الموت في سبيل الحرية، فأنهى واحداً من أكثر عهود الظلم والدكتاتورية دموية. هذا الشعب لن يتخلى أبداً عن الحرية وعن الأهداف المقدسة للانتفاضة'.

وتابع بارزاني ان 'الأهداف المقدسة للانتفاضة والمتمثلة في الحياة والحرية والديمقراطية، ومجتمع آمن ومتقدم، وفي بناء الحاضر ومستقبل أفضل، وكردستان قوية تكون مهد التعايش وقبول الآخر والتسامح، لا تتحقق إلا من خلال العمل المشترك والموقف الموحد والتكاتف'. من جانبه، شدد رئيس حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني، أمس الثلاثاء، على ضرورة صون كيان إقليم كردستان وتطويره، وترسيخ مبادئ التعايش السلمي والوئام والانسانية المتجذرة في شعبه.

وقال مسرور بارزاني في بيان أمس بهذه المناسبة 'لقد شكّلت انتفاضة آذار أبرز المحطات المثمرة في تاريخ كردستان، فهي مصدر فخر واعتزاز، وسيادة راسخة لشعبنا، وعنواناً للوحدة والتلاحم بين مختلف طبقاته وشرائحه ومكوناته وقواه وأطرافه السياسية، لتُجسد بذلك رفضاً قاطعاً للظلم والاحتلال والتبعية، وقد تُوّجت بمنجز عظيم تكلل بتأسيس الكيان الاتحادي لإقليم كردستان بمؤسساته الشرعية والدستورية'.

وأضاف 'اليوم وإذ نحيي ذكرى انتفاضة آذار، فإنه يتحتم على الجميع، أطرافاً ومكونات وأفراداً، أن يتكاتفوا، متحدين صفاً واحداً، للدفاع عن المنجزات الوطنية والحقوق الدستورية لشعب كردستان'.

وصادفت، أمس الثلاثاء 5 مارس/آذار، الذكرى الـ33 لانطلاق انتفاضة جماهير كردستان في العام 1991، ضد الدكتاتورية والاستبداد، والتي جسدت قمة التلاحم بين كل أبناء شعب كردستان بمختلف انتماءاتهم وشرائحهم، وكانت بحق حدثاً ومنعطفاً تاريخياً في حياة ونضال شعب كردستان وحركته التحررية، وأحدثت تغييرات جوهرية كبيرة على الصعيد القومي والوطني، ولأول مرة تحرر كل إقليم كردستان، بضمنه مدينة كركوك.

وقد انطلقت شرارة هذه الانتفاضة الجماهيرية الشاملة في الـ5 من مارس/ آذار من العام 1991 من مدينة رانية (حالياً مركز إدارة رابرين المستقلة) ضمن حدود محافظة السليمانية، والتي سميت منذ ذلك الحين بـ(بوابة الانتفاضة) حيث تحررت جماهير المدينة وكل المناطق التابعة لها، لتتوسع مساحة الانتفاضة وتتدحرج ككرة الثلج التي تكبر شيئاً فشيئاُ لتصل إلى مدينة السليمانية في الـ7 من مارس/ آذار، حيث انتفضت هذه المدينة بالكامل وخرج أبناؤها شيباً وشباباً والنساء قبل الرجال، وتمكن أبناؤها من السيطرة على كل الدوائر والمؤسسات الحكومية، وفي مقدمتها الأمنية، التي هرب من تمكن من منتسبيها وقضى من لم يتمكن من الفرار، بعد أن انهارت تلك المؤسسات أمام الموجة الجماهيرية العارمة، لتتحرر مدينة السليمانية بالكامل في الـ8 من مارس/آذار.

كما تحررت مدن حلبجة وجمجمال وعربت وبقية المناطق القريبة من هذه المدن والطرق الرئيسية بين السليمانية وكركوك وبعقوبة (مركز محافظة ديالى).

وفي التاسع من مارس / آذار تحررت كويسنجق وشقلاوة وكفري، وخلال أيام الانتفاضة هذه ارتقى الكثير من الشهداء في صفوف الجماهير، إثر مقاومة أفراد المؤسسات الأمنية وبعض القطع العسكرية التي حاول النظام تعزيزها للتصدي للجماهير المنتفضة.