اخبار الجزائر
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٩ كانون الأول ٢٠٢٥
أشارت صحيفة 'الشروق' الجزائرية إلى أن روسيا باتت الوجهة المفضلة لعدد متزايد من الطلبة الجزائريين من أجل تعليم عال متميز يجمع بين الجودة الأكاديمية والفرص البحثية والانفتاح الثقافي.
ويقدر عدد الطلاب الجزائريين المسجلين حاليا في الجامعات الروسية بأكثر من 2000 طالب، في مؤشر على توسع مستمر في التعاون التعليمي بين البلدين.
ويعزى هذا الإقبال إلى ما تقدّمه المؤسسات التعليمية الروسية من بيئة أكاديمية متقدمة، تشمل مختبرات مجهّزة بأحدث التقنيات، وبرامج بحثية رصينة، وتداريب مهنية في مؤسسات كبرى. وتشغل روسيا مكانة بارزة على الساحة الدولية، حيث تُصنّف في المرتبة السابعة عالميا من حيث تصدير التعليم العالي، وتستقطب سنويا طلابا من أكثر من 170 دولة.
يجسد 'وسيم مرشلة'، خريج جامعة تامبوف الحكومية، نموذجا ناجحا لهذا التعاون.
فانطلاقا من شغفه المبكر بالعلوم الدقيقة، اختار روسيا لتميزها في تدريس الرياضيات، حيث وجد في أساتذته—خاصة البروفيسور إيفغيني جوكوفسكي—إرشادا علميا ومهنيا شكل مساره كباحث. ويعمل حاليا أستاذا محاضرا في جامعتي قسنطينة ومصطفى إسطمبولي، محققا تأثيرا ملموسا في مجاله.
وتتوزع الدراسة بين أبرز الجامعات الروسية، من بينها:
- جامعة تامبوف الحكومية
- جامعة لوباتشيفسكي الوطنية للبحوث (نيجني نوفغورود)
- جامعة الصداقة بين الشعوب (RUDN – موسكو)
- جامعة نيجني نوفغورود
- جامعة أستراخان الطبية الحكومية
- جامعة سان بطرسبورغ الحكومية للكيمياء والصيدلة
نموذج جامعة لوباتشيفسكي: تنوّع تخصصي ودعم مؤسسي
تعتبر جامعة لوباتشيفسكي، على سبيل المثال، واحدة من أبرز الوجهات، حيث يدرس فيها حاليا 112 طالبا جزائريا، منهم 87 طالبا في برامج مدفوعة، و25 ضمن منحة حكومية روسية. ويفضل 85 طالبا الدراسة باللغة الإنجليزية، بينما يختار 27 طالبا التخصص باللغة الروسية.
ويوضح ألكسندر بيدني، نائب رئيس الجامعة للتنمية الاستراتيجية والشؤون الدولية، أن التنوّع الأكاديمي هو أحد أبرز عوامل الجذب:
- 32 طالبا يتابعون الطب العام في معهد الطب السريري
- 19 طالبا في تخصص علوم الحاسوب والرياضيات
- 14 طالبا في العلاقات الدولية
- وبقية الطلاب موزعين على تخصصات مثل طب الأسنان، والبيولوجيا، والاقتصاد، وإدارة الأعمال.
خيارات الالتحاق: منح مجانية وبرامج مدفوعة
تقدم روسيا قناتين رئيسيتين للالتحاق:
1. المنحة الحكومية الروسية (مجانية):
تقدم الطلبات عبر السفارة الروسية في الجزائر أو منصة studyinrussia.ru، وتشمل مراحل الاختيار تقييم الشهادات الدراسية، ونتائج امتحانات البكالوريا، ودراسة السيرة، بالإضافة إلى مقابلة تحفيزية.
كما تتيح برامج مثل الأولمبياد الأكاديمي الروسي(مثل OpenDoors أو أولمبياد الأمن المالي الدولي) فرصة الدخول المباشر إلى أعرق الجامعات للمتفوقين، فضلا عن أولمبيادات جامعية خاصة مخصصة للطلاب الدوليين.
2. البرامج المدفوعة:
يمكن التقديم مباشرة عبر مواقع الجامعات، إلكترونيا أو حضوريا، مع إجراء مقابلات أو امتحانات معيّنة حسب البرنامج المختار.
بيئة حياة متكاملة: تعليم + ثقافة + اندماج
لا تقتصر التجربة الروسية على الجانب الأكاديمي فحسب، بل تمتد لتشمل بيئة حياة غنية. فالحرم الجامعي يضم مكتبات حديثة، ومنشآت رياضية، ونواد طلابية تساعد في تأمين الاندماج الثقافي والاجتماعي. كما توفر المدن الروسية مزيجا ثقافيا فريدا عبر متاحفها، ومسارحها، ومواقعها التاريخية، ونشاطاتها الرياضية والمجتمعية.
ويستذكر وسيم مرشلة لحظات لا تنسى، كاحتفالات عيد 'ماسلينيتسا' وأطباقه التقليدية مثل بلينتشيكي' وبيروجكي' وحساء 'شي'، بل ويلفت إلى أن روسيا كانت المكان الذي تعرّف فيه إلى زوجته سارة بن عراب، التي واصلت معه الدراسات العليا—إشارة إلى عمق الروابط الإنسانية التي تنسج خارج قاعات الدراسة.
خطوة تاريخية: اتفاقية اعتراف متبادل بالشهادات (جانفي 2025)
في يناير 2025، وقعت الجزائر وروسيا اتفاقية حكومية لتسهيل الاعتراف المتبادل بالشهادات الأكاديمية، عبر المنصة الإلكترونية [studyinrussia.education](https://studyinrussia.education). وتسهل هذه الخطوة اندماج الخريجين الجزائريين في سوق العمل المحلي، وتعزز قيمة المؤهلات الروسية في بلدهم.
ختاما، لا تقدم الدراسة في روسيا للطلاب الجزائريين تكوينا أكاديميا رفيع المستوى فحسب، بل تفتح أمامهم آفاقا مهنية دولية، وتتيح لهم تجربة حياة ثرية، تجمع بين العلم والثقافة والانفتاح العالمي—وما يزال الباب مفتوحا أمام أجيال قادمة لمواصلة هذه الرحلة المثمرة.
المصدر: الشروق




















